23 ديسمبر، 2024 5:09 ص

الدسيسة: ما أُضْمِرَ من العداوة , مكيدة وحيلة خفية.
مهذب: مؤدب
الكتابة مهمة محفوفة بالمخاطر والكاتب الحر اليوم كالقابض على الجمرة وقلمه عدوه , وأفكاره الحرة الجريئة الساعية للحقيقة والنور قد تنقلب وبالا عليه.
والمقالات التي لا تعرف الخوف وتتناول ظاهرة تستحق التصدي والتغيير تجابَه بطوابير من الذين يكتبون بمداد الآخرين , ويتقاضون منهم على ما يكتبونه , ويحاولون تفنيد الحقيقة , وإيهام القارئ بأن الكاتب يقصد غير ما ذهب إليه.
وهم واضحون لأن منطقهم إنفعالي عدواني مشحون بالعواطف السلبية , ويستخدمون مفردات معروفة وذات سمية عالية , لكي يثيروا عواطف القارئ ويعطلوا عقله , ويمنعونه من التفاعل الموضوعي المنطقي المحايد مع ما يقرأ.
أي أنهم يطفئون أنوار العقل ويؤججون العواطف والإنفعالات , ويتوهمون بأن هذه الأساليب يمكنها أن تطمس الحقائق , وتحق الباطل وتبسط الضلال والبهتان , وتمنع الأجيال من رؤية الشمس التي يحاولون تغطيتها بغربال أوهامهم.
والكاتب الحر يعاني من هؤلاء , ويتابعونه ويحاولون إجهاض ما ينشره وتدنيسه , بتعليقات وكأنها مؤدبة , لكنها عسل فيه سم , ويبدو أنهم مدربون على النفاق والخداع واللعب بعقول الناس , ويتناسون أن العصر معلوماتي صدّاح , لا تخفى على أحد فيه خافية , وأكاذيبهم لا يمكنها أن تعيش , فالحقيقة أقوى وأصدع وأقدر على البقاء والنماء.
وكثيرا ما يحتشدون لتشويه قلم الكاتب الحر , والإستثمار في حالات يتوهمونها أو يظنونها , وفقا لأحكام مسبقة يغذون بها أتباعهم ورعاعهم.
ومواجهتهم والإنتصار عليهم يكون بالثبات والمواصلة , وعدم الإنزلاق إلى وهاد سفاسفهم ومواضع إستنقاعهم , فالزمن كفيل بإيقاظهم من غفلتهم , وعمههم الذي فيه يرتعون.
وقل عاش القلم الحر الجريئ , والكلمة الطيبة لها النصر , وللكلمة الخبيثة الهزيمة النكراء!!