منذ محاولة أغتيال رئيس الحكومة (الكاظمي) بأستهداف منزله بالمنطقة الخضراء، بعدد من الطائرات المسيرة! بتاريخ 7/11/2021 والذي يعد أكبر خرق وتحدي خطير للوضع الأمني ، ليس لأنه أستهداف للمنطقة الخضراء المحصنة فحسب ، بل للدلالة بأن الوضع الأمني وصل من الأنفلات والأستهتار ومن التهور والتدهور والضعف والخطورة الى قيام جهات غير معروفة ومجهولة الأنتماء بأستهداف منزل رئيس الحكومة! ، وهذا أن يدل على شيء فهو يدل على ضعف الحكومة بكل أجهزتها الأمنية والمخابراتية والأستخباراتية، لا سيما وأن موضوع التحقيق في الأمر لم يصل الى نتيجة ومعرفة من هي الجهة التي أستهدفته ، ومن أين جاءت بتلك الطائرات ومكان أنطلاقها! ، وعليه ضاعت الحقيقة كما في الكثير من الأحداث الخطيرة التي جرت ، وأغلق الملف بصمت وطواه النسيان!!. نعود بالقول منذ ذلك التاريخ أصبحت ظاهرة الطائرات المسيرة وظهورها في السماء العراقية ومشاهدتها وهي تصول وتجول بالسماء العراقية بلا أية رقيب ولا حسيب وكأنها تردد أغنية (ألارض أرضي والسماء سمائي)!، ظاهرة مألوفة وكأنها طائرات ورقية يتسلى ويلعب بها الأطفال! ، فلم يمر يوم ألا وهناك خبر عن تحليق هذه الطائرات على هذه المحافظة وتلك بعد أن باتت تسيطر على كامل السماء العراقية بكل أريحية ليلا نهارا (وبلا صداد ولا رداد) كما يقال !!؟؟. حيث باتت هذه الطائرات تشكل أحد الأسلحة النافذة بيد عصابات ومافيات الجريمة المنظمة بالعراق التي تزداد قوة وشراسة أمام ضعف الدولة والحكومة وتهاونها! ، حتى يرى البعض بأن مافيات وعصابات الجريمة المنظمة تمتلك أسلحة أقوى وأحدث من أسلحة عدد من قطعاتنا العسكرية من الجيش والشرطة؟!. والشيء الملفت للأنتباه أن هذه الطائرات التي تستعمل في أعمال الرصد والتصوير باتت تثير الخوف والقلق لدى عموم العراقيين! لأنها ما أن تظهر في مكان معين حتى يحدث بعدها عمليات للسرقة والنهب والأختطاف أو الأغتيال ، كما حدث في محافظة بابل قبل أيام ولا زالت،
حيث سلطت وسائل الأعلام والفظائيات الضوء على قرى وأقضية هذه المحافظة التي تعرضت الى سرقة مواشيهم وحلالهم وكذلك الى سرقة عدد من الدور السكنية!، مثل قرى ( أبو الجاسم ، وأبن الكاظم ، وكذلك قرية عوفي وعيفار) وقد أكد وصرح بذلك عدد من وجهاء وشيوخ المحافظة الى (المدى) والى عدد من الوسائل الأعلامية والفضائيات ، مثل ( الشيخ نعمة الجنابي وهو من وجهاء وشيوخ قضاء المسيب ، وكذلك الشيخ عدنان المسعودي من قرية عيفار) ، مناشدين الحكومة وأجهزتها الأمنية الى أتخاذ أجراءات للحد من تواجد هذه الطائرات فوق قراهم ومدنهم التي باتت تسبب لهم الرعب بعد سرقة الكثير من مواشيهم وحلالهم وكذلك سرقة منازلهم ، حيث أشاروا الى أنهم أضطروا للتصدي لتلك الطائرات بأسلحتهم الخفيفة( بنادق الكلاشنكوف) ، ألا أنهم لم يستطيعوا أسقاطها لانها خارج مدى اسلحتهم ، وأضافوا قائلين بأنهم ولربما سيضطرون مستقبلا الى أستعمال الأسلحة المتوسطة والثقيلة من أجل اسقاطها!. والخطير في موضوع هذه الطائرات حسب ما يذكر الكثير من المراقبين لها بأنها أخذت تستعمل لنقل وتهريب المخدرات بعيدا عن نقاط المراقبة والسيطرات ونقاط التفتيش!. وفي هذا الصدد يرى أهالي ( قضاء الكفل) في المحافظة أعلاه ، أن خطر هذه الطائرات كبير جدا لا سيما بعد تحليقها المستمر فوق سجن الحلة المركزي والذي تم أفتتاحه عام 2020 حيث يتخوفون من أن التحليق المستمر لهذه الطائرات لربما الغاية منه هو أستهداف أمن المحافظة بعمل كبير!؟ ، وهذا ما أكده السيد ( حسن منديل) محافظ بابل لصحيفة (المدى) قائلا بأن هذه الطائرات باتت تستهدف الدوائر الأمنية مؤكدا على ضرورة تشديد الأجراءات الأمنية على مكاتب بيع هذه الطائرات! التي تستخدم لأغراض التصوير ومنع أستخدامها ألا بموافقات رسمية؟! . والحقيقة رغم متابعتي للأحداث التي تجري بالعراق ومتابعتي للأخبار ألا أنني تفاجأت على ما ذكره السيد المحافظ بأن هناك مكاتب لبيع هذه الطائرات؟! ، ولا أدري من الذي سمح بفتح مثل هذه المكاتب ، وما هي الضرورات لفتحها؟، وهل هناك ضوابط معينة لعمل هذه المكاتب؟ وأين الحكومة والدولة والأجهزة الأمنية من هذه المكاتب؟ . وبقدر ما يدل ظهور هذه الطائرات المسيرة وبهذه الصورة التي باتت تصول وتجول في السماء العراقية ، على أنه خرق أمني كبير في مشهد اللادولة التي نعيش تحت كنفها! ، ولكننا مع ذلك نضطر للسؤال: أين الدولة وأجهزتها الأمنية من هذه الطائرات؟ وهل حقا أنها لا تعرف مصدر هذه الطائرات ومن أين تنطلق؟، وأذا كانت الدولة لاتعرف بأن هذه الطائرات محلية الصنع ولها مكاتب لبيعها مثلما ذكر محافظ بابل السيد ( حسن منديل)! ، أذا هذه ليست طائرات محلية! ، ولربما تكون صحون طائرة جاءت من كوكب آخر!.