عندما نريد ان نتكلم عن مدرسة كربلاء وما فيها من عبر ومواعظ نجد هناك كما هائلا من الدروس المستوحاة من تلك الواقعة العظيمة التي راح ضحيتها سبط النبي وريحانته الامام الحسين بن علي(صلوات الله عليهم اجمعين)والذي رسم وخط لنا بدمائه الشريفة دستورا ومنهاجا لكل الاجيال ومن بنود الدستور الحسيني الالهي هي قضية المسير الى كربلاء وكيف يكون ذلك المسير وما حقيقته وخير من فسر المسير وقام بترجمانه وتحليل فقراته في وقتنا الحاضر المحقق الكبير السيد الصرخي الحسني في بيانه رقم -69- محطات في مسير كربلاء الذي قال فيه -((نذكر بعض ما يلزم أن يكون حاضراً وشاخصاً لنا في كل مقام ومقال كي نكون صادقين في حب الحسين (عليه السلام) وموالاته ، وإلا ففي النفاق ومع المنافقين والعياذ بالله،ونذكر هنا أربع محطات:المحطة الاولى:قال الإمام الحسين ((عليه السلام)) { .. إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإِصلاح في امة جدي (( صلى الله عليه وآله وسلم )) ،أريد أن آمر بالمعروف وانهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي ابن أبي طالب ((عليهما السلام))،فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين،…}والآن لنسأل أنفسنا : هل نحن حسينيون ؟ هل نحن محمدّيون؟ هل نحن مسلمون رساليون؟ولنسأل أنفسنا :هل نحن في جهل وظلام وغرور وغباء وضلال؟ – أو نحن في وعي وفطنة وذكاء وعلم ونور وهداية وإيمان؟ – إذن لنكن صادقين في نيل رضا الإله رب العالمين وجنة النعيم ،المحطة الثانية:ولنسأل انفسنا عن الأمر والنهي الفريضة الالهية التي تحيا بها النفوس والقلوب والمجتمعات هل تعلمناها على نهج الحسين ((عليه السلام)) وهل عملنا بها وطبقناها على نهج الحسين الشهيد وآله وصحبه الاطهار ((عليهم السلام)) وسيرة كربلاء التضحية والفداء والابتلاء والاختبار والغربلة والتمحيص وكل انواع الجهاد
فها هو كلام الله المقدس الاقدس يصرّح بعدم ترك الإنسان دون تمحيص واختبار وغربلة وابتلاء ، فَيُعرف الزبد والضار ويتميز ما ينفع الناس والمجاهد للأعداء وابليس والنفس والدنيا والهوى فلا يتخذ بطانة ولا وليا ولا نصيرا ولا رفيقا ولا خليلا ولا حبيبا غير الله تعالى ورسوله الكريم والمؤمنين الصالحين الصادقين ((عليهم الصلاة والسلام))المحطة الثالثة :والآن ايها الأعزاء الأحباب وصل المقام الذي نسال فيه أنفسنا ، هل سرنا ونسير ونبقى نسير ونثبت ونثبت ونثبت على السير ونختم العمر بهذا السير المبارك المقدس السير الكربلائي الحسيني الالهي القدسي في النصح والأمر والإصلاح والنهي عن المنكر وإلزام الحجة التامة الدامغة للجميع وعلى كل المستويات فنؤسس القانون القرآني الإلهي وتطبيقه في تحقيق المعذرة الى الله تعالى أو لعلهم يتقونحيث قال الله رب العالمين سبحانه وتعالى : { وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } الأعراف/164.
وبهذا سنكون ان شاء الله في ومن الأمة التي توعظ الآخرين وتنصح وتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر فينجها الله تعالى من العذاب والهلاك ،المحطة الرابعة:
وبعد الذي قيل لابد ان نتيقن الوجوب والالزام الشرعي العقلي الاخلاقي التاريخي الاجتماعي الانساني في اعلان البراءة والبراءة والبراءة ……. وكل البراءة من ان نكون كأولئك القوم وعلى مسلكهم وبنفس قلوبهم وأفكارهم ونفوسهم وأفعالهم حيث وصفهم الفرزدق الشاعر للامام الحسين ((عليه السلام)) بقوله :
(( اما القلوب فمعك واما السيوف فمع بني امية))
فقال الامام الشهيد المظلوم الحسين ((عليه السلام)) :
(( صدقت ، فالناس عبيد المال والدين لعق على السنتهم يحوطونه ما درّت به معايشهم ، فاذا محصوا بالبلاء قل الديّانون )