23 ديسمبر، 2024 12:37 ص

الدرس الذي لم يفهمه احد!

الدرس الذي لم يفهمه احد!

التونسي البوعزيزي مات قبل ان يعرف بانه قلب الدنيا على من فيها فقد مهدَ لتغيير أربعة أنظمة سياسية وأشعل حربا اهليه في سوريا لم يكن لاحد يفكر في أسؤا السيناريوهات ان تلك الانظمة ستتلقى ضربات قاتلة ليس من الجيش او المعارضة او حركات تكفيريه بل من بائع خضرة, رغم ذلك فأن اولئك الذين يجلسون في هرم السلطة لم يتعظوا ولم يستفادوا من درس البوعزيزي المجاني الذي دفع حياته من اجله و,ضيقوا على اصحاب (البسطات) فاطلقوا المارد من قمقمه وكأنه كان ينتظر صافرة البداية, انطلقت ثورة تشرين فازاحت عبد المهدي من رئاسة الوزراء واسدلت الستار على صفحة بائسة في تاريخ العراق. الحكام لايعرفون ان رقابهم في ايدي الشارع والشارع البسيط الذي تحركه همومه اليومية وشؤونه الحياتيه ولقمة عيشه, والعراق لم يضع نفسه لحد الان على طريق صحيح فلاهو اشتراكي تسيطر فيه الدولة على كل مفاصل الحياة الأقتصادية فيؤمن العمل والوظائف للجميع ولا هو رأسمالي وسوق اقتصاد حر يطلق حزمة اصلاحات وتشريعات تجعل الناس تكسب قوتها بنفسها بل انه يفعل العكس تماما انه يضيق الخناق عليها فيسد عليها كل الابواب وهذا امر لايمكن لاي بشر ان يسكت عليه حين يتعلق الأمر بمصدر دخل يؤمن للفرد كرامته وحياة اطفاله , لذلك نقول ان الحكومات والانظمة هي التي تمد الثورات بالوقود السريع الاشتعال عبر سياسات فاشلة وقرارات مرتجلة غير مدروسة. لقد سلمت مصير الاف الشباب العاطل عن العمل لجهاز حكومي بيروقراطي لارؤية مستقبليه له ولاخطط ولا استتراتيجيات. اذا كانت الدولة عاجزة عن الاضطلاع بالمهمات الصغيرة رغم اهميتها فلتنشأ مؤسسة تشغيل يشرف عليها ذوي الاختصاص وليس وزارة. وفي العراق ليس هناك اعلانات عن وظائف شاغرة, الوظائف تباع وتشترى في المزادات السرية والغرف المظلمة. مؤسسة التشغيل هذه وهذا عنوانها (تشغيل) ستكون جسرا واصلا بين الدولة والشباب الباحثين عن العمل من الخريجين. كل وظيفة شاغرة في مؤسسة حكومية يجب ان تعلن عنها في موقع مؤسسة التشغيل او جريدة لها ويجبر اصحاب الشركات عن الاعلان عن كل مايتوفر لديهم من وظائف في مؤسسة التشغيل. هذه المؤسسة ستكون لديها قاعدة بيانات بأسماء كل العاطلين عن العمل ومؤهلاتهم وسيتقدمون للمنافسه على اي وظيفة ويفوز بالوظيفة الاجدر. ستؤهل هذه المؤسسة الشباب بدورات
سريعة تؤهلهم للدخول الى سوق العمل بعد اكتساب خبرات جديد.
يمكن ان تكلف الدولة شركات خاصة تقوم بهذا الدور وتكون تحت مراقبة صارمة من الدولة لادائها. هذه ليس حلم وخيال, هذه اجراءات تقوم بها معظم الدول لمواجهة البطالة لان البطالة تهديد حقيقي للامن والسلم الاجتماعيين وتذكروا البوعزيزي الذي ينام تحت التراب اليوم اضرموا النار في جسده لان البلدية صادرت عربة الخضار ,كم بوعزيزي عندنا في العراق هاجم مصدر رزقه الوحش الاصفر واصبح مستقبله ومستقبل اطفاله في مهب الريح. لاتراهنوا على صبر العراقيين وحلمهم فكلنا رأينا كيف كانت نتيجة الرهان على الحصان الخاسر.