في العودة إلى ملف المسلسلات الدرامية والكوميدية ألعراقية ألمتواضعة شكلا ومضمونا ، نجد فيها عجز واضح في تقديم عمل جيد يفند الظواهر ألسيئة ، ويعزز حكم القانون والمواطنة والمساواة والتسامح وأللا عنف ، أو حتى التي تصنف كوميدية من برامج ومسلسل متهافتة وتافهه ولا تسعد أحد ، وإنما تغير القناة إلى أخرى هو ألحل ألأفضل لتجنب ما هو رديء ولا يستحق المشاهدة .
واقعنا فيه محطات تستحق ألمعالجة والمحاكات في انتاج رصين يغني عن ألمتردية والنطيحة ، وفي المقارنة مع ما يطرح من نشاط درامي خليجي عربي ، تكون المحصلة لا شيء يعد ويذكر.
واقع الدراما العراقية يسوء سنة بعد أخرى ، وأصبحت ظاهرة تواجدها المهلهل وألمتداعي صفة دائمة للسطحية والسذاجة ، لا واقعية ولا دراما ولا هي كوميدي
ألعام 1980بداية إنحدارألفنون بمختلف ألوانها ، مع اشتعال بداية ألحرب ألعراقية ألإيرانية ألتي القت بظلالها على ألوضع العام والحياة ، وتحول الجهد الفني كله ابتغاء رضا أحلام الطاغية وتمجيد نزواته المدمرة ! وما خلفته من مآسي وظرف إقتصادي صعب وتداعيات لسياسة هوجاء أنتجت حروب عبثية متعددة ، تجسدت في حرب الثماني سنوات القاسية، غزو الكويت ، الخليج الاولى ، والخليج الثانية ، التي هوت بالكثير من القيم والاخلاق وعصفت بالكثير من التقاليد والسمات القِيًمية.
هذه الحروب المتتالية التي إفتعلها بطل الهزائم ونزيل حفرة العار ، أطاحت بسمات ألاخلاق الى كثير السوء من لم يألفه مجتمعنا بهكذا حجم وسعة ، سرقة السيارات والبيوت ، مظاهر القسوة ، ألفساد وإجرام سرى في عروق ألبلد وقطعه أوصال.
الموروث في ربع قرن بقى على حاله رغم التغيروما حدث في نيسان 2003 ، ولم تستطيع الحالة الجديدة تغيير ما إكتسبه البعض، بل زِيد ألطين بله بالفساد الذي تنمر وأ’ستعصيه حله وإستئصاله .
غدت أرض ألبلد ساحة مفتوحة للعنف والتصفيات ألطائفية، وسوء ألإستيلاء على أرض الدولة وممتلكات ألغير، وبرزت ألعشوائيات لتشويه المدن ومعلمها ألأثرية وزواياها ألجميلة .
في ظل هكذا زمن صعب ، قدر لبعض المعنين بالشأن الفني أن يقدم ما لا يسبر غور الواقع والشارع بنقد موضوعي يساهم في وعي الناس وتأشير حالات الخلل وسرة الوتيرة بعدد من الاشخاص المحسوبين على الفن بما لا يقنع ولا ينفع ، وتقديم أعمال هابطة وتافهه !! مثل حامض حلو تحديدا ( خطاب متشنج رديء بين ألام وولدها لنصائح باهتة عدا اللهلوبة الزوجة بما تقدمه لتجميل صورة المشهد ، ونتابع إنحدارألمشاهد في الفيترجي ، وألإساءة الى مهنة ألطب ، وحوار سمج لا قيمة له في لمة ألاربعة بالمقهى ) .
شلع قلع .. والعرض حال ، دوامة أخرى على شاكلت ( مج ومر ) وهي لا تتعدى محاولات بائسة في حوارات متدنية ومشاهد فاقدة للحياء مستخفة بالمشاهد ، بعدت عن القصد السامي وكثرت زلاتها وعم جهلها.
نطرح هنا عدة تساؤلات إزاء ما قدم في أجواء رمضاية من هنات اتسمت بالتساهل السريع في معالجة ألقضايا المطروحة ،لا معلومات مفيدة وحتى ترفيهية ، وإنما قصور في فهم المعالجات ألدرامية لواقع إختلطت فيه مفاهيم الفرز بين المقاوم وألإرهابي ، وألفاسد والنزيه ، والجاهل والمثقف ، لتبقى عيون المتلقي في حيرة وغفلة عما يراد به من ألغث وليس السمين !.
نريد عملا نحبه بعيد عن التهريج ، نتشوق رغبة لمتابعته ، وحجة ينتفع بها ، ينال الرضى وتعاد به ثقة ما أ’حتجب عن ألأبصار مدة طويلة من الزمان .