وقفت كثير من العناوين؛ بإستحياء وهي ترى العرب؛ ظاهراً يدعون محاربة الإرهاب، وباطناً يؤيدون على أرض غيرهم، في عصر تأطر بعناوين نشر الحريات في العالم الثالث؟! لكنه جعل العراق في ساحة معركة؛ بين كلاب تنهش جسده؟!
تعني المعركة العراق ضد الإرهاب مفاهيم إنسانية، وأرضيات مناسبة للقيم الرصينة، التي تواجه التطرف والإنحراف.
داعش لم تكن وليدة لحظة؛ في عالم يبحث عن حرية تصبوا لها الشعوب؛ للخلاص من الأنظمة المستبدة، ونهاية لعصور القلق والخوف والتصفيات الجسدية، وعاشتها الشعوب مظلومة؛ ثم إنقلب فكر بعضها؛ لمفاهيم داعشية ظالمة؟!
تنامى الفكر الإرهابي؛ بفعل تأييد عربي معادي للنظام الديموقراطي العراقي، وسَمّاع للأقاويل والصور المشوهة؛ بجذور دكتاتورية عمدت على إثراء شخوصها، وبذريعة الخوف من النظام الحالي؛ إنتشروا مع أموالهم المنهوبة من الشعب، للترويج للدكتاتورية، ومهاجنة فكرها مع التطرف؛ لإنجاب كائن بإسم داعش، ولم يستثني أحد والمعركة لم تقف على شريحة او طائفة بذاتها؛ سجلت دروس وعِبر تقف أمامها الروايات العالمية إجلالاً، وعجز العالم مواقف شبيهة إنسانية؛ فذاك الصائم يقف شامخاً في الصحراء؛ بقساوة وحرارة صيف العراق؛ برجال نذروا أنفسهم للشهادة وراية العراق.
تشرذم وتشخصن الساسة، وتقمص تلك الأدوار طبقة مثقفة ترتزق على فتات موائد الفساد، وآخر حق بُحَّ صوته ولم يُسمع، أو قُيّد بسطوة الممول، حتى جاء صوت الفنانة المصرية حنان شوقي، ليشج رأس وطن عبأ بالأفكار المتطرفة، وتلاها محمود الجندي وشيخ الأزهر، وشاهدوا عن قُرب مأساتنا في سبايكر، وتقصير ساستنا ومثقفينا؛ عن نقل الحقائق الى العالم؟!
صمت فنانو العراق سنوات، وهم ينتظرون شهر رمضان الطاعة والعِبر؛ كي يكونوا أدوات لسياسة القنوات والجهات الداعمة، وعم الهرج والمرج وتناول الشخصية العراقية بصورة بائسة ” للتحشيش والتسخيف”؟! حتى صار للتحشيش مواقع وبرامج وشخصيات، ودخل في الأدب الشعبي العراقي، وكأنه شعب حشاشة وحشيشة، وبرامج إتصالات تمتص جيوب الفقراء؛ عَلهم يفوزون بمروحة سقفية؟! ولم يتناولوا الإرهاب والمأساة والفكرية التي تغزوا الأمة، وفضل الحشد الشعبي في صد هذا الإرهاب الأسود، وتناولت معظم المسلسلات والبرامج الشخصية السياسية، بصورة بائسة تعمم الفشل؟! وما تُسمي نفسها الدراما الرصينة؛ إنشغلت بأحداث الدكتاتورية وقائد الضرورة على جدرانها؛ متناسية أن لنا جيل وصل الى الإعدادية لم يرى البعث، ولكنه يحصد مخلفاته، ويصبو الى برامج عن الممارسات الديموقراطية، وتوازي الدراما العربية، التي تنتج للثورة، منذ أن كانت في ساحات التحرير؟!
أختصرت الفنانة حنان شوقي ومحمود الجندي بدموعهما في سبايكر كل مسلسلات العراق البائسة، وتحدى الفنان السعودي ناصر القصمي في مسلسل سيلفي، كل حواضن الإرهاب التي تعيش في بلده، وتجاوزا خطابات العرب البائسة، ومراسلان “ويكليكس”، التي تفضح تآمر الساسة على شعوبهم؟!
مشهد مؤلم تقشعر له الأجساد، ظهر جلياً في مسلسل سيلفي، صور لنا عمليات غسل الدماغ، وتبرع الأبن لذبح أبيه، وإختزل تفاهات العرب وخطاباتهم المتطرفة.
إنزوى الإعلام العراقي والفنان، الى مكان أكثر شخصية من الساسة، وعبروا عن مصالهم، وإستمروا بالسخرية من الشخصية العراقية، ولم ينقلوا للعالم مأساة نعيشها يومياً، وما كان نقدهم للساسة؛ إلاّ وسيلة إبتزاز للحصول على أموال تملأ أفواههم، مثلما إمتلأت أفواه الساسة بالمال الحرام؛ ليسكتوا عن قضية شعبهم؟! وبقراءة بسيطة، نقول معظمهم حشاشة، ولم يتعلموا الدروس البليغة، التي يسطرها أبطال الحشد الشعبي، وبذلك هم كغيرهم خارج سرب المعركة.