كثيرة هي التحديات التي تواجه الانسان خصوصا من عقدَ العزم على خوض غمارها.
يأتي مفهوم الابداع في طليعة التوصيفات التي تجعل الانسان على استعداد دائم لتهيئة الاسباب المؤهلة لنيل هذا اللقب الكبير ولهذا يجب عليه توطين نفسه ليكونَ على قدر التحدي.
ليس من السهل ان يقال عن زيد مبدع، إذا ما عرفنا إن الإبداع نتاجا لتفاعل عدٌة عوامل عقليّة وبيئيّة واجتماعيّة و شخصيّة، وينتج هذا التفاعل بحلول جديدة تمّ ابتكارها للمواقف العمليّة أو النظريّة في مجال معين.
اعتاد الفهم العام للمزاج العراقي على ربط مفردة الابداع بما عليه اهل الادب والشعر وسائر المجالات، إلا أن مساحة الفن والتمثيل اخذت الحيز الاوسع من دلالات هذا التوصيف حتى صار من البديهي ان يبادر الذهن البسيط لاستحضار صورة الفنان والممثل عند تداول هكذا مفردة.
يتحمل مستوى الإدراك المعرفي لطبيعة المجتمع، مسؤولية كبيرة في إلصاق بعض الالفاظ على شريحة واسعة من ارباب المهن والحرف بغض النظر عن مدى اهليتهم لحملها، كون بعضها ينحصر تقييمه في اهل الاختصاص حتى صار حكرا لهم دون غيرهم واصبح تناول اي منها من خارج الوسط المعتاد خروجا عن سياقات التخصص وتمردا على المألوف، حتى وان كان ذلك العمل يمس اهم ركائز المجتمع القيمية ويستهين بالذوق العام، ويتناول شريحة كبيرة من شرائح المجتمع بالانتقاص وجعلهم مادة لاضحاك الاخرين.
الذاكرة العراقية وبصورة مفاجئة خرجت من حالة الكبت المطبق بحيث اختزنت في زواياها مشاهد النسر وعيون المدينة وشخصية رجب بائع الباقلاء، مرورا بعالم الست وهيبة وغيرها التي يحاول القائمين عليها باظهار شخصيات تحسب على وسط معين، لا تجيد غير لغة الهزل وتتصف بالغباء وتمتهن الإجرام وتتصرف باللامبالاة وهذا واضح من خلال الأدوار المؤداة في هذه الاعمال والتسميات التي تطلق على شخوصها.
حيال هذا الواقع صار مألوفا لدى المتلقي انه لا مجال للتفكير بمشاهدة اعمال، تعكس الوجه الاخر لتلك الشريحة التي أريد لها ان تكون كما هي وكأن المنتج ينوي ترسيخ فكرة يخاطب بها الرأي العام ان هؤلاء هذه طبيعتهم وهذا مزاج تفكيرهم وانهم ممن يصعب عليهم التصدي لمجالاة الحياة الاخرى، كالطب والهندسة والسياسة بل ان شخصية “المطيرجي وزامل شقاوة ووهيب الشرطي وحجية فتنة” هي انعكاس لواقعهم الحقيقي.