لقد امتازت التصريحات الدرامية التي يطلقها القادة العسكريين والسياسيين الامريكيين في الكثير من الاوقات بوقاحة متناهية تكشف عن مدى المخطط الكبيرالذي تعمل عليه من اجل التغيير الديمغرافي للمنطقة وفق خارطة جديدة والتي تعمل على اتهام الاخرين بها وخوفهم من وعي ابناء شعوبها في كشف المستور من اهداف تعمل عليها واشنطن على المدى البعيد والقريب واخرها تصريحات القائد العسكري الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي أي” وقائد عملياتها في العراق سابقاَ بان الحشد الشعبي سوف يكون هو اخطر من ( داعش ) وتحميل رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي مسؤولية افشال المخططات الامريكية في العراق متناسياً ان الشعب العراقي بوحدته هو من كشف المستورووقف بوجه تواجد قواتها وهذا ما كانت تعمل عليه الولايات المتحدة الامريكية في اطالة الحرب ضد قوى الشر ( القاعدة وبعدها داعش ) للوصول الى احلامها ،وفي تقديم الدعم التسليحي عن طريق الجو كما يعلن عنها بين حين واخر لهذه العناصر المجرمة ، وبعد الانتصارات الاخيرة للقوات العراقية المشتركة التي اذهلت قوات التحالف والتي عززت من وحدة العراقيين ، اثبتت صدق النوايا لديها رغم ما اثير ضدها من تخرصات واتهامات، لقد فشلت الولايات المتحدة الامريكية في العديد من الاحيان في شق وحدة الصف اوعلى الاقل تضعيفه واستغلت الصراعات الحالية مع الجماعات المتطرفة والتي صنعتها مع الدول الاخرى ( اوروبية واقليمية ) وشجعت على تنامي ظاهرة العنف في الصراع بينهم والتي وضعت الاسلام نصب عينيها والهدف الاول والاخير ،على اعتبار ان الخط الاسلامي الاصيل ، هو الاكثر خطورة والبديل عن الافكار المادية بعد ان حلت محلها في المنطقة حسب اعتقادهم الخاطئ لان الاسلام اسمى من ان يكون هوالبديل عنه لانه دين الحق بكل جدارة ، لخلق نوع من الصدام بين الحضارات ،ولان الحضارة الاسلامية هي من اكبر المنظومات التي تهدد مصالح الاستكبارالعالمي وتمثل نموذجاً للتماسك الاجتماعي والاخلاقي وهذا ما لاينفع القوى الامبريالية لا من قريب ولامن بعيد.. ومن المتوقع ان تبقى منطقة الشرق الاوسط في تغييرات مستمرة قد تصل الى ان تكون جوهرية في اوقات قريبة .
والمنطقة العربية خاصة ستشهد تحولات سريعة اكبر من خلال جعلها منطقة صراعات مستديمة لتبقى تحت ضغوطات الصهيونية العالمية والدول الاستكبارية كبقرة حلوب تجني ثمار خيراتها، فهي تقع اليوم في دائرة الصراعات التي لاتنتهي ، وهي عاجزة عن حل مشاكلها بسبب ضعف القيادات والحكومات التي امست تستجيب لكل مطالبهم دون حياء وشريكة مهمة لتطبيق المخططات الامريكية ولفرض هيمنتها على جميع مفاصل هذه الدول وبقيت الشعوب لاحولة لها ولاقوة سوى قبول عبث واشنطن وحلفائها الاوروبيين ومن هم في ركابهم وتلقى استجابة من ثلة من المستفيدين والمتنعمين من اجل السيطرة على البنية الاساسية اولاً وبعدها الاجتماعية والاقتصادية وهي الاهم عندهم وفعلاً استطاعت ومن خلال عمل مبرمج لكسب الكثير من القادة والجماعات السياسية لكي تتطابق ثقافتهم ومطالبهم مع رؤياهم وقد غزت الافكار والمعتقدات المستوردة الغربية على المجتمعات العربية والاسلامية تحت لباس العولمة لتحقيق اهداف للوصول الى عمق احلامهم وبطرق رخيصة وقصيرة المدى و اشترت ضمائرمنهم بثمن بخس… واليوم اصبحت واشنطن في امر الواقع من خلال تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأخيرة حول أن على بلاده التفاوض مع السيد الرئيس بشار الأسد لأنهاء الحرب في سورية لتبرهن من جديد فشل المخططات و سياسات الولايات المتحدة وحلفائها تجاه المنطقة..ويؤيد من انها وحلفائها ممن يدعون محاربة الإرهاب هم الذين اوجدوا هذه الافة ودعموها لتمرير ما يصبون اليه من اهداف مستغلين بقاء الاوضاع على ماعليها و في تصاعد وتيرة النزاعات الطائفية التي تخل بمبادئ الوحدة الاجتماعية بين ابناء شعوب المنطقة، لتؤدي الى انقسامات فئوية حادة داخل مجتمعاتهم .ومن خلال سياسيون وبرلمانيون وتجار واكاديميون ومثقفون وفنانون، يرتكبون، وعن قصد، سلوكيات طائفية قاتلة ومقيتة تخدم مصالحهم ومنافع اسيادهم واشتروا بعض شيوخ الازهرالشريف للطعن بالحشد الشعبي وتضحياتهم … بحيث يحركون افراد الطائفة تجاه ما يصبون اليه من اهداف ، مثيرين الشعور بالغبن وعدم المساواة والمظلومية أو مستغلين الشعور بانهم مستهدفون بقصد الاضعاف والتغيير الديمغرافي (كما عند اخواننا السنة).لابقائهم تحت رحمة عصابات الكفر والنفاق و عوامل الشر في مناطقهم والتي لم تجلب لهم سوى الدمار والخراب والتهجيروالقتل والابادة الجماعية وزرعت الخلافات العشائرية التي لاتحمد عقباها مستقبلاَ…” لقد ان الاوان في ضرورة زرع الحب والسلام والوئام بين مكونات الشعب العراقي وتثقيف الشباب على الالتزام بالأعراف وبناء مستقبل مزدهر وجميل للعراق والمنطقة بعيداً عن اهداف الفرقة لهم”