18 ديسمبر، 2024 9:01 م

الدبلوماسية العراقية .. بين الثقافة والسياسة .. والمحاصصة

الدبلوماسية العراقية .. بين الثقافة والسياسة .. والمحاصصة

من الصفات المطلوبة للسفير او اي عنوان دبلوماسي متقدم آخر ، أن يكون لبقاً في أقواله وتصرفاته ، ويختار الحديث المناسب وان يكون لديه ثروة من الثقافة العامة ، وان يكون قادراً ولو بشكل قريب من الكتابة الأدبية .. بل وكلما كان الدبلوماسي أديباً كان أقدر على الأداء والتعبير فضلاً عن إجادته اللغات الأجنبية الحية وخاصة اللغة الانكليزية .
وتعرف الدبلوماسية بانها علم .. وفن الممكن أو فن إدارة العلاقات بين الأشخاص الدوليين .

فمنصب السفير.. منصباً دبلوماسيا وسياسياً مهماً .. وهو موقع بروتوكولي لإثبات وجود في الدولة المعين لديها .

واذا ما سألني أحد عن ما هو الارتباط بين الأدب والسياسة ، فانا أقول .. نلاحظ ان اغلب الساسة الكبار كلماتهم تستخدم كأمثلة وحِكمْ .. وهذا يعني بالمحصلة وجود الملكة الأدبية لديهم .

ومعروف لدى الجميع ان الدبلوماسي هو من يمثل دولته لدى الدول الأجنبية ، ويجب ان يتميز بالسلوك والموضوعية ومناقشته المشاكل التي تطرح . للتأثير على قرارات وسلوكيات الحكومات والشعوب الأجنبية من خلال الحوار والتفاوض .

والآن لنصل لصلب الموضوع .. وهو هـل ان كل الذين مثلوا العراق في السلك الدبلوماسي والذين تم اعتمادهم بعد العام 2003 يتصفون بالمعايير التي تؤهلهم لتمثيل العراق في الدول او في المحافل الدولية ؟ ومن الطبيعي انا أقصد كل العناوين الدبلوماسية ابتداءً من السفير .. والقائم بالأعمال .. وصولا اصغر عنوان دبلوماسي .. طبعا ً انا أشك في ذلك ، والسبب يعود إلى ان التعيين لهذه المناصب في الوقت الحاضر يتم في الأغلب باعتماد المحاصصة وليس على مبدأ الكفاءة المطلوبة لهذه الوظائف الدبلوماسية المهمة … وفي الماضي القريب كانت للشخصيات الدبلوماسية العراقية السمعة الحسنة لدى الدول وخاصة في أداء الواجب على أحسن وجه .. ولم نسمع في الماضي عن أي تصرف غير مقبول أو يسيء لسمعة العراق …. لإن الدبلوماسي العراقي في الخارج يمثل العراق وكل الانظار الاعلامية والصحفية تنظر الى تصرفاته وتتربص الى اي خطأ قد يبدر منه .. وكان للعراق في الماضي القريب رجال يمثلونه بدبلوماسية معروفة بمهنيتها في المحافل الدولية او لدى الدول الأجنبية من أمثال الأمير زيد بن الحسين و عدنان الباچـچي و نجدت فتحي صفوت وعصمت كتاني وفاضل الجمالي .. الخ . ولم نسمع عن اي منهم اي تصرف يسيء الى سمعة العراق … فمتى يعود للدبلوماسية العراقية القها ؟