23 ديسمبر، 2024 8:20 ص

الداعوشيات !

الداعوشيات !

افرزت الأزمة الاخيرة في الانبار والعمليات التي شنتها القوات الامنية ضد مجاميع أرهابية لاتجيد سوى اللعب بالرؤس باتت تشهتر بـ”داعش ” وهو مختصر لما يسمى ” دولة الشام والعراق الإسلاميّة”. ضعف القرار الجمعي للعراقيين ومدى تشضيهم في المواقف الوطنية أو في الازمات الحادة التي تؤدي إلى تدهور أوضاع البلاد.
يبدو أن ذوبان مفهموم المواطن وأنصهاره امام فورة العناوين الطائفية والحزبية والمناطقية والعشائرية قد أخذ ماخذه، وهذا مايختلف به العراقيون عن اي بلد آخر ، العراقيون لايتفقون على شيء هذه النتيجة التي لامناص من أنكارها.

بلغ فقدان الشعور بالمواطنة هذه المرة مرحلة خطيرة ووصل إلى اساتذة الجامعات والادباء والمثقفين والاطباء وطلبة الجامعات وباقي شرائح المجتمع المتقدمة وباتت العناوين الفرعية اهم وابرز من العنوان الرئيسي وهو الوطن .

ضرب داعش في الصحراء على الرغم من تأخره كثيرا للاسباب معروفة وآخرى مخفية خطوة مهمة لتخليص العراقيين من دموية هذا التنظيم ، لكن كثير من العراقيين تعاملوا معها على اساس كم سيحصل المالكي على اصوات جراء هذه العملية وسخرها لخطابه السياسي عموما يفترض أن يفهم معارضوا المالكي ومؤيدوه أن ربط مصير العراق ومستقبله بشخص أو بحزب أو بطائفة سيؤدي إلى كوارث لايحمد عقباه وستنخر الدولة ومفهومها من الداخل.

شخصياً ، لست راضياً عن اداء الحكومة وهناك عشرات الملاحظات وشخصت عشرات الاخطاء التي ارتكبت في المدة السابقة ، لكن هذه الملاحظات يفترض أن تؤجل إلى وقت آخر خاصة عندما يتعلق الامر بأمن المجتمع وأستقراره.

بعض الكتل السياسية تهاونت في توضيح موقفها وتأخرت اربعة ايام وكل نوابها يرفضون ابداء اي موقف بشأن ضرب معاقل مجاميع داعش في صحراء الأنبار أحدهم قال :لي لندع الامور تنضج قليلاً ! .
اذا بقى تصدير الكتل السياسية لخطاب نهج الانقسام والمكاسب فأن حال العراقيين لن يسر حتى اعداءنا في المستقبل القريب ، اذا لم نتفق على أن العراق اسمى وأهم من الاشخاص فلن نحقق حلم الدولة الديمقراطية العادلة التي تتساوى فيها الحقوق عملياً لا فقط بالشعارات .

غياب الضمير الوطني وتصور الأمور بأن العراق أما لهذا الشخص أو لذاك وأن لم تستوعب الكتل السياسية معنى المعارضة ومواطن الاتفاق على القضايا الحساسة والمصيرية لن نستغرب أذا دخلت داعش بغداد وقالت لنا داعش ترحب بذبحكم !

خطر المخاطرالاستمرار بنهج الاستهزاء بالمؤسسة العسكرية والأمنية ونزع ثوب الاستقلالية عنها فأن العراق سيتحول إلى قوات عشائر كل عشيرة تسلح اولادها وتطلب توفير الدعم لحماية المناطق التي تسكنها.

يفترض أن قرب الأنتخابات النيابية التي ستجري في ميسان/ ابريل المقبل والركض وراء ارقام عالية بصناديق الاقتراع لايبعد التفكير بمصير هذه البلاد.

ستأتينا داعش وجبهة النصرة والنقشبندية وطيور الجنة وجيش المجاهدين ليس لتولي سدة الحكم بل لاراقة دماء العراقيين جميعا وسيغضون الطرف حينها عن التسميات المذهبية وستكون الخيارات المتاحة (معنا – ضدنا) لاثالث لهما .

وبالتأكيد ، وقتها لن تكون هناك امكانية لعض الاصابع والندم ولملمة الامور بل لن تكون أمكانية سوى لاطالة اللحى وحمل السيوف والعودة إلى القرون الحجرية ولن نمتهن سوى لغة الدم ، فاي مستقبل نريده مع اشباه البشر ، واكلي الأكباد وقاطعي الرؤس ، ابعد الله عن العراقيين جميعا، الدواعش والدعاوشيات ومن تعاطف معهم ! .