11 أبريل، 2024 4:49 ص
Search
Close this search box.

“الخيوط” الجوية العراقية!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

وأنتَ تُسافر بعيداً عن الوطن أو بالقرب منه, راحلاً أو عائداً, تحتاج إلى معنويات عالية, ولياقة بدنية, وصحة, ورغبة عارمة في الرحيل, ومِران شاق للسفر, فمن أين نأتي بكل ذلك ونحن نعتاش على شظف العيش, تعوزنا كل مستلزمات الحياة, موجوعون بالحنين إلى الوطن, متهمون بعشقنا السومري له, نَنْعم بالصَحوات أكثر مما ننعم بالصحة (!!), لا نُجيد إلا لياقة الهروب والفرار, وأضحل من ذلك كله هو إنك لا تجد وسيلة مريحة للنقل تحمل عنك أعباء الطريق أو تغض وعثاء السفر, أو ترفع عنك كاهل الحقائب المُثخنْة بالأوجاع والألم أكثر من حملها للملابس والهدايا والعطايا للأهل والأقرباء, فأنت مُسافر إذن أنتَ مستوفٍ لشروط المعاناة, وأنتَ تُغادر الوطن لأخر مره, أو تعود إليه للمرة الألف, بصفة مواطن دولة أجنبية, أو رعايا أحد الدول في وطنك ومسقط رأسك, أو مسقط جُثتك (!), وهذا هو قمة العار ومصدر خيباتنا الحُبلى بخيبات جديدة, لما لا ومندوب الخطوط الجوية العراقية في مطار القاهرة مصري الجنسية (!), لا يُجيد لغة التعامل الرّسمي معنا كمواطنين حتى ولو من الدرجة الرديئة (!), حتى ولو من غير الألقاب والعناوين والمناصب التي حملها, مندوب مصري لا يحسن معاملتنا كأبناء بَرَره لهذا الوطن المُثقل بأوجاعه ومعاناته والأخطار التي تُحيق به من كل حدبٍ وصوب, العراقيين يملأون مصر بكثرة هائلة ومندوب الخطوط الجوية العراقية مصري الجنسية.
 هكذا يتعامل معك في مطارات العالم بحضور مندوبي الخطوط الجوية العراقية, وأمام أعين كادرهم هناك, نعم: خطوط جوية عراقية, والمندوب مصري, والمشكلة إن المصرين بلد الثقافة والحضارة والقيم والإبداع, لكن مندوبنا يفتقر للثقافة أو تقصره الرؤية لهيبة وشخصية المواطن العراقي, هذا محور قصة ما حدث لنا في مطار القاهرة ونحن متجهين منها إلى مطار السليمانية, المندوب المصري في الخطوط العراقية يُشكك في هويتي, ومواطنيتي, ولا أدري هل هذا المندوب ينتمي لجماعة إرهابية متشددة ترفض الأخر وتلغي دوره في الحياة المدنية ودمجه في مفاصلها, يعاملنا على إننا مرتزقة قادمون إلى العراق, أو بصفة رعايا أجانب, يشكك في هويتنا ونحن من أب وأم عراقيين, يحاول أستفزازنا بطريقة رخيصة, يتعامل معنا من منطلق سيد وعبد (!), بسوء أخلاقة, وافتقاره لمعايير التعامل معنا كمواطنين على الأقل, نعم: لقد أسترخص عراقيتنا حتى يتعامل معنا, كمواطنين لا غير!!
  ولا أدري هل عز على السفارة العراقية وملحقياتها, وعلى الخطوط الجوية وفروعها من توفير مندوب عراقي يمُثلنا في مطار القاهرة, مندوب يحترم مواطينيتنا, وهويتنا, وعراقيتنا على الأقل, صرنا أكثر من نحتاج إليه ونحن في غربتنا, جحيمنا, مرتحلنا هو كلمة (أهلا وسهلاً) باللهجة العراقية, أو كلمة مواطن من الدرجة الثانية على أقل تقدير.
   فمندوب الخطوط الجوية العراقية في مطار القاهرة لم يُخطئ بحقي أو بحق مواطن أخر, وإنما أثار حفيظتنا واشمئزاز الكثيرون منا, ومن هنا نتقدم بشكوى لمن يهمة أمر المواطن العراقي من أكبر مسؤول إلى أصغرهم, وإلى العاملين على وزارة النقل تحديداً كون الموضوع يمس صلب عملهم ومهامهم الإدارية والبروتوكولية, فالعراقيين أهل الحضارة ولا يمكن أن يُمثلنا أقل شأناً منا!
  والسفارة العراقية, والقنصلية والملحقيات, والخطوط الجوية والمواطن العراقي المقيم في الخارج يمثلون بمجملهم واجهة البلاد وصورتها المشرقة, فلا يمكن أنْ يُمثلنا غير العراقي الحقيقي, وليس مندوباً مصرياً يندب عن عراقيتنا, فأبناء العراق أولى بخدمة وطنهم من الاخرين, وإلا فهي لا ينطبق عليها غير مُسمى “الخيوط” جوية العراقية للغزل والنسيج!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب