لم اتفاجأ حين كتب بعضهم ان السنة اللعينة قد ذهبت فمنذ ان دخلت السيدة ٢٠٢٠ علينا ونحن في إستياء عمومي متواصل ومحنة تكبرها محنة وازمة تلحقها أزمة.
رغم أننا اعتدنا التعايش مع مختلف الأزمات والمصائب لكن لسنة ٢٠٢٠ بصمة خاصة في حياة الناس على مستوى العالم، أولها فاجأ فيروس كورونا جميع العالم.. فسرعان ماانتشر وبدأ يبلع بالأرواح من قريب أو محب أوصديق ، أو عزيز اغتالته الأسلحة السوداء في وضح النهار أو عتمة الليل فالذئاب كانت وماتزال على الأبواب .
أما أبواب المحن فسرعان ما بدأت مع الأزمة المالية وإرتفاع أسعار صرف الدولار وغلاء أسعار المواد الغذائية والبضائع مما اثقل صدر وقلب المواطن الذي تأخر صرف راتبه، فيجلس وينام في حيرة ويتساءل ماذا سأفعل وماذا سيحدث؟ .
الاحداث لاتسر ولاتُسعد جعلتنا نشعر ان النحس متعانق اليد مع السيدة ٢٠٢٠ رغم أمنياتنا مثل هذا اليوم أن تكون سنة سعادة وخير .
اعتقد أن “ام صلاح الشهيد والاخوات المقتولات من قبل اخيهن وايمن الذي انتحر والطفلان اللذان اغرقتهم والدتهم في النهر وموت حسن صافي، والبنت التي قتلها عمها…. الخ ” جميعها صور مؤلمة وحزينة معلقة على جدران هذا الوطن المتآكل حزناً وقلقاً ورهباً ورعباً، وستبقى معلقة كأجراس ملونة على شجرة السنة التي مضت في غير سعادة .
لا أريد السعادة لأن السعادة ربما تكون احياناً انعكاس مظهر ما أو سعادة على مستوى الإسم الذي اختاره الوالدين كما يقول المثل العراقي: اسمك بالحصاد ومنجلك مكسور ، أو أن تكون السعادة شخص لانشعر بلذة الحياة إلا معه.. لكنها من جهة أخرى ليست غاية نصل اليها بل هي الطريق الذي نصل فيه هذا ماقاله رائد التنمية البشرية الدكتور ابراهيم الفقي رحمه الله : إن السعادة الحقيقية رغبة حقيقية بالحياة ولها كثير من التعريفات لكن التعريف الحقيقي هو انها طريق نصل فيه لما نريد لأنها في النهاية شعور .
الشعور بالخير وهو يعم لغيرك ولك يعد سعادة.. لذلك أتمنى أن تكون السيدة ٢٠٢١ تتخانق يدها ولاتتعانق مع النحس مثل سابقتها مجدداً، وأن تكون سنة خير قبل السعادة .