25 ديسمبر، 2024 8:16 م

الخيانة والجهل عاملان فاعلان في صناعة الأحداث المتفاقمة في واقعنا الملتهب , فما أكثر الخونة في ديارنا , وتزايد أعداد الجاهلين , وسيادة المغفلين , المتوجين بأمّارات السوء التي فيهم.

وجودنا مهلهل مخترق , وضمائرنا تباع وتشترى في مزادات العمالة والنيل من بعضنا.

فوراء كل طامة كبرى خائن وعميل لجهة إشترته وأماتت ضميره وحولته إلى أداة شرور , وهو كالمثمول المنوّم بالأضاليل والأباطيل , والملقوم بحفنة نقود.

تأريخنا يخبرنا بأن الملمات الكبرى وراءها خونة , ومن المقربين إلى رأس القوة والسلطة والنظام.

الخيانة طاعون وجودنا على مر العصور.

الشعوب المنزهة من فعل الخيانة قوية عزيزة , ومجتمعات الخيانات المتوارثة ذليلة مهانة ومغلوبة على أمرها.

لماذا الخيانة تطغى , وتكون مصدر فخر وحياة في ديار تشظى جوهرها؟

من أهم أسبابها الجور الفاعل في الكراسي , والفعل المؤجج للعواطف السلبية , والمؤازر للنقمة والعدوان البيني , وفقا لمنطلقات بهتانية وهذيانات خرافية ذات تطلعات فجائعية.

النكبات والنكسات والإنكسارات , ساهمت فيها أفاعليل الخيانة , وتمثل إنتصارات إستخبارية قبل أن تكون ميدانية , وما يجري في واقعنا المعاصر , ينطلق من مفهوم الإختراقات الأفقية والعمودية لهياكل إقتدارنا المحفوف بالمخاطر الجسام.

الخيانة سلوك معقد ومتشعب , يتخذ مسارات متنوعة وفي أكثر الأحيان يكون مصير الخائن مأساويا بعد أن يتمكن العدو من نيل ما يريد بواسطته , فيتم رميه في أقرب سلة مهملات , أو يقتل أشنع قتلة.

فلماذا لا يتعظ الخونة؟

ولماذا بجهلهم يعمهون؟

ذلك هو السقم المرير , والسلوك المذموم الرجيم.

و”إن الله لا يحب الخائنين”!!

و”إن الله لا يحب كل خوان كفور؟!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات