19 سبتمبر، 2024 7:46 م
Search
Close this search box.

الخونة يهزمون شعوبهم!!

الخونة يهزمون شعوبهم!!

لا توجد قوة في التأريخ إنتصرت على غيرها لوحدها , بل لابد لها من تجنيد قوى أخرى معها , وهذا المبدأ يسري مفعوله حتى اليوم.
وما تمكنت دولة القضاء على أخرى , مهما إمتلكت من القوة والإقتدار , فأمريكا لم تنتصر في فيتنام , وكوريا وغيرها من الدول , لكنها إنتصرت في مواقع أخرى عندما حشدت ما يسمى بالتحالف الدولي , وهيأت طوابير الخونة لبلادهم.
, فالهجوم على العراق تطلب أكثر من ثلاثين دولة متحالفة معها , ومنها عدد من الدول العربية والإقليمية المجاورة.
وحتى سقوط بغداد على يد المغول لم يكن بجيش المغول لوحدهم , بل تحالفت معه قوى عديدة من قبائل عربية ومسلمة , وكان معظم الجيش منها , أي أن الخيانة الفظيعة الشاملة الواسعة , هي التي قضت على يغداد آنذاك.
ولا يمكن الجزم بخائن واحد , بل أنها خيانات متعددة تحالفت مع المغول للقضاء على الدولة العباسية.
قد يستغرب البعض من ذلك , لكن الجيش المغولي لم يكن بهذه الكثرة العددية , لولا إنضمام القبائل العربية المناوئة للدولة العباسية تحت لوائه , وهجومها القاسي على بغداد معه.
إذا لا يعقل أن يكون المغول لوحدهم بهذا العدد , فهم جاؤوا من منغوليا التي لا يمكنها أن تأتي بهذا العدد الكبير من الجنود.
وهذا السلوك معروف في التأريخ , فالعرب لم يكونوا لوحدهم الفاتحين , بل جندوا العديد من أبناء الأماكن التي سيطروا عليها وتنامت جيوشهم بهم ودخلوا البلدان بواسطتهم , لكنهم القادة وأصحاب الإمرة , خصوصا في زمن الراشدين والأموين , أما بعد ذلك فكان معظم القادة من غير العرب.
ولابد من الإشارة إلى ظاهرة متفشية في العرب , وهي الميل الشديد للخيانة , وهذه علامة فارقة من الصعب تواجدها في أمم أخرى , ولهذا ترى أحوالهم متردية , ولا تستطيع الأمة أن تنهض رغم ما فيها من الطاقات والقدرات الهائلة.
فالخيانة تنخر الوجود العربي من أقصاه إلى أقصاه , ومن أعلاه إلى أسفله , ومتى تخلص العرب من هذا الداء الشنيع فأنهم سيتحققون.
والله لا يحب الخائنين , والعرب من أكثر أمم الأرض خيانة لدينهم وعروبتهم وهويتهم , وبهذا يتخاذلون!!
د-صادق السامرائي

أحدث المقالات

أحدث المقالات