التأريخ نهر جارف عارم التيار يلفظ الشوائب ويقيل العثرات , ولا يسمح للخونة أن يغيروا مجراه , فمن المعروف أن القوى المفترسة لأي مجتمع تنصب عليه أعوانها , لكي تغطي جرائمها وتبرير ما تقوم به وتلقيه على عاتق المغرر بهم والمضحوك على نفوسهم السيئة.
فما أن تحتل دولة دولة أخرى حتى تنصّب عليها أذلتها , وترهنهم بالعمل المخلص على تنفيذ أجندتها , وتبرأة ساحتها من الإجرام وما لحق بالبلاد والعباد من أضرار وإنتهاكات لحقوق الإنسان.
فيمضي المجرم بإرتكاب سلسلة من الجرائم تحت مظلة الحكومةالمنصبة لتمرير الأجندات.
وما يؤلم حقا أن يصبح الدين مطية الكراسي , فتتقنع به لإنجاز مآرب المقدسين , وكأن المعاناة وإستلطاف الحرمان والقهر من الإيمان.
فتجد المنابر تصدح بما يشجع الناس على النحيب والتآوي في مرابع القطيع , ومَن يخرج عن هذا المصير تدوسه أقدام الحمير.
وهكذا يسرح ويمرح القادرون ويستحوذون على الثروات والممتلكات العامة , وبتشجيع وإسناد مطلق من أسيادهم , فأموال البلاد يجب أن تتوطن مصارفهم , وتخضع لإرادتهم ومصيرها المصادرة التامة ذات حين.
فيحرمون الشعب من حقوق , وينهبون ثرواته ويضعونها في بنوك أعدائه , وهم المستحوذون عليها بلا تنازع وبشتى الذرائع.
فالدول المسماة غنية تمتص دماء الدول الأخرى , وتسحق شعوبها وتدحيهم في أوعية التلاشي والتلاحي والإندثار.
فالمشكلة الحقيقة إقتصادية بحتة , وإستحواذية صرفة , وما غير ذلك إدّعاءات فارغة وتطلعات للخداع والتضليل , وإلهاء الناس بما يضرها ويستنزف طاقاتها , ويؤهلها للخنوع والإستسلام لأدعياء المعرفة بالدين , والقرآن في عرفهم مهجور وقيل وقال عنوان ونور.
الخونة: ” من إزدهرت أحوالهم يوم ضاعت أوطانهم”!!