رائد عمر
اذ لا نفقه في اللغة العبرية , وليس بمقدورنا متابعة الصحف الأسرائيلية والقنوات 12 و 13 وهي الأبرز في الفضائيات والميديا الأسرائيلية , عمّا اذا ما تردُّ وتعلّق وسائل الإعلام هذه على التصريحات المكررة لنتنياهو منذ اكثر من عام وكأنها مبرمجة وفي اوقاتٍ محددة ومتفاوتة , حيث رئيس وزراء العدو يشدد القول بأنّ ( الحرب سوف لا تنتهي إلاّ بالقضاء على حركة حماس ) ويضيف لها تصريحاً آخراً بأنّ ( الحرب قد تنهي يوم غد اذا ما سلّمت حماس اسلحتها ) .! , فبالإضافة الى الميديا الأسرائيلية , فكيف نواب الكنيست ووزراء كابنته المتطرفين وغير المتطرفين لهم هذه القدرة في استيعاب هذا الطرح غير المطروح عالميا من قبل ؟ , وهل هذه هي حدود العقل الأسرائيلي بما فيه الرأي العام الداخلي .! , العالم برمّته امسى على قناعةٍ راسخة بأستحالة القضاء على حركة حماس , والقصف الأسرائيلي الصاروخي – الجوي والبرّي عاجز بالمطلق على استهداف هذا التنظيم ومقاتليه , ممّا اضطرّ نتنياهو للجوء الى تطبيق وتفعيل المصطلح السيكولوجي < التعويض النفسي > عبر تركيز القتل والقصف على المدنيين والعوائل وسيما الذين يقفون في طوابير ولساعاتٍ طوال بأمل الحصول الأفتراضي على بعض المساعدات الغذائية المحدودة ” وبمعدّلٍ يومي لا يقل عن مئة قتيل ” , واذ صار ذلك نهجاً لا يفارق الكابينت الأسرائيلية , واضحى جزءا من الروتين الذي تصمت أمامه معظم دول العرب والعربان , بجانب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية كروتينٍ مخزٍ آخر .
ولكن لنذهب في Mini جولةِ سفسطةٍ من الكلمات على التصريح الذي يكرر نفسه لرئيس الوزراء الصهيوني ” المشار اليه في اعلاه ” عن امكانية وقف الحرب يوم غد اذا ما بإفتراضٍ مجازي لو قامت حماس بتسليم كامل اسلحتها ” حتى دونما مسوّغ او مبرر ” فمن المحتّم اولاً أنّ نتنياهو سيزعم ويدّعي أنّ هنالك المزيد من الأسلحة المخفية ما برحت مخفيّة .! لكنّ الأنكى من الأنكى أن سيطالبون حماس بتفكيك شبكة الأنفاق المتشابكة والملتوية ” والعصيّة والمستعصية على عتاة اجهزة المخابرات الدولية ” يطالبون بتفكيكها ومداخلها ومخارجها شبراً شبراً , مهما استغرق ذلك من الأوقات في اسابيعٍ وشهوراو حتى اكثر .! وهذه برمّتها تمثّل السفسطة في كلا جانبيها الكوميدي والتراجيدي , لكنّ البديل الواقعي لذلك , أنّ هذه الحرب سوف لا تتوقف في المدى المنظور على الأقل , وهذا ما يشكّل السيكولوجيا الشديدة النموّ والتكاثر في تجاويف دماغ نتنياهو , اصلا وفصلاً . !