زعامة شابة سارت في طريق وعر دلالاته العملية السياسية المتشظية في جوانب البلاد وخارجها، ومن رحم الإفتراقات والتقاطعات والإختلافات وإختيارت الطرق كانت تنبثق مؤشرات ، على ضعفها ، وهشاشة مقومات مقاومتها للأضداد النوعية في مكونات المصطلحات الجديدة التي شظّت العراقي إلى مواطن مكوّناتي ، كانت هذه الزعامة الشابة تتلمس طريق الإفتراق عن خارطة سياسية موبوءة بإتجاه ترتيب البيت الداخلي للسنّة حتى يكون مهيئاً للفضاء الأوسع ، هو فضاء العراق الذي إتسع ويتسع للجميع وسيظّل كذلك منذ نشوءه السومري حتى يكتب الكون نهايته الميتافيزيقية !
قدم الشيخ خميس الخنجر القادم من قلب الفلوجة نموذجه الوطني عام 2010 ممثلاً بالقائمة العراقية التي ترأسها شيعي وضمت في صفوفها السنّي والصابئي والآيزيدي والمسيحي والكردي كمكونات والليبرالي والشيوعي كإتجاهات سياسية ، إلا أن استحكامات الواقع السياسي وقوة العامل الخارجي الدولي والإقليمي حالت دون أن يرى هذا المشروع النور تحت طائلة التهديد بحرب أهلية ، فالسلطة للشيعة وغيرهم تهديد للفرصة التأريخية التي أتاحها التغيير لهم في التاسع من نيسان 2003 .
وإتساقاً مع التشظي العام للوحة السياسية في البلاد تشظّت القائمة العراقية وإنفرط عقدها بحساسية المناصب والإمتيازات والطرق المعبدة لكراسي الوزارات التي أوغلت مسخاً بالروح الوطنية وهويتها ، فتهاوت الشعارات وإنهارت المباديء وانتهكت الخطوط الحمر التي رسمت على الأرض التي كانت عبارة عن رمال متحركة تبتلع كل الخطوط وتمحي تلاوينها .
اليوم ..رغم إن الجميع أدرك حجم الفاجعة العراقية ومسبباتها المحاصصاتية وتمزيقها اللوحة العراقية بيد رسامين سيئين وقليلي الخبرة ومساهمة المشاريع القصدية لتفتيت اللوحة وبيعها في سوق النخاسة السياسية ..
إلا أن زمن الآمال لم يدفن بعد ليلتحق بزمن الرومانسية الثورية التي ولت على مايبدو الى الأبد !
آمال عبور التكتلات المكوناتية وتفتيتها من داخل ميكانزم العملية السياسية نفسها ، على أسس سياسية توّمن لها مساحة مفتوحة للإندماج والتفاعل للبناء على أساس الهوية الوطنية التي لاتتعارض مع الهوية المكوناتية الموجودة خارج إرادة الجميع ..
من سيكون قادراً على السير في هذا الطريق المحفوف بالمخاطر السياسية المرتبطة بالمناصب والكراسي وهواجس الإفناء الوهمية ؟
بإمكان الشيخ خميس الخنجر أن يغامر في الطرق المحفوفة أو حافات المياه على الطريقة الوطنية العراقية ، بعرض مشروعه الوطني غير المتعارض ولا المتناقض مع مشروع الحماية المكوناتية للشيعة قبل السنّة ..للكرد قبل العرب ..للمسيحي قبل المسلم .. في المشروع الوطني القائم على أساس الهوية الوطنية العراقية الشاملة والحاضنة والحامية ، وحينها فقط سيكون للسنّة الحماية الوطنية المطلوبة من حالة التشتت والهجرة والتهجير والنزوح ..!
لايمكن لأي مكون أن يحمي نفسه بمشروعه الخاص ، فدائما هنالك مشروع التفتيت المقابل الذي يدور ويسحق دون رحمة الإحتماءات الخاصة التي تعتقد على جبل من الأوهام إنها في منطقة السلام والأمان وإن الحرائق محدودة الجغرافيا والايذاء !
حتى الصراع على المناصب بلغة الأعداد في لعبة الديمقراطية الجهنمية في بلادنا العصيّة على السلام حتى الآن ، لاتؤمن الحمايات المطلوبة لأي مكون وإن إستحوذ على السلطة كاملة مكملة ..
الشاب القادم الجديد في اللوحة السياسية الحالية الشيخ خميس الخنجر بإمكانه أن يلعب دوراً محورياً في تناقضات الصراع من أجل شكل ومحتوى البيت العراقي القادم ، وهو قادر على فعل ذلك وإن كان الطريق الى ذلك سيهضم زمناً مضافاً وعسيرا على هذا العراق العسير !