23 ديسمبر، 2024 3:12 ص

الخنجر يتربع القمّة ..والحلبوسي يحقق مناه

الخنجر يتربع القمّة ..والحلبوسي يحقق مناه

اخيراً تمكن الشيخ خميس الخنجر ان يتربع على قمة التمثيل المكوناتي السني بعد رحلة ماروثونية خارج العملية السياسية وداخلها ، بغير الانتخابات ومن خلالها ، بالتنافس السياسي وتصدياته ، بالتحديات الكبيرة التي كانت تعيق ان يضع الخنجر قدماً في العمل السياسي الداخلي .
لست معنياً هنا بالمعنى الحرفي والاثني لما اطلق عليه بالمكونات بعد سقوط الدكتاتورية ، بقدر اهتمامي بخارطة الاداء السياسي للخنجر بغض النظر عن العراقيل التي وضعت امامه ، حتى استطاع ان يجلس مع خصم لدود مثل المالكي ، بل تحولت الخصومة وتشنجاتها الى صداقة مريحة من نوع خاص ، بل انتج ابعد من ذلك في علاقاته السياسية حتى يكاد يكون السيد فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي من المقربين جدا ، وربما ساهمت هذه العلاقات بحلحلة انواعاً معقدة من الاشكالات السياسية وغيرها، ولعل الابرز منها دخوله الى جرف الصخر على حالها كمنطقة محرّمة .
وتتمثل خارطته في المواقف الجريئة من شخصيات من هذا النوع ، التي عرضته الى خسارة بعض الجمهور وانتقاد البعض الآخر وكلّهم من المكون السني الذي كان يسعى الخنجر لتمثيله من قمة التمثيل بحراك بطيء ومدروس محسوب النتائج.
خارطته تتمثل بشجاعة اتخاذ القرار الذي يتخذه وسط تلاطم امواج واختلافات وتوجهات داخلية واقليمية ودولية ، حتى اقتنع الشركاء من المكوّن وغير المكوّن ، ان الشيخ الخنجر يستطيع ان يعوم في بحر من التناقضات ويصل الى بر الامان دون الحاجة الى نجدة الآخرين !
خلال 24 ساعة استطاع الخنجر ان يجتاز ازمتين ، الاولى محاولة بعض نواب عزم شق التحالف ـ الحزب ، والثانية العرض الذي قدّمه له السيد الحلبوسي ، في لحظة ايقان الحلبوسي ان الخنجر ربما يكون بحاجة الى عرض سياسي من هذا النوع !
واستطاع الخنجر بقرار شجاع وجريء ان يتلقف العرض بحس سياسي متمرس و يضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد ، دون ان يبذل كثير جهد او تنازلات :
الحجر الاول اصاب به من اعتقد انه يستطيع ان يشق تحالف العزم ويشتته ويعيد غالبيتهم الى صف العزم دون تنازلات سياسية .
الحجر الثاني : وظّف محاولة الانشقاق ، من خلال الاطاحة بها بسرعة قياسية، لتأكيد زعامته لتحالف العزم .
الحجر الثالث : تلقّف العرض الحلبوسي ، الذي ربما سبقته حوارات خاصة ،واستجاب له بسرعة لم تكن متوقعة ، محققا هدف زعامة المكون السني داخل البرلمان دون منازع ، مع تحقيق الحلم الحلبوسي برئاسة البرلمان التي حسمت ربما مع بقية الاطراف في المكونين الشيعي (التيار الصدري ) والكردي ( الديمقراطي الكردستاني ).
وبذلك اصبحت الساحة السنيّة مهيئة وبقوة لخوض تحالفات وحوارات أولاً وخلوها تماما من أي قوى راديكالية اسلامية ، وهي بالاساس قد هزمت في الانتخابات ولم تحصل على أي مقعد يؤهلها لتكون حصان طروادة على الطريقة العراقية !
هل ستجري الرياح كما تشتهي السفن كما قال المتنبي؟
ذلك ماستفرزه اشتغالات الساحة السياسية العراقية وصراعاتها ، لكن الأكيد ان الخنجر لم يعد يتوقع طعناً من الخلف ، ورغم اختلافي معه في بعض التوجهات الا انني اعتقد ان الرجل يلعب في عالم السياسية على طريقة المحترفين واصول الاحتراف بقدرته الوصول الى الاهداف باقل الخسائر !