23 ديسمبر، 2024 4:14 ص

الخنجر وجدلية الارهاب والسياسة !

الخنجر وجدلية الارهاب والسياسة !

يتفق معي الكثيرين بان خميس الخنجر الملياردير العراقي شخصية جدلية فهو بنظر الاغلبية ممول للارهاب وداعم له وله في ذلك العشرات من التصريحات التي كانت مادة دسمة لاعدائه في تكريس مبدا رجل الشر الاول في العراق حتى أن بعض الأحزاب والجهات السياسية العراقية اخذت تكرس هذه الصورة في حملات اعلامية ضمن قنواتها التلفزيونية..
نعم الخنجر كانت له تصريحات شهيرة لايكاد اي عراقي ينساها لانها جاءت في اوقات صعبة وقاسية وكانت ضد مسار اغلب القوى السياسية واقصد هنا الشيعية، في الوقت الذي لاذت القوى السنية بالصمت حيالها لانها تدرك بان ما قاله الخنجر صعب جدا ولايمكن لاي منها التحدث به لانها ببساطة تحتاج الى شجاعة غير متوفرة لدى الكثيرين وهناك من ربط الحديث بالمصالح وهذا هو الاشمل..
بنظر البعض فان الخنجر ارتكب اخطاء ومن باب الشفافية نسير مع الاتهامات التي تقول بانه ارهابي والان علينا من باب العدالة ان نبحث عن الادلة والبراهين ترى هل هناك شي يربط الخنجر بالارهاب وهل فعلا قدم ملايين الدولارات لدع داعش او القاعدة او بقية التنظيمات المتطرفة وهل كان يسعى الى منصب حكومي مرموق كرئيس الجمهورية او البرلمان مثلا..
شخصيا انا لست مع الخنجر وانتقدت الكثير من ارائه وتصريحاته ومواقفه بعد 2014 لكن دعونا نتحدث بهدوء .. الخنجر انسان وطبع الاخير هو ارتكاب الاخطاء ولكن الشجاع من يراجع مواقفه ويتراجع عنها ويصحح مساره..
في الاعوام التي تلت احداث حزيران 2014 رمى الخنجر ثقله وراء اكبر حملة انقاذ للسنة عن طريق اقليم كردستان وعشرات الاف من الطلبة والبعض منهم تربطني علاقة وثيقة بذويهم، كانت مدارس الخنجر هي الماوى والمنقذ كما لايمكن نسيان الدعم الانساني الكبير لالاف الاسر النازحة التي تقطعت بها السبل وكانت قاب قوسين او ادنى من الضياع وسط الفوضى..
انقاذ طفل نازح برايي تغفر للخنجر كل هفواته الاعلامية السابقة لكن ما اثارني بالفعل التغيرات الكبيرة والسريعة في ستراتجية الخنجر السياسية، فقد كانت فعلا محيرة لكني اؤمن بانها نظرة سياسي فهم واقع الحال وعرف بان السنة في قارب تقوده قوى المصالح الحزبية وهذا ما جعلهم اضعف الحلقات في العملية السياسية.
تابعت انشطة الخنجر السياسية خلال المشاورات وتفاجأت كثيرا بزياراته الى العامري والمالكي وبقية صقور الشيعة الذين هم الد اعدائه وكان من المستحيل ان يصدق عراقي سواء سني او شيعي انه سيكون معهم يوما لانهم ببساطة على طرفي نقيض..
الخنجر لعب بالطريقة صحيحة كما يقال وبات مهندس عملية دخول جديدة للسنة في تشكيل الحكومة ولكن من موقف قوي وليس ضعيف… اعتقد ان الكثير من الشيعة بدأوا يفكرون جديا اذا كان الخنجر كما قال زعمائهم شرير وارهابي كيف سيتحالفون معه ، بينما يتردد في بال السنة كيف يجلس الخنجر مع من نتهمهم بانهم ادوات ايران في العراق..
السياسة فن الممكن كما يقال والخنجر بالامس كان ارهابي من خلال نوافذ الاعلام الممول والحزبي لكن الحقيقة من وجه نظري بعيدة، وهناك خداع كبير للراي العام على مدى سنوات لوجود شيء اسمه التسقيط في لعبة السياسية وفي ابشع صوره في العراق؛ ولكن كما يقول صديق لي بان الخنجر ارهابي بنظره وعندما اساله عن الدليل يقول تصريحه للعربية قبل اربع سنوات ولاشي بعده …