الخنجر في خطاب ناري ..لن ننساهم !

الخنجر في خطاب ناري ..لن ننساهم !

فاجأ زعيم تحالف السيادة الجمهور بخطاب ناري في مدينة الفلوجة في اواخر ايام العيد تناول فيه بجرأة وشفافية الملفات المعلقة منذ سنوات كعودة المهجرين الى ديارهم والتعويضات والتوازن الحكومي وسطوة الميليشيات في المدن المحررة ، واهم تحّول في مستويات المواجهة مع الحكومات والبرلمانات التي تخفي هذه الملفات قسراً ، الخطاب الذي لوّح فيه الخنجر باللجوء الى المجتمع الدولي (مؤسسات رسمية ومنظمات مدنية) في حال الاستمرار في تجاهل ملف المختفين قسراً ، على العكس تماما مع رؤية رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي الذي قال في لقاء متلفز قبل اشهر ” انسوهم ” يقصد بذلك نسيان مصيرنحو 12 الف مغيب قسراً من المحافظات الغربية !
علماً انه فقا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، فإن الاختفاء القسري يعتبر جريمة ضد الإنسانية، وبالتالي، لا يخضع لقانون التقادم..
وأشّرت معلومات مؤكدة فإن ” نحو ١٢ ألف عائلة عراقية أبلغت عن مفقودين بين عامي ٢٠١٧ – ٢٠٢٣، ولا يعني هذا الرقم أن أعداد المفقودين والمختفين تنحسر به فحسب، بل هناك المئات من العائلات التي تخشى التحرك قانونياً للمطالبة بمعرفة مصير أولادها. يشكل هذا الخوف لدى هذه العائلات نقطة التحول من الأمل إلى فقدانه حتى بمعرفة المصير”..
وللأسف إن المختفين قسراً والمفقودين في العراق، باتوا في طي النسيان وصاروا مجرد أرقام تُذكر في وسائل الإعلام وفي المناسبات فقط، منذ 2017 من دون تحركات حقيقية لمعرفة مصيرهم، لكن التلويح باللجوء الى المجتمع الدولي في خطاب الفلوجة للخنجر يعد مؤشراً وتحولاً نوعياً ، اذا تم اللجوء الى هذا الخيار ، في معالجة هذا الملف الانساني والسياسي معاً والذي سيبقى معلقا في رقبة العملية السياسية مهما طال الزمن فالجرائم ضد الانسانية لايبتلعها الزمن ولا تتقادم ولا تمحى من الجدول المحلي والدولي وان تغيّرت الوجوه والحكومات !
جهود الحكومات العراقية المتتالية لم تكن بمستوى بشاعة الجريمة ولاآثارها الانسانية ولا تبعاتها المجتمعية ، وربما لم تكن هناك جهوداً في الأساس، خاصة مع اتساع رقعة اليأس لدى عوائل المختفين قسراً !
“في عام ٢٠١٠ صادق العراق على اتفاقية حماية الأشخاص من الاختفاء القسري، ومن المفترض أن يلتزم بتشريع قانون تتطابق مواده مع هذه الاتفاقية، لكن مجلس النواب العراقي في أربع دورات متتالية منذ تاريخ التصديق على الاتفاقية، لم ينجح بتشريع أي قانون يتعلق بالاختفاء القسري”!
ولعل أهم اسباب هذا التجاهل هي الحقائق التي من الممكن ان تكشف الحجاب عن اشخاص ومنظمات وميليشيات متورطة تقف وراء هذه الجريمة !!
انني ادعو الشيخ الخنجر وفي هذه المرحلة تحديدا ان يواصل نهج التركيز على كشف مصائر أولئك الذي اختفوا في لحظات حقد اعمى على اناس غالبيتهم من الابرياء ، وفتح كوة للأمل لعوائلهم الذين يريدون معرفة المصير ان كان هؤلاء على قيد الحياة ام تم قتلهم واخفاءهم عن الوجود !
لن ننساهم في مواجهة ننساهم وحكومات الطوأفة والغارقون في مستنقعات الآخرين بحثاً عن منصب سيزول يوما ما فيما ستبقى جريمة الاختفاء القسري كابوساً جاثماً على ماتبقى من ضمير لهم !

أحدث المقالات

أحدث المقالات