23 ديسمبر، 2024 1:39 ص

“الخميني” وأطراف الرغيف!

“الخميني” وأطراف الرغيف!

من “نوفل لوشاتو” القرية الهادئة التي تقع غرب العاصمة “باريس” (35 ) كيلو متر، إلى العاصمة الإيرانية “طهران”.كانت نهاية “14 ” سنة رحلة المنفى التي قضاها “الأمام الخميني” بين ( العراق ـ تركيا ـ فرنسا).

حطت الطائرة بوينغ (747 ) يوم (1 / شباط/ 1979 ) في أحدى المطارات الإيرانية : لتعلن عن ولادة أعظم (قيادة تحويلية) في العصر الحديث.

طهران التي كانت توصف بأنها باريس الشرق،بعهد “البهلوية”،استطاع الثائر الخميني عبر شرائط “الكاسيت ” تحويلها إلى دولة “ثيوقراطية” دينية تقف اليوم في صدارة الدول العالمية ،فهي تقف منذ مطلع العام “2013 ” في المرتبة “17 ” عالمياً بإنتاج العلوم ،وزادت من أنتاجها العلمي من العام “96 ” إلى “2008 ” ” 18 ” ضعفاً، وهي تحتل المرتبة (12 ) عالمياً والمرتبة الأولى في الشرق الأوسط ،بإنتاج السيارات.

ووصلت إلى محو شبه كامل للامية.

كان جواب القائد الخميني اغرب من سؤال احد الصحفيين المستغرب كيف نجح الأمام في تحقيق النصر على حكم الشاه بهلوي المتجذر منذ مئات السنين؟

رد الإمام أوضح معرفة القائد بخفايا الأمور وعناصر قوة الخصم،التي ترتكز بالعاصمة طهران،وهم طبقة المنتفعين من النظام ،وهؤلاء طبقة تمثل جزء قليل من شرائح المجتمع الإيراني،فيما يرزح غالبية الشعب تحت الفقر والتخلف،وتقتصر الامتيازات لتلك الطبقة المرتبطة مصيرياً بالنظام الحاكم، فهي طبقة صلدة تدافع عن مصالحها، شبهها بـ “رغيف الخبز”،التي عادة ما تكون أطرافه لينة لأنها بعيدة عن النار!.

ذلك الطرف اللين من الرغيف، كان مساحة ذلك الثائر الذي،انشغل بإعادة كرامة الأمة التي يستبيحها طغاة من أبنائها ارتبطوا كذيول لمنظومة الاستكبار العالمي الذي يسعى لامتهان الشعوب وإذلالها وسلب كرامتها.

حيث حذر بقوة الشاه من الارتباط بتلك المشاريع مخاطباً إياه )أنا أنصحك يا سيد، أيها السيد الشاه، يا حضرة الشاه، أنا أنصحك أن تقلع عن هذه الأعمال، إنهم يخدعونك يا سيد. أنا لا أرغب أن يرفع الجميع أيديهم بالشكر إذا أرادوا أن تسقط وتغادر… إذا أملوا شيئاً وأعطوه لك وقالوا لك اقرأه ففكّر فيه قليلاً… اسمع نصيحتي… ما العلاقة بين الشاه وإسرائيل حتى يقول مجلس الأمن: لا تذكروا إسرائيل بسوء… وهل الشاه إسرائيلي؟)

لقد وقف الأمام الخميني بقوة ضد خطوات الشاه التطبيع مع “إسرائيل” و ضد لائحة “الكوبيتولاسيون” (الحصانة القضائية)،وأعلن بيان عام (1964 ) يحذر فيه الشعوب المسلمة من خطر الأجانب وتدخلاتهم )لتعلم الدنيا أن كل مشكلة يعاني منها الشعب الإيراني والشعوب المسلمة إنما هي بسبب الأجانب وعلى رأسهم أمريكا. الشعوب المسلمة تكره الأجانب عموماً وأمريكا على الخصوص… أمريكا هي التي تدعم إسرائيل وأنصار إسرائيل. أمريكا هي التي تقوّي إسرائيل كي تشرِّد العرب المسلمين).