إن دعوة السياسي العراقي باقر جبر الزبيدي، الى تشكيل قوة عسكرية مسلحة قوامها “3 ملايين مقاتل”، أثارت حفيظة الدول التي تتأهب لتشكيل قوات عربية تحت مسمى “ناتو عربي”؛ نهاية العام الحالي، حيث دعا العراقيين والعرب ومن جاورهم الى التهيؤ لحرب قادمة، والى توسيع وتأسيس جيش عقائدي وتطوير الحشد الشعبي والعشائري، ليكون الركيزة الأساس لحماية العراق ومحيطه ممن أسماه “الشرْ القادم من خلف البحار”.
وإن الدعوة الى توسيع دائرة وقوام الحشد الشعبي الشيعي والحشد العشائري السني والتركماني والمسيحي وكافة الأطراف التي ساهمت بهزيمة تنظيم داعش الإرهابي في العراق، يعتبرها البعض تخويف وتأجيج؛ وهي بالحقيقة عكس ذلك، وتحمل أبعاد لمصلحة الشعب العربي وليس فقط الشعب العراقي؛ لأن من أسماهم “الزبيدي” قوى الشر، سيأتون للسيطرة على كافة بلاد العرب كما فعل المغول والتتر وقبلهم قوى الإحتلال التي عاثت بأرض العرب فساداً وظلماً وجوراً، وزرعت بذرات خبيثة تتمثل بهؤلاء الذين يساندون الغرب وينفذون أجنداتهم، وفي عروقهم دماء غربية تعادي العرب وتمقتهم.
كما أن الهدف ليس العرب فحسب، بل جميع الدول التي تعارض سياسة الولايات المتحدة، وتقف بالضد من محاولاتها لفرض قرارات تخدم الولايات المتحدة وتسيء لهذه الدول، وإذا ما وقفت روسيا، إيران، الصين وقفة رجل واحد بوجه الإستهتار الأمريكي، فستذعن الأخيرة ولن تنتصر، ولن تستطيع الولايات المتحدة وحلفائها من فرض قرارات لصالحها، وتحديد أسعار النفط العالمي وفق مصالحها وأهوائها.
“يا سلمان إدفع تأمن” ! شعار رفعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علناً، يطالب ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز بدفع الأموال مقابل حماية الجيش الأمريكي للملك السعودي وحاشيته، نعم. آن الأوان أن تعي دول الخليج بأنها مجرد محمية أمريكية دون سيادة، عدا سلطنة عُمان التي قد يبتعد سلطانها عن الإملاءات الأمريكية ومن حالفهم.