22 ديسمبر، 2024 3:49 م

الخلود لابي خلود .. حميد المياحي ..

الخلود لابي خلود .. حميد المياحي ..

في مدينة يفخر بها اهلوها … مدينة الماء والطين والرقيم وكلكامش واورنمو … في مدينة ترث شروباك واور واوريدووايسن ولارسا .. غافية على جانبي الفرات الذي يتدفق بين حناياها دفءا وسعادة ونبضا … يحق لسكانها ان يفخروا بماضيها السحيق وانجازاتها الحضارية وما اعطته للعالم من مثل وقيم وديانة .. مدينة يحق لاهلها ان يدَعوا بأنهم معلموا العالم الاوائل حينما تطور فيها الكلام الشفاهي من صورة الى رمز الى حرف الى كتابة الى رقيم .. يحفظ امجادها ويسجل حضارة الانسان فيها وينقل حوادث الزمان وعاديات الظروف وتعاقب الاقوام ، التي هي قطعا تتنفس عين الهواء الذي نتنفسه ، وتقتات على ما تزرع .. وتلبس مما تصنع اياديها الماهرة ، وكذلك تتقدم . انها ذي قار وريثة اور ، وعمالقة مؤسسيها .. مثل اورنموا ونجله شولكي ، انها ذي قاروشيبان وعجل ووائل وربيعة  ..  التي شهدت مجدا لو ان كل شعراء الارض تغنوا به لوسعتهم ..ومن ثم فهي الناصرية التي كان لها المجد في ان تفرض نفسها على ال عثمان ، لتكون جوهرة يتلألأ جانبها الغربي بأتجاه صحراء بصية والخميسية ، ويضيء جانبها الشرقي من انعكاسات ضوء الشمس ونور القمر .. على سطح اهوارها الواسعة المتسعة الجميلة .. انها الناصرية … النضال … الكفاح … الجهاد … الرجال … الثورات … الاصرار … العناد .. المطاولة . ونحن لانلقي الكلام على عواهنه او نقول جزافا ، وانما اسألوا التاريخ واستنطقوا الايام .. وفتشوا في سجلاتها … ستجدون العجب . نعم انجبت الكثير من القادة الافذاذ .. ورجال الدين الاماجد .. وقادة المجتمع .. والخيرين ، والاطايب ، والمنصفين ، والثوار ، والرافضين لكل ظيم ، الذين يتشحون بالاباء والشمم ، وها هي اليوم تفقد واحدا من المع نجومها الراحل حميد المياحي ” ابو خلود ” ذلك الذي اختصر كل طيبة اهل الناصرية في شخصه الكريم .. وكل عناد مناضليها واصرارهم .. فكان صبورا تعلم الكثيرون من تربويته شجاعا  .. كالماس ، جميل في منظره ، صلب في سجاياه .. نعم ، عصفت عليه الكثير من الريح العاتية .. والهزات العنيفة .. والاعاصير التي بلغت معه احيانا حد التدمير ، لكنه خرج من زوبعتها اصلب عودا ، واقوى مراسا ، وكأن لسان حاله يقول ، ان الضربة التي لاتقصم ظهرك .. تقويك . فمنذ عرفته كان يتزعم صحبه ويقودهم نحو مدارج الخير سواء بالوظائف الادارية التي تقلدها او بعد ان غادرها متقاعدا … نعم كان مشروعا خيرا لايتوانى عن مساعدة كل من يلجأ اليه طالبا حاجة او جاه ، او وساطة باتجاه تذليل المعضلاة التي تحدث كثيرا بين البشر .  سهلا متواضعا رفيع الخلق حصيف الرأي واسع الفهم يتسع صدره للمعضلات ، جميلا في منظره ومظهره ، محبا لمدينته ولصحبه ، عزيزا في قومه . يحق لنا كأصدقائه وعائلته ان نفخر به . وافاه الاجل المحتوم في غرة شعبان المعظم عن عمر يحسده عليه الكثيرون مما اتصف به من طيبة وتواضع وخلف رفيع وسجايا حميدة .الرحمة لك ابا خلود … واعذرني على عجالة الكتابة كونني اعاني وانا اكتب حولك في حالة من المشاعر لا احسد عليها .. ينحدر الاخ العزيز المرحوم حميد المياحي ، من قبيلة مياح التي مقرها الحي ، التابع لمحافظة واسط .. وهذه القبيلة تنحدر من قبائل ربيعة العتيدة .. ورد اسلافه  الى الناصرية    بشكل مبكر ، من مطلع العشرينيات من القرن الماضي .. الرحمة والغفران لروحه الطاهرة .. والصبر والسلوان لعائلته وذويه واصدقائه .. وانا لله وانا اليه راجعون .. والحمد لله رب العالمين .