18 ديسمبر، 2024 8:02 م

الخلقية والتلقائية …(2) التطور والانتخاب الطبيعي Natural Selection والدين ..

الخلقية والتلقائية …(2) التطور والانتخاب الطبيعي Natural Selection والدين ..

الدين او الايمان بخالق للكون والاحياء وفكرة التطور التي اصبحت دينا عند فئة كبيره من الناس في المعمورة ،بجزئها (الخاص بالتكيف) Adaptation ) ليس بالضرورة ان يكونا متناقضين …فالفلاسفة قبل دارون كارسطو وغيره ناقشوا هذا بشكل ما.. والفلاسفة المسلمون منهم الجاحظ في كتابه الحيوان قبل دارون بالف سنة تكلم عن الحيوانات و كيف تتاقلم وهذا من جوانب هذه الفكرة والذي هو التكيف اوالتاقلم ويمكن ان يربط بالاتجاهين (التأقلم بشكل ما) و( الانتخاب الطبيعي ) او كما سماه شكسبير في حديثه عن الطيور في احدى مسرحيلته (natural inclination ) الاستعداد الفطري كما اترجمه او الميل الطبيعي كما يترجمه القاموس.. وكذلك ابن خلدون وبينوا كيف ان الحيوان هذا اذا لم يتاقلم سوف يموت او يقضى على نوعه مع الوقت ..ومن هنا نرى ان الله الذي وضع القوانين وسنن الكون حتى اصبح يتمدد كما يقولون او يتطور بحسب قوانينه ، كذلك وضع قوانين الجينات هذه واكسبها خاصية التطور ، او التاقلم ، قد يكون هذا مقبولا..
اما التحول من حيوان الى انسان مثلا او من جنس الى اخر اوتغير الانواع مع الوقت او ان الانواع لها اصل واحد كما اراد دارون ان يثبته في كتابه The Origin of Species فهذا مالم تستطع ان تثبته هذه الفكرة المتبناة من كثير من علماء الطبيعة المعتبرين ولاشك ، لانها ببساطة تتكلم عن ملايين السنين ، ومع الاحفوريات والاثار لايمكن الحصول على فديو متكامل يرينا كيف ان هناك حيوانا قد تحول الى انسان او انجبه ، بالمناسبة الفكرة لديهم تقول ان هناك جد اعلى للانسان والغوريلا وليس ان احدهما تحول الى الاخر ..وليس الفرق في معرض الاعتراض كبير ! ..
ولكن اين وكيف سنثبت ان الانسان انحدر من الجد الغوريلا ..نريد دليل مادي ملموس ، ومالمانع ؟! الست علميا وتصدق العلم فقط ..وتطلب مني دليل مادي (رؤية عين ) او احفوريات عن الله او الرسل !..كل النظام والدقة والوجود من عدم في تحليلي العقلي المنطقي تدل على الله ..ليس لدي فديو عن لحظة خلق الله للكون ومخلوقاته ..فانا اؤمن من رصد الدلائل والتدبر في الظواهر والاعجاز ..وانت ايضا ليس لديك فديو او احفوريات تظهر كيف تحول هذا الغوريلا Ape او سمه ماشئت الى انسان او الطائر الى سمكه ، وانما لديك دلائل او احفوريات تظهر اشكالا او جماجم ليست بحجم راس الانسان ولا القرد ولديك احفوريات تظهر مخلوقا يشبه السمكه وبجناحين او ما الى ذلك ان سلمنا بصدقيتها ..فكثير منها تبين تزييفه او خطا الاستدلال به (كما سابين في فصل آخر ) فاين الدليل العيني على ان هذ الطائر كان سمكة ..
اما ادلتها التي يتشبث بها اصحاب التطور ومؤيدوه وهم كثر ولاشك حول العالم ومن مختلف الفئات العلمية والدرجات ..فان الغريب في الامر انه كلما اسقط لهم دليل اوتهاوت لهم حجة قالوا ان هناك الكثير من الادلة غيره دون ان يعتذروا حتى او يقروا بخطئهم ..ومن امثلة ذلك دليل عظام حوض الحوت الذي نقض (ولي مقال بحثي) حوله ..وكذلك عصب الزرافة الراجع الذي ظلوا لقرن كامل والى سنوات قليلة مضت يرددون انه خطأ او لاداعي لدورانه لمسافه طويلة في الرقبة ثم العودة الى الدماغ ..والى سنتين مضت يظهر عالم الطبيعيات الشهير Richard Dawkins على ال BBC في برنامج متخصص وهو يسخر قائلا مؤكد هذا ارث تطوري (حيث كانت الزرافه من الاسماك ) كما يقول ، والا فلن يخطيء مصمم ذكي (اوخالق ) ولا حتى مهندس هكذا خطا..!ثم ابطل ذلك علميا وتبين سخفه وتجد ذلك ومصادر اخرى وادلة في كتاب The Evolution of the Long-Necked Giraffe للمتخصص الالماني بعلم الوراثه Wolf-Ekkehard Lönnig وهكذا حتى مابقي بين ايديهم الا القليل الذي لايقوى على الصمود ولكنهم صامدون بالعناد وليس بالعلم .. واقترح من باب التجربة :” حبس المؤمنين بالتطور فى غرفة عالية السقف و تعليق الطعام لهم فى سقف الغرفة و تركهم ليتطوروا و تطول قاماتهم ليصلوا للطعام.!
“وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ”
—————————————-
وانوه الى ان هذه سلسلة مقالات بحثية قرات من اجلها الكثير من الكتب المختصه لكبار علماءها ومئات المقالات المعتبرة علميا في علوم الوراثة والاحياء والطبيعيات وتفحصت عشرات المواقع العلمية المعتمدة للجامعات ومراكزالبحوث وبلغتها الاصليه حتى لايخدعني مترجم او باحث متعصب لدين او لإلحاد، والغرض منها النقاش والرد وليس مناطحة علماء التخصص واعتمد فيها كثيرا على مصادر ورجال آخرين وقد لايكون لي منها الا الجمع والصياغة الادبية والتحليل الفلسفي ..ولكني اتبناها طبعا وفيها آرائي واعتقادي ،، ولها اجزاء اخرى لايمكنني ان انشرها مرة واحدة لأعطاء الفرصه للمتابعة..ولذا فان بعض الاعتراضات او النقاشات قد يكون الرد عليها اساسا يتضمنه مقال آخر مقبل ..فأرجو من الاصدقاء والقراء ..لمن يرغب ، طرح الفكرة او الراي وينتظر الرد او النقاش في المقالات اللاحقة او لعله يجده في المقالات السابقة ..او لعلي اناقشه حاضرا
المصادر : الكتب المذكوره في المقال وفديوات لعلماء وباحثين