حقيقة تقف الكلمات عاجزة ومتحيرة وخجولة في وصف المفكر والمحقق والمحلل والمرجع العراقي الصرخي الذي شق الحجب السياسية في قراءته للمشهد السياسي العراقي والعالمي,فهذه محاضراته العقائدية والأصولية وبياناته وخطاباته وخطبه ومؤلفاته تشهد بذلك, فضلاً عن علمه وتمكنه من تخصصه الديني الحوزوي فإنه تمتع بدقة القراءة للواقع السياسي الذي يشهده العالم عموما والعراق خصوصا…
ولنا في مسألة التدخل الروسي الإيراني في سوريا وحرب الإبادة التي تشنها تلك الدولتين على الشعب السوري المظلوم … ففي وقت سابق وبالتحديد بتاريخ 5 / 10 / 2014 م قال المرجع العراقي الصرخي في إحدى محاضراته {{…الخاسر الأول والخاسر الأكبر هو إيران, فلا يغرنكم هذا الاستكبار وهذا العناد وهذه العزة الفارغة, كانت تملك كل الشام وبيدها كل الشام, سلطة وثروات وأراضي وكان بيدها كل العراق سلطة وثروات وأراضي, وكان بيدها الكل عندما أذكر الشام اعني الكل يعني سوريا ولبنان, كل هذا المحور كان بيدها ماذا بقي لها ؟! فقدت في لبنان,فقدت في سوريا, فقدت ثلثي لبنان, فقدت أكثر من ثلثي سوريا, فقدت أكثر من ثلثي العراق, هذه الخسارة الكبرى, هذه هي الخسارة العظمى, هذا هو الخاسر الأول, وأنا من الأول قلت وأقول؛ قلت يمكن إن تكون الفترة الزمنية فيها شيء من القصر أو من الإطالة, لكن من يراهن وراهن على إيران فهو غبي وأغبى الأغبياء إيران حصان خاسر, من يراهن عليه فهو خاسر هذا أولاً, ثانيا في هذه الفقرة ما حصل في سوريا ما حصل في العراق … الآن إيران دخلت في ساحة صراع كبرى,إيران منتهية اقتصاديا …. الشعب الإيراني الآن حائر بلقمة العيش, إيران الآن منشغلة في حروب هنا وهناك, حروب استنزافية سريعة التأثير, ستتساقط إيران سيتهاوى الاقتصاد الإيراني سريعاً, الآن بعض السياسيين بعض المسؤولين في الدولة التفتوا إلى هذا الأمر ظاهراً الآن اخذوا خطى متسارعة مبتعدين عن إيران مقتربين إلى الأمريكان والى الحلف الآخر …}}
والآن على مستوى دول راهنت على إيران وأبرزها روسيا التي راهنت بقوة على إيران حتى أنها دخلت بقوة وبكثافة إلى المحرقة السورية على الرغم من إن وضعها الاقتصادي – أي روسيا – ليس بأفضل من وضع إيران فكلامها يعانيان من حظر اقتصادي دولي, وتردي الاقتصاد الداخلي لهما, ومع ذلك دخلت روسيا في حرب كلفتها الكثير من مليارات الدولارات وما يؤكد ذلك هو إعلان أكثر من 80 مصرف روسي إفلاسه في الأيام الأولى لمشاركتها في الحرب, فما بالك الآن وقد امتدت مدة مشاركتها إلى أسابيع وأشهر ؟! فكم من مصرف أعلن إفلاسه الآن ؟!.
ويبدو إن هذا الرهان الروسي على إيران وكما توقع المرجع الصرخي باء بالفشل والخسران, وهذا ما أكدت عليه التقارير الاستخباراتية الأخيرة التي كشفتها شبكة “بلومبيرغ” الأمريكية ونشرتها وكالة ” روسيا اليوم ” والتي أفادت إيران بدأت سحب قوات الحرس الثوري من العملية العسكرية في سوريا, موضحة إن ابرز أسباب الانسحاب هي الخسائر الكبيرة التي منيت بها إيران وخسارة قيادات عسكرية كبيرة من أبرزها قاسم سليماني الذي رجحت تلك التقارير موته بسبب إصابته البالغة التي تعرض لها في معارك حلب بالإضافة لما تمر به من ضائقة وأزمة اقتصادية كبيرة.
وهذا ما سبب خلاف كبير بين إيران وروسيا, لان روسيا تعتمد على التواجد العسكري الإيراني على الأرض وهي تقوم بالدعم الجوي, وهذا الانسحاب يعني فشل الضربات الروسية وعدم تحقيقها أي نجاح سوى قتل الأبرياء من المدنيين العزل السوريين, وبالتالي سيجعل موقف روسيا موقفا محرجاً جداً أمام العالم وأمام شعبها نفسه, وكذلك عدم تحقيقها أي نجاح في الإبقاء على نظام الأسد الإجرامي الذي شاركت بالحرب من أجل إبقاءه, وهذا ما يجعل روسيا تخرج من تلك الحرب خالية الوفاض ولم تحقق ما كانت تصبو إليه, ويرافق ذلك خسائر مالية كبيرة وفقدان للعلاقات الدولية, وهذا كله بسبب رهانها على إيران, وبهذا تكون روسيا أغبى الأغبياء.
وهذا ما تحدث عنه المرجع العراقي الصرخي كما بينا, فأي محلل سياسي أو مفكر أو متابع للحراك السياسي الدولي نطق بمثل التحليل والقراءة الموضوعية والمستقبلية لمجريات الإحداث ؟! انه فقط المرجع العراقي الصرخي, فهو بالفعل يستحق أن يكون رجل المرحلة ورجل السلام والاعتدال وفيلسوف العصر.