23 ديسمبر، 2024 10:05 ص

الخلافات القذرة، وتقسيم العراق

الخلافات القذرة، وتقسيم العراق

الخلافات القذرة بين كتل التحالف الوطني أصبحت أخطر على العراق من الإقتتال اليومي بين السنة والشيعة من جهة، والإقتتال بين الكورد والعرب من جهة ثانية، ونسمي الخلافات بين كتل التحالف الوطني بالقذرة، لأنها مبنية على مصالح خاصة لشخصيات وكتل أصبح همها الوحيد هو إزاحة الآخر للحصول على مزيد المكاسب السياسية، والإستيلاء على المناصب التي تدر أموالاً أكثر في جيوب قادة تلك الكتل.

فهاهم الكورد الشوفينيون والمستقوون بإسرائيل وأمريكا على حكومة العراق يصطنعون المشاكل، في سبيل تحقيق مكاسب لمصلحة كوردستان على حساب العراق، ويستغلون أي مناسبة لتحقيق ذلك، فعلى الرغم من عدم إلتزامهم بكل الإتفاقيات المبرمة بينهم وبين الحكومات السابقة والحكومة الحالية يسرقون نفط كركوك ويصدرونه عن طريق تركيا، وبالإتفاق مع تركيا التي تسعى لتقويض حكومة بغداد، وإيداع عائدات الصادرات في صندوق وزارة المالية في أقليم كردستان، ومنذ أشهر. علماً أن الأموال تصلهم من الحكومة المركزية شهرياً حسب إستحقاقهم، وفق الإتفاق المبرم، ويتحججون على الحكومة المركزية إنها تدفع للموظفين في المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية(داعش) في حين تمنعها عن كركوك ومحافظات أقليم كوردستان، وفي الوقت نفسه، وبسبب الضغط الإعلامي والشعبي على حكومة المركز من قبل جمهور محافظات الوسط والجنوب، قامت الحكومة المركزية بقطع رواتب الموظفين في تلك المناطق، وإدخالها ضمن قانون الإدخار الإجباري، وهذه الخطوة لم تعجب كتلة تحالف القوى السنية التي تعمل بإعتبارها الواجهة السياسية لداعش في وسط الحكومة العراقية، واعتبرت هذه الخطوة اعتداء سافر على أبناء السنة الواقعين تحت سلطة تنظيم داعش، واعتبرت الخطوة أيضاً عاملا مساعدا لداعش، حيث سيرتمي بأحضانها أبناء السنة بعد أن تخلت عنهم الدولة العراقية.

ان مايجري في العراق هو دوامة من الأزمات كان هؤلاء أنفسهم يتهمون المالكي بصناعتها، ولكن في واقع الأمر أن الأمر كله لايتعلق بالمالكي، بل هو مؤامرة دولية وأقليمية تقودها جهات داخلية، فمنهم من يعمل بمعية المخابرات الإسرائيلية مع سبق دراية وعلم بدوره مثل الأكراد، لتحقيق أجندة إسرائيل التي تتوافق مع طموحاتهم حسب تصورهم، ومنهم من يعمل بمعية المخابرات التركية والسعودية والقطرية، لتحقيق أجندة تلك الدول التي تعمل بالتوافق والتخطيط مع أجندة إسرائيل.

وسط هذه الدوامة نعتقد أن أول خطوات الحل تبدأ من كتل التحالف الوطني، التي يجب أن تتخلى عن عقلياتها الزعطوطية، وتلبس عقليات رجال الدولة، ووضع حد لخلافاتهم المميتة فيما بينهم، والتي في حقيقتها أنهم استدرجوا لهذا الوضع من القوى الأولى التي تحدثنها عنها في أعلاه، وعليهم أن يجلسوا ويضعوا برنامجا توافقيا موحدا فيما بينهم، وأن يتم توزيع الأدوار بصورة مدروسة، ومن ثم وضع مشروع برؤية وطنية جامعة، والتحرك على القوى السنية والكوردية التي تؤمن بالنظام الديمقراطي، والتي أثبتت قبولها بالتعايش السلمي، وهي اليوم تقاتل مع الدولة العراقية، وقدمت المئات من الشهداء، وتشكيل الحشد الوطني ليضم كل مجاميع الطيف العراقي، ولابد من الحفاظ على إستقلالية القرار العراقي في كل أمور البلد وأخطرها العسكرية، وتحرير الأراضي التي إحتلها داعش، وبغير ذلك لابد من البحث عن خيارات أخرى ومنها التقسيم، والتعاون مع الامم المتحدة لتحقيق هذا الهدف وبصورة سلمية، وأفضل خيارات التقسيم هو إستبعاد الأكراد من العراق، والتباحث معهم حول إنشاء دولتين في العراق، العراق العربي، ودولة كوردستان…