18 ديسمبر، 2024 8:00 م

الخلافات العربية ـ العربية : الحل في إدارة الأزمات !

الخلافات العربية ـ العربية : الحل في إدارة الأزمات !

غياب الاستراتيجية العربية ساهم في تعميق الشرخ , ما وفر الفرص لتلك القوى دولية كانت أم إقليمية في المنطقة لصناعة عمق استراتيجي وفق أجندتها وعبر الضغط في مناطق عربية مجاورة لها أو من خلال تعميق الخلافات والصراعات
( العربية – العربية ) التحولات التي طرأت على السياسة الإقليمية والدولية أدت بطبيعة الحال إلى تداعيات أمنية وسياسية على المنطقة العربية بدليل تأثر الأمن القومي العربي وتراجع المصالح العربية في مقابل الاستفادة لدول إقليمية غير عربية وتصدع الداخل العربي بسبب التدخلات الخارجية ، والأهم من كل هذا تهميش الدور العربي وانخفاض تأثيره في معادلات النزاع والصراع والاستقرار في المنطقة , من المهم أن ترتهن الدول العربية للحوار والمصالحة والنقاش والبحث عن مخارج وتسويات سياسية لأي خلاف ووقف الصراعات البينية والمواقف المتباينة إزاء القضايا الكبيرة من أجل تقليل المخاطر الناتجة من التحولات في السياسات الدولية والإقليمية , إن المرحلة الحالية التي تمر بها البعض من دولنا العربية هي من أسوء المراحل في تاريخ الأمم حيث الفراغ السياسي والتدهور الأمني وظهور الطائفية والعنصرية وحالات التمزق والتفرقة ومحاولة تقسيم هذا الدول إلى أقاليم على أساس طائفي وعرقي تحت غطاء الفيدرالية والديمقراطية الجديدة وان قوى الشر الكبرى في العالم تدعي بان الحريات والحقوق لا يمكن صيانتها إلا بتقسيم تلك الدول إلى ولايات شتى وحسب الطوائف متجاهلة إن الوحدة الوطنية هي سمة المجتمعات السياسية الحديثة وتكالب الأعداء من الخارج والعملاء من الداخل لنهب وسرقة ثروات البلدان العربية والإسلامية , وتدمير الممتلكات واستشراء الفساد الإداري في أجهزة الدول المعنية فالأمر خطير جدا يتطلب جهد وطني يستند إلى رؤيا صائبة تتعامل مع الواقع العربي والإسلامي بكل تاريخه وحاضرة وبكل ثوابته وخصوصياته كوحدة واحدة متكاملة دوما دول تميز وأفضلية لواحدة على الأخرى وعلى ذلك فان الدول العربية , وهنا أحب أن أشير إلى المثل القائل إذا تفرقت تقودهم الغنم قادتها العنز الجرباء , وانتم تعرفون يا معشر العرب والمسلمين ما أقصد ومن منا اليوم لم يسمع وير يوماً بعد يوم وفي كل لحظة ما يحدث في بلدي العراق وفي فلسطين ولبنان والسودان من ممارسات لا تصل إلى الإنسانية بشيء تقوم بها قوات الاحتلال تجاه هذا الشعب وأي فعل تقوم به قوات الاحتلال يومياً في قصف التجمعات المدنية التي تضم الأطفال والنساء والشيوخ سواء أكانت تلك التجمعات لحضور حفلة عرس أم تجمع أناس في سوق شعبية أو في ملعب رياضي , والأدهى من ذلك هو إصرار هذه القوات على قصف البيوت التي يرتاب بوجود مسلحين فيها , وشملت ذلك آلاف البيوت الآمنة ، وشملت تلك التجاوزات قصف البساتين وتجريف الأراضي الزراعية والمحال التجارية واستهداف البني التحتية وتشريد العوائل من مساكنهم لذات السبب أعلاه ولم يرعوه الأمريكان لتلك الجرائم التي فاقت التصور البشري , وبما قاموا به من انتهاك لحرمة المساجد والبيوت والسجون والمعتقلات تجاه مواطنين ومواطنات اعتقلوا لأسباب غير معروفة بلغت تلك الأعداد بالآلاف منذ دخول القوات الأمريكية الى العراق تلك الوسائل التدمير طالت الجنوب والوسط والشمال ولم تقتصر تلك الاعتداءات على حقوق الإنسان العراقي بل تعدت ذلك الى قصف بيوت الله وآخر ما يحدث وباستمرار من قصف عشوائي علي جميع مدن العراق واستهداف المدنيين مجرد الشك على عمل يقومون به ولا أدري كيف تفسر هذه القوات هذه الأعمال وان ديننا الإسلامي يدعو إلى الوحدة والأخوة والمحبة وينهي عن التفرق والتنافي والاختلاف والتناحر. وقتل النفس ، حيث قال سبحانه وتعالي ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) انه أمرنا بالوحدة . لأن الوحدة قوة ولان في الوحدة عزة وكرامة . فما احلي التصافي والتصادق بين إفراد الشعب. لان إفراد الشعب هم جزء من هذه الأمة فكلما وجدت هذه الوحدة بين إفراد الشعب صارت قوية ومعززة ومكرمة , قلنا إننا خرجنا من حرب بشعة شرسة دخلت فيها كل فنون التفرق والتناحر والفتن ، وأكلت الملايين والآلاف من خيرة شبابنا . وكانت في وقتها وسائل الود والوحدة والتلاحم والتعاطف في ما بيننا مفقودة كأننا نعيش في عصر الجاهلية ، نأكل الحرام ونأتي الفواحش ويقتل بعضنا الأخر ونقطع الأرحام وننسي الجوار ويأكل القوي منا الضعيف ونخون الأمانة ونقذف المحصنات ونقول الزور كل هذه الحلقات كانت مفقودة حتى أصبحنا على هذا الوضع السيئ الذي لا يسر عدوا ولا صديقا , فلو تمسكنا بديننا قليلاً لكان الوضع أكثر أمانا واستقراراً , فالعقيدة أساس الوحدة التي تجمع الشعب ، تحت رحمة الباري عز وجل والأيمان بالتوحيد ، فرب واحد وكتاب واحد ودين واحد ونبي واحد وقران واحد وقبلة واحدة وإسلام واحد ، فلا عنصرية ولا تفضيل الكبير على الصغير ولا الغني على الفقير ولا الأبيض على الأسود ولا طائفة على أخرى ولا مذهب ولا عرقية على حساب الأخرى ( إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) فيجب إن نكون سواء كنا أفرادا أم جماعات عند حسن الظن وان نتمسك بالخلق الكريم. ونحب بعضنا الأخر , وأينما وجدت المحبة وجدت الوحدة , أن الوحدة في الإسلام عزيزة عند الله وعند الرسول الكريم , ويجب على من بأيديهم أمور هذه الأمة إن يحافظوا عليها ويمنعوها من التفرقة والتنافر لأن أعداء الإسلام كثيرون ولا تعجبهم وحدتنا . بل اضطربت نفوسهم وتحركت مؤسساتهم وبدئوا يتآمرون ويسعون بكل الوسائل لإحباط تلك المساعي الرامية إلى وحدة الشعب , الأعمال الوحشية التي قامت بها قوات الجيش الأمريكي والقوات الغازية التي تحالفت مع هذا الجيش دمرت كل البني التحتية والإنسانية في ارض العباد بلاد الرافدين , فأعداء الإسلام بصورة عامة يملكون من الوسائل ما لا يملكها أحد فهم أصحاب وكالات وقنوات فضائية وإذاعات مسموعة ومرئية كثيرة فضلا عن ذلك الصحف والمجلات الفاضحة ويحرضون بعضنا علي الكلام ويشيعون إشاعات كاذبة ومغريات حياتية كثيرة تسيء إلى ديننا الحنيف , والاتقاء من شر هذه الشائعات هو الإبقاء على وحدة صفنا وكلمتنا فإنها خير سلاح بوجه هذه التحديات , وكذلك إصلاح ذات البين والتعاون والبر والتقوى والإيفاء بالعهد واللين والتسامح وتجنب كل وهذه الأسباب التي تؤدي إلى تفرقة الشعب والتكبر وتحقير الناس وإيذائهم والسخرية منهم واجتناب سوء الظن والتجسس لصالح الكفر والإلحاد , فإننا حتماً سننتصر بإذن الله مادمنا نتمسك بالدين الإسلامي العظيم ونعالج الأمور بالحكمة والموعظة الحسنة لكن القضية الأساسية التي يجب التركيز إليها هي أن تكون الوحدة الوطنية العراقية بمستوي طموح جميع العراقيين ولجميع الأطياف لأنها تعكس أيضاً التعاون بين الجميع من أجل الحفاظ على أمن وسلامة العراق لأن العراقي الآن غارق في المآسي منذ نصف قرن وهو يخوض حتى أنفه وحل الحروب والخوف والدمار والقلق وعدم الاستقرار , وبعد الاحتلال زادت المعاناة وتضاعف الهم , فمن انعدام الأمن إلى غول البطالة المخيف إلى الاعتقالات .. ودهم المنازل وقتل الأهل والولد إلى تدمير البني التحتية للمدن العراقية والمصالح وغلق أبواب الرزق وارتفاع الأسعار وتفشي الإمراض .. ولله .. الآمر.