22 ديسمبر، 2024 7:23 م

الخلافات السياسية في العراق أدوات التخوين

الخلافات السياسية في العراق أدوات التخوين

عمل اعلام (حزب الدعوة الاسلامي) منذ بداية سقوط النّظام والى اليوم، على ضرب وتخوين جميع التيارات والاحزاب والحركات السياسية، الموجودة على الساحة العراقية.

حبهم للمال والسلطة, دفعهم لإعلان الحرب الإعلامية التسقيطية، ليست ضد خصومهم فقط، بل وصل الحال الى الاقتتال فيما بينهم، فأخذوا يضربون بعضهم البعض الآخر من الدعاة، حتى توسعت هوة الخلافات فيما بينهم، واستشرت حالة انقساماتهم, وتعددت أجنحتهم، عند كل دورة حكومية جديدة.

من بين تلك الأجنحة جناح(نوري المالكي)، الذي بقى مهيمناً على رأس الحزب، الذي يعد من أقوى الأجنحة الدعوية، من حيث “الإمكانية المالية, والاجندة الإعلامية, والدعم الخارجي” وهذا ما كان جلياً واضحاً طيلة الفترة الماضية، فجيوشه الإلكترونية المنظّمة يمكنها ان تملأ مواقع التواصل الاجتماعي خلال ساعات قليلة، في نشر اَي خبر كان صحيحاً او كاذباً، لأجل ضرب اَي شخصية سياسية، دعوية كانت او غيرها.

عمل أيضاً على تجنيد خبراء ومحللين وباحثين سياسيين، أمثال المتلون (نجاح محمد على)، البريطاني الجنسية والعضو في حزب الدعوة، الذي لم يرى انه استقر في يوم من الايام على موقف معين، داخلياً كان ام خارجياً، فتجده عند الصباح يمتدح عَمرو ويشتم زيد، وفِي المساء يستميت في الدفاع عن زيد ويلعن عمرو.

كما استأجر بعض الأقلام أمثال (علي سنبه) المدعو بـ (سليم الحسني)، الذي قام بمهاجمته سابقاً، واليوم يستميت بالدفاع عنه وعن المحور الذي يقوده، حيث بدأ حملته الإعلامية منذ قرابة الثلاثة شهور، ضد محور سائرون، في محاولة اتهام علنية، بالولاء لأمريكا والخليج، وإضفاء صبغة الخيانة والعمالة عليهم قسراً، عازياً اسباب استمرار فشل المالكي بتشكيل الكتلة الأكبر، الى اللقاءات التي اجراها ماكروك مع عدد من القيادات السياسية، متناسياً ان اللقاءات التي اجراها الأخير مع قيادات الفتح والقانون والمحور السني، تفوق اعداد لقاءاته بمن تبقى من السياسيين الآخَرين، كل ذلك لأن (مقتدى الصدر) واللذين معه لم ينصاعوا لضغوطات المحور الشرقي، ولَم يقبلوا ان يكونوا تحت سطوت المالكي، فلم يترك مقالاً الا واتُهم فيه تحالف سائرون بالخيانة العظمى, والعمالة لأمريكا والخليج.

كسرت التدخلات الخارجيّة وأجريت المفاوضات في بغداد، بعيدة عن إرادة الخارج، في محاولة لصناعة حكومة عراقية بعيداً عن التدخلات الخارجية قدر الإمكان، الا ان اعلام حزب الدعوة لن يتركهم بسلام، حتى يتمكن من السيطرة على السلطة من جديد، وهذا ما اصبح بعيد المنال لهم.

تسقيط وتشويه وتخوين بالعمالة، حتى أضفوا صبغة الخيانة على خصومهم وصورهم بصورة الامريكي، كل هذا لأنهم رفضوا المفاوضات مع الاستخبارات الخارجية، ولَم يخضعوا لإراداتهم، فكان الخيار اما ان تخضع لضغوط المحور الذي يقوده المالكي وتصبح وطنياً، او ترفض وصايتهم فتمسي عميلاً خليجياً أمريكياً .