لاتبتهج ياكوهينو ،لا تفرح يا مئير ، لاتسعد يا ادرعي “الله أكبر فوق كيد المعتدي ، الله للمظلوم خير مؤيد ،أنا باليقين وبالسلاح سأفتدي بلدي ونور الحق يسطع فى يدي”، تماما كما كنا نردد من قبل وتصدح به حناجرنا بحماس صادق أيام الأمجاد الزاهرة ، يوم كانت الشعوب العربية تتغنى بكلمات هذا النشيد الثوري الخالد الذي جادت به قريحة الشاعر الكبير عبد الله شمس الدين، النشيد الذي كاد أن يتحول الى النشيد الوطني لمصر في حقبة الخمسينات قبل أن يصير نشيدا وطنيا لليبيا في حقبة الستينات،نشيد مازال وسيظل محفورا في الذاكرة فضلا عن الذائقة العربية ولن يمحى منهما عبر الزمن ، كنا نردده في مدارسنا، في مصانعنا، في جامعاتنا ، في اسواقنا، في مزارعنا، في تظاهراتنا الحاشدة ضد العدو الصهوني الغاصب وضد العدوان الثلاثي الغاشم على مصر الكنانة سنة 56 ، انت فين يا كيان يا جبان والقضية الفلسطينية المجيدة المركزية الشجاعة الأم فين ؟!
لقد تركت تويتر والناطق العربي بإسم الكيان الصهيوني افيخاي ادرعي يجعجع ، كذلك الناطق غير الرسمي بإسم الموساد الخبيث المدعو ايدي كوهين يمعمع ، وكلاهما سعيد جدا بإعادة إعتقال أربعة أسرى فلسطينيين من أصل ستة فروا بطريقة مثيرة للدهشة من سجن – جلبوع – وذلك بعد أن ظل الجربوعان الادرعي والكوهيني يلوذان بالصمت المطبق ولا يلويان على شيء طيلة فترة هروب الابطال من أسرهم، فغرد الثاني على صفحته في تويتر بشأن إعادة اعتقال أربعة منهم قائلا “عاجل: وزير الامن الداخلي يشكر المواطنين العرب الذين سلموا الفارين للعدالة …ههههه وسلم لي على الكضية ؟! على حد وصفه، متهكما في تغريدة أخرى قائلا ” الفلسطيني يخون ويشتم الفلسطيني، ادعموهم يا عرب،القضية الفلسطينية هي لب القضايا …أكبر موقع صهيوني يعترف بأن عشرات من المواطنين العرب تعاونوا مع الشرطة الإسرائيلية وساعدوها .. برافو للمواطنين العرب الذين اتصلوا فورا على الرقم (…) ليسلموا الفارين!!” على وصفه .
ولاشك أن هذا الأسلوب التحريضي الخبيث ، وذلكم التحريش الرخيص إنما غايته إثارة الفتن والقلاقل وسوء الظن بين العرب والمسلمين أنفسهم وهذا هو ديدن الصهاينة لشق الصفوف واضعاف الخصم وكسر ارادته والفت في عضده على مر التأريخ ، وعندما نقول بأن خلافاتنا واختلافاتنا مع بعضنا مهما كانت عصية على الحل وأشك في ذلك مطلقا، يجب أن لا تنشر كغسيل قذر على حبال الاعلام وفضائياته المغرضة ،ناهيك عن صحفه ومجلاته واذاعاته الحاقدة ، لأن خلافاتنا تفرحهم الى حد بعيد جدا ، ولأن اختلافاتنا تسرهم وبما لايمكنك أن تتخيله قط ، فعلى الجميع أن يعي ذلك مليا ويستوعبه جيدا وأن لا يغفل عنه قيد انملة ولو للحظة على الاطلاق !
واقول للكوهين الرعديد ، إن اعتقال الأسرى الأبطال ثانية بعد هروبهم المذهل بما أطلق عليه شعبويا اسم – معركة نفق الحرية – والذي أضحك العالم بأسره على الكيان المسخ وأظهر منظومته الأمنية التي يتشدق بها صباح مساء بمظهر الأبله المعتوه بما لن يشفع له ولن يجمل صورته ولن يجدي معه الترقيع بعد أن مرغت عملية الهروب الماتعة الرائعة تلك أنفه وسمعته بالتراب تماما كما مرغت صواريخ غزة العزة قبلها أنف الكيان ومنظمومته الدفاعية الصاروخية الكارتونية بالوحل الى درجة إحجام من كان بصدد شراء منظومة باتريوتية هزيلة مثلها عن اتمام الصفقة مع اميركا والكيان ،كيف لا وقد نجحت صواريخ غزة اسوة بنفق الحرية بتمزيق الصورة النمطية التي يحاول الكيان اضفاءها على نفسه ليبدو للعالم على انه “السوبرمان” الذي لا يقهر،حتى تحول الهروب الكبير الى أيقونة ستظل تتناقلها الأجيال كابرا عن كابر، وسيحكيها الأجداد للاحفاد لا محالة على شكل قصص فلكلورية ومرويات ملحمية شعبية تشبه الى حد بعيد سير البطولات التراثية ” سيرة الاميرة ذات الهمة،الزير سالم،حمزة البهلوان،السيرة الهلالية ” بمزيد من الفخر والامتنان والاعتداد بالنفس سواء تم اعتقال جميع الأسرى ثانية ، أم لا !
الامر الآخر يا كوهينو هو أن هروب الأسرى المدهش والمهلم قد سلط الأضواء الكاشفة على ملف الأسرى والمعتقلين وسوء أوضاعهم مجددا وأضاء جانبا معتما يحاول الكيان التغطية عليه ما أمكن له ذلك للحيلولة من دون الاطلاع على معاناتهم ومأساتهم داخل السجون الصهيونية الغاشمة المكتظة بالمناضلين والمظلومين ، كما ان العملية نجحت في كشف عجائب وغرائب الانتهاكات الانسانية داخل السجون والمعتقلات الصهيونية حيث الكثير من الأحكام تصل الى أضعاف مدد السجون المعروفة حول العالم بما لا تجد له نظيرا في كل القوانين والسجون على سطح الكوكب ماخلا سجون الكيان الغاصب ، فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن عقوبة السجن المؤبد في معظم انحاء العالم = 25 عاما، اما في سجون الكيان المسخ فالمؤبد = 99 عاما ، وهناك من حكم عليهم بكذا مرة بالسجن المؤبد بما يصل الى 6700 عام !!
اضف الى ذلك أن قضية الهروب من الأسر قد أشعلت الشارع الفلسطيني وألهبت حماسه، كذلك فإن اعادة اعتقال الأسرى جلهم أو كلهم ستشعله ولاريب اكثر فأكثر بما يمكنك تسميته بإنتفاضة الاسرى هذه المرة، وقد توعدت بعض الفصائل الفلسطينية المسلحة بأن أية عملية لتبادل الاسرى مستقبلا ستضع في الحسبان أسماء الأسرى الستة في صدر قوائمها وبما لايقبل المساومة ولا المراوغة ولا المزايدة !
زيادة على ذلك فإن حجم الفرح الغامر الذي عم أرجاء الوطن العربي فضلا عن الداخل الفلسطيني من أقصاه الى اقصاه بهروب الأسرى قد أعطى انطباعا لالبس فيه عن حجم الرفض القاطع لهذا الكيان ولممارساته التعسفية والقمعية ولجرائمه اللاانسانية بما يعد بمثابة استطلاع ميداني شعبي للرأي يبين للعالم كله وبما لا لبس فيه ولا شبهة ، حجم الكره الشديد للكيان، ويظهر مدى البغض الهائل والرفض الكبير لعملية التطبيع المذل معه برغم الآلة الاعلامية الضخمة التي تسانده وتطبل له وتحاول بشتى الطرق تجميل وجهه القبيح الكالح وتلميع صورته البشعة ولكن من دون جدوى !
وإن كنت أعتب هاهنا فعتبي ليس على ادرعي ولا كوهينو وكلاهما من تلامذة النتن جدا ياهو ،النجباء ، وانما على بعض الناشطين العرب ممن سارعوا بحسن نية وبعضهم بسوء طوية الى نشر صور وأسماء الفارين الستة من أسر جلبوع على صفحاتهم الشخصية وفي جميع المواقع الالكترونية تماما كما كان يفعل الشريف في افلام الكاوبوي والغرب الاميركي المتوحش يوم كان هذا الشريف يقوم بنشر صور المطلوبين وتعليقها على الجدران مكتوب فوقها عبارة Wanted Dead or Alive ليتسنى للمطاردين وصائدي الجوائز ملاحقتهم واقتفاء أثرهم والتعرف عليهم فور مشاهدتهم تمهيدا لقتلهم أو أسرهم قبل شنقهم وما كان ينبغي للنشطاء الوقوع في هذا المطب السافر ولا ذلكم الفخ القبيح، علما أن الشرطة الصهيونية هي من قام بنشر صور الأسرى الستة اولا بغية تسهيل عملية التعرف عليهم تمهيدا للقبض عليهم واعادتهم الى الاسر واذا بالناشطين العرب يُسهمون ويشاركون بنشر الصور بكل بلاهة وصفاقة وسذاجة وآآآآآه كم آآآه من الوعي الجمعي -الساذج – حين يضعف كليا أمام المغريات ويتسافل الى أدنى الدرجات للحصول على مزيد من التعليقات والمشاركات والقلوب الحمراء واللايكات وكلها هواء في شبك !
ولكن ومهما يكن من أمر فأقطع جازما وبعد عملية الهروب المدوية التي تناقلتها جميع وسائل الاعلام في ارجاء المعمورة بمزيد من الدهشة والاهتمام والتي قام بها ستة اسرى فلسطينيين من ابطال المقاومة الفلسطينية الباسلة، أربعة منهم محكوم عليهم بالسجن مدى الحياة ظلما وعدوانا من داحل سجن ” جلبوع ” او ” الشطة ” وذلك عبر نفق حفروه بأنفسهم بملاعق الطعام تحت المغسلة خلال اشهر وربما سنين طويلة ليمر مباشرة من اسفل برج المراقبة الى خارج أعتى السجون الصهيونية وأشدها رقابة وأكثرها تحصينا وأكبرها حراسة بما شكل صدمة كبرى لن يستفيق الـ”نفتالين” بينيت وحكومته منها طويلا وبما أحرج وبشكل غير مسبوق حكومة الكيان بأكملها وهز أركانها وزعزع ثقتها بنفسها وبإجراءاتها وذلك بعد أن أظهرتهم عملية الهروب تلك والتي أثلجت صدور ملايين المناضلين والاحرار في فلسطين عامة والوطن العربي برمته والعالم بأسره لاسيما وأنها قد جاءت بعد فترة وجيزة من انتصارات غزة العزة ضد أعتى قوة عسكرية غاشمة، اقول لقد أظهرت عملية الهروب تلك حكومة الكيان المسخ بهيئة – الابله – الذي يتظاهر أمام العالم بالدهاء ، المغفل الذي يتظاهر أمام الشعوب والامم بالذكاء ،ولا أشك للحظة سواء أعيد القبض على الهاربين الستة جميعهم ثانية او على بعضهم لاقدر الله ، أم لم يقبض عليهم ، بأن قصة هذا الهروب المدوي ستلهب حماسة الشعراء والادباء والكتاب ، وتطلق العنان لخيال رسامي الكاريكاتير والروائيين ، وتفتح شهية القصاص والصحفيين وستفيض من جرائها قريحة المنتجين فضلا عن المخرجين فينتجوا لنا افلاما أعتقد بأنها ستكون أنجح من سابقاتها بكثير لكونها تعالج موضوعة الاسير المظلوم وبحثه الدائم عن الخلاص والعدل والحرية في كل زمان ومكان ” ولله در القائل :
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً…فالظلم ترجع عقباه إلى الندمِ
تنام عيناك والمظلوم منتبهٌ…يدعو عليك وعين الله لم تنمِ
وما أكثر الافلام السينمائية العالمية التي تناولت الهروب بعضها مقتبس عن قصص حقيقية حدثت في زمان ومكان ما ، مع الفارق الكبير بطبيعة الحال بين ردة فعل الجماهير ازاء كل منها ،اذ ان ردة فعل المشاهدين حيال الهروب من السجون لعتاة المجرمين والقتلة واللصوص والفاسدين والسفاحين المتسلسلين والارهابيين يختلف تماما عن ردة فعلهم تجاه أسرى الحرب ومعتقلي الرأي والمعارضين السياسيين، فبينما يتمنى المتابعون جماعيا وفي ردة فعل طبيعية القاء القبض مجددا على الصنف الاجرامي الاول وإعادتهم الى الزنازين بأسرع وقت ممكن لحفظ الأمن المجتمعي واشاعة الامان والاستقرار ، تجدهم يفرحون بحصول الصنف الثاني على حريتهم متعاطفين تماما مع المظلوم ضد المستبد الغشوم ” ولعل من أشهر الافلام التي تناولت هذا النوع من الافلام بشقيها، فيلم ” الهروب من ألكتراز” هذا السجن الرهيب سيء السمعة والصيت والمقام على جزيرة وسط خليج سان فرانسيسكو وقد اغلق عام 1963 وتم تحويله الى معلم سياحي على خلفية فضائحه وبشاعاته التي تناولها الاعلام بشكل مكثف، يليه فيلم ” الخلاص من شاوشانك” وقد رشح الى 7 جوائز اوسكار ، كذلك فيلم ” الفراشة ” الشهير الذي ابدع فيه كل من داستن هوفمان ، وستيف ماكوين ، والذي يتناول الحكم على الاخير ظلما بجريمة لم يرتكبها منذ كان عمره 25 عاما فظل يحاول الهروب من سجنه ويفشل في كل مرة حتى بلغ من العمر عتيا فتمكن من الهرب اخيرا وسط بحر لجي ماله من قرار يغص بأسماك القرش وذلك في نهاية مفتوحة لم تظهر لنا خاتمتها بقدر اظهارها لنا معني التحرر والنضال الدؤوب من اجل ” الحرية ” والتي تنسم المشاهدون بدورهم عبقها ساعة خلاص المظلوم في نهاية الفيلم الذي عرض في بغداد نهاية السبعينات ، مقابل اظهار “عفن الظلم “الذي انتهجه واختطه لأنفسهم ومازالوا جل الطغاة والمستبدين حول العالم ، ومن الافلام الرائعة في هذا المضمار كذلك فيلم ” الوهم الكبير “، وفيلم ” كول هاند لوك” ، وفيلم “الهروب الكبير ” وفيلم ” الميل الأخضر” الذي يحدثنا عن تعاطف مأمور في السجن مع سجين مظلوم اسود البشرة اتهم بجريمة لم يرتكبها بتاتا لفقت له بناء على التمييز العنصري وحكم عليه بالاعدام وقد رشح الفيلم الى اربع جوائز اوسكار ، وغيرها الكثير من الافلام التي حظيت بمجملها بإعجاب المشاهدين والنقاد على حد سواء !
ولن أختم قبل أن أنوه ومن وجهة نظر شخصية بحتة قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة ، وجهة نظر قد يوافقني عليها بعضهم ، وقد يختلف معي فيها اكثرهم ، الى أن عقلية الافلام السينمائية وخيال الروائيين الواسع كذلك خيال القصاص وكتاب السيناريو الخصب يجب أن يكون حاضرا في جانب من مثل هذه الحالات لاسيما وأن عملية الهروب بالفعل يكتنفها بعض الغموض، نعم هي عملية بطولية رائعة ومثيرة للدهشة والاعجاب في آن واحد ولاشك في ذلك بتاتا وقد اثلجت قلوب جميع الاحرار والمناضلين حول العالم ، الا اننا وفي نفس الوقت يجب ان لانترك الحبل على الغارب وان لانفكر من زاوية واحدة وننظر الى الامور بعين الاعور الدجال الواحدة ، فهذا ليس ديدن العقلاء ، ولا دأب الحكماء لاسيما ونحن نتعامل هاهنا من كيان غاصب خبيث داهية ، ويتوجب أن لانذهل عن خبث الاحتلال بتاتا ونضع في الحسبان ولو بنسبة 5 % فقط ولا أقول أكثر بأن وراء الأكمة ما وراءها لاسيما وأن الاحتلال قد وضع الستة، وخمسة منهم من فصيل مقاوم واحد -حركة الجهاد الاسلامي – وكلهم من مدينة واحدة ” جنين” في زنزانة واحدة اضافة الى قائد في فصيل آخر- كتائب شهداء الاقصى – وهذا غير وارد منطقيا في ترتيب السجناء داخل السجون والزنازين الاسرائيلية واخشى ما أخشاه أن تكون العملية برمتها عبارة – عن حصان طروادة – قد بيتت النية مسبقا ويراد من ورائها اولا : بناء سجون جديدة أشد صرامة وأكثر حراسة …ثانيا شن حملات اعتقال تالية واسعة النطاق بين صفوف عامة الفلسطينين والناشطين والاعلاميين تسبقها حملات دهم وتفتيش شرسة بحجة التعاون مع الهاربين أو التستر عليهم أو التعاطف والتنسيق معهم …ثالثا اطلاق يد المستوطنين الصهاينة الانجاس للاعتداء على المواطنين العرب اضافة الى تدنيس المقدسات بذريعة البحث عن الأسرى الفارين أو ثأرا من مناطقهم وذويهم ..رابعا اطلاق العنان والموافقة على بناء المزيد من المستوطنات الصهيونية المسلحة حول الضفة لتضييق الخناق عليها اكثر فأكثربزعم عدم تكرار عمليات هروب مماثلة في قابل الايام ، خامسا بناء المزيد من الجدران الكونكريتية العازلة ووضع المزيد من الاسلاك المكهربة الشائكة ، وحفر المزيد من الخنادق ، واقامة المزيد من الحواجز ونقاط التفتيش ، سادسا تشديد الاجراءات الامنية في عموم السجون الصهيونية والتنكيل بالمعتقلين والاسرى ومنع الزيارات بما فيها زيارات المحامين والحقوقيين وذوي المعتقلين – وهذا ما يحدث واقعا بعد عملية الهروب في الوقت الحالي – سابعا زيادة معدلات التعذيب النفسي والجسدي بحق السجناء وانتزاع الاعترافات منهم بالقوة ، ثامنا محاولة شق الصف الفلسطيني من خلال بث الاراجيف والترويج لشائعات كتلك التي أطلقها افيخاي ادرعي ، وايدي كوهين ، ودكتور مئير مصري أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية وعضو اللجنة المركزية لحزب العمل الاسرائيلي ، كذلك صفحة اسرائيل بالعربية التابعة لوزارة الخارجية الصهيونية وغيرهم الكثير من نظرائهم واشباههم ، وكلها تزعم وتهرف بما لاتعرف وتروج لأكذوبة مفادها بأن من أخبر عن الاسرى الفارين من جلبوع انما هم ثلة من الجواسيس والعملاء العرب ممن ينتشرون في كل مكان داخل الضفة والقطاع ، انهم عملاء مأجورون يقتفون ككلاب الحراسة أثر الفارين والناشطين والمقاومين والمتظاهرين ،عملاء مهمتهم اكتشاف الخفايا والاطلاع على الخبايا وفضح الاسرار، عملاء يذيعون بعد معرفته مقابل حفنة من الشيكلات والدولارات وينشرون الخبر ، وأن عرب الخط الاخضر – بزعمهم – وبحسب الاعلام الصهيوني المغرض جلهم كانوا مع اعادة اعتقال الاسرى ثانية ، كل ذلك بهدف شق الصف العربي والفلسطيني ومحاولة لتشويه صورتهم بعد أن ابدى هؤلاء تعاطفا كبيرا وسجلوا مواقف مشرفة مع مقاومة غزة العزة الاخيرة وخرجوا في تظاهرات حاشدة مؤيدة لها ، اما اخطر الاحتمالات فهو زرع شرائح تعقب على حين غفلة من الاسرى خلال فترة سجنهم بما يسمح بمتابعتهم بعد هروبهم ، او مبادلتهم لاحقا كأسرى حرب ، اثناء الاتصال بقياداتهم لتحديد مواقعها لاحقا بغية استهدافها وذلك للحيلولة من دون تكرار هزيمة الكيان كما في غزة مستقبلا وفي هذه الحالة لايستبعد من ” ان يكون بعض حراس السجن وبناء على توجيهات عليا قد غضوا الطرف عن عمليات الحفر وربما ساعدوا فيها لتحقيق هذه الغاية من دون علم الاسرى حتى ” ، اما السيناريو الاخطر من كل ذلك كله ” فهو ان يكون بين الستة مندسا وعميلا للكيان من دون علم البقية سيستقبل استقبال الابطال بحفاوة بالغة من قبل الكوادر والقيادات المتقدمة في المقاومة ان لم يكن اليوم فسيكون غدا بعد تبادل الاسرى لينقل ويسرب اسرارها على مراحل خفية ، واكرر بأن كل هذه الاحتمالات ولكي لا نفقد بهجة الانجاز ولا نشوة الانتصار يجب ان توضع في خانة الاحتمالات الـ 5 % ، وهناك احتمال يجب ان يوضع في خانة الـ 1% وقد يبدو غريبا بعض الشيء خلاصته انها محاولة جادة تمت من دون علم الاسرى بتوجيه من قبل دولة النتن جدا ياهو العميقة لإسقاط حكومة غريمه التقليدي – النفتالين – لاسيما وأن الأخير يتحرك بقوة لسجن الأول بتهم فساد مالية واخلاقية سبق له ان تورط فيها خلال فترة رئاسته للوزراء ، والله اعلم بالصواب والله من وراء القصد . اودعناكم اغاتي