22 نوفمبر، 2024 4:10 م
Search
Close this search box.

الخط خَطّي والمُهرُ مُهري ولستُ أدري !

الخط خَطّي والمُهرُ مُهري ولستُ أدري !

عبارة شهيرة أطلقها سيدنا عثمان عندما علم أن مروان بن الحكم كان يزوّر خطابات الخليفة وهي تحمل ختمه ، وأدى ذلك إلى إشتعال النقمة عليه وإنتهت بمقتله ، ونفس هذه الحادثة تكررت مرارا في مكتب السيد رئيس الوزراء ، كان آخرها القرار الصادر من رئاسة الوزراء وقد عُمّم على جميع وزارات الدولة ، وذلك بمنع صرف رواتب الموظفين الذين لم يقوموا بتحديث بطاقة الناخب ! .

ووراء ذلك الكثير من الدوافع المريبة ، وإلا ما علاقة بطاقة الناخب ، وهي بطاقة ذات غرض شخصي محصور بالانتخابات ، بقطع أرزاق الخَلْق ؟ ، كيف يصدر قرار من رئاسة الوزراء دون علم رئيس الوزراء ؟! ، اي دولة بحق الجحيم هذه التي تمسك بخناقنا ، تسودها الفوضى والعشوائيات وغياب القرار المركزي ؟ ! ، أية بداية هذه لعزم السيد العبادي على مكافحة الفساد ؟ ، وما لا يعلمه السيد العبادي أعظم ! .

السيد العبادي لم يكن يعلم أن المرور العامة كانت (تقط) المواطن لعشرة أعوام متواصلة تحت يافطة (الفردي والزوجي) ، وقد جنت المليارات من دنانير الفقراء والكسبة ، إتضح فيما بعد أنه قرار باطل ، وقام بإلغاءه ، ثم وضعوا ثقتهم وأمن بلدهم بجهاز الكشف عن الزاهي ، ليدفع عشرات الآلاف من المواطنين حياتهم بسبب صفقة فاسدة رغم علمهم أن الحكومة البريطانية قد حكمت على الوسيط البريطاني بعشرة أعوام حبس بسبب الغش !.

السيد العبادي تعهد كما هو دأبه ، بالبحث والإستقصاء عن المسبب لهذه المسخرة ودوافعه ، قضية لا يوجد أسهل منها ولا تحتاج لا إلى بحث ولا إستقصاء ، لأن الفرية تسللت من مكتبه بالذات ! ، ولكنها تغطية فيها شيء من المماطلة والمناورة ، لأن السيد العبادي غير قادر على محاسبة المسبب (او المسببين) لهذه الفوضى ، ويا لها من بداية ، فكيف سيحاسب دهاقنة الفساد المتجذرين ؟ ، من سيضمن إنهم لن يسرقوا صوتي الخافت ، أزاء سرقة بلد بأكمله وبيعه للغرباء ؟ ، كيف أئتمن من لا ذمة له ولا ضمير ولا حياء ولطالما خان الأمانة ؟ لهذا أعلم متيقتا ، أن صوتي لن يحدث فرقا ، لأول مرة أشعر بيأس تام ، وهو بلا شك شعور مريع ، فالمعروف أن الأمل لا يغيب ، وقد علّمني وطني أن اليأس ذنب وخطيئة ، إلا اليأس من السياسيين الحاليين ، فإن توجهت للإنتخابات ، فهذا غباء مطبق مني ، فكيف لي أن أستودع الشاة لذئب ؟ ، هؤلاء الذين يتحدّثون عن مثالب معاوية ، والضرر الذي ألحقه بالأمة ، هؤلاء أشد ضررا على الأمة من معاوية !.

كيف أنتخب ، وسياسيونا لا نظير لهم في العالم وعلى مر التاريخ ، لقد ضربوا أمثالا في الحقارة والبشاعة والنذالة والخيانة والوضاعة ، سياسيون أنا أعلم وهم يعلمون ، بأنهم كذبوا على الله ، فمن أنا حتى يصدقوا معي ؟!

مَن سأنتخب ، والجميع يشتم الجميع ، الجميع يتهم الجميع ؟، كيف أثق بسياسي ، يستخدم أشد الأساليب خِسّة ، لإسقاط غريمه السياسي ، وهذا بدوره لا يقل عنه خِسّة وفسادا ، كيف أنتخب ، بل مَن سأنتخب ، وهم يعودون لنا مرارا بنفس الوجوه المكروهة ، لكن بأسماء كتل وتيارات وتجمعات وأحزاب جديدة ؟، كيف أنتخب سياسيا ، ماضيه كالح أسود ، لا يمتلك ذرة من الكرامة ؟ ، فنراه لا يبالي بالفضائح وبأطنان الأدلة التي تجرمه ؟ حتى إذا إنجلى الغبار ، يعود كل شيء لمكانه ، وكأن شيئا لم يكن .

تناقلت وسائط التواصل الإجتماعي قصة فيها مغزى عميق في موسم حمّى الإنتخابات ، عن ثلاثة لصوص ، أحدهم مختص بسرقة الغنم ، والآخر يسرق البقر ، والثالث لص بيوت ، إجتمعوا فيما بينهم وقرروا التوبة ، وأقسموا بأغلظ الأيمان ، أن لا يعود كل واحد منهم إلى عادته ، وبعد مدة ، التقوا مرة أخرى ، وقد برّوا بقَسَمِهم ، فسارق الغنم تحول إلى سارق للبقر ، وسارق البقر تحوّل إلى لص بيوت ، وسارق البيوت تحول إلى سرقة الغنم !.

أحدث المقالات