رغم تأخر الخطوة التي اقدمت عليها المملكة العربية السعودية بطرد السفير الإيراني كما يُطرَدُ الكلبُ الأجرب من المكان الطاهر ، إلا أن هذا القرار المتأخر أثلج صدور كل شرفاء المملكة والمنطقة والعالم ممن اكتووا بنار الإرهاب الإيراني.
و في بادرة (عربية عالمية) طيبة لتنظيف دول المنطقة من حثالات الولي الفقيه وجواسيسه المقنعين بأقنعة السفراء والدبلوماسيين ، حذت حذو المملكة كل من السودان والبحرين والإمارات وباكستان حتى هذه اللحظة ، في تعبير جماعي عن الرفض الدولي لسياسات نظام الملالي المنبوذ الذي لم يتوقف عن تصدير إرهابه الأعمى لدول العالم ، هذا النظام المجرم الذي أشعل المنطقة بحروبه العبثية ونشر الخراب والدمار في العراق وسوريا ولبنان واليمن وعبث بأمن البحرين والسعودية واحتل جزر الإمارات الثلاث وقمع أهل السنة وعرب الأحواز والأكراد والأقليات الإيرانية وملأ سجونه بمئات الآلاف من الإيرانيين الأحرار المعارضين لنهجه الفاشي .
وبما أن المملكة العربية السعودية التي تتمتع بدور ريادي في محيطها العربي والإسلامي يجعل لقراراتها أبعاداً عالمية وانعكاسات مباشرة وغير مباشرة على المجتمع الدولي ، فلابد أن تُكمل المملكة ما بدأت به من خلال قرارها الحكيم والصائب بفرض العزلة الدولية على حكومة طهران ، وذلك من خلال دعم المعارضة الوطنية الإيرانية التي تقودها منظمة مجاهدي خلق المعروفة بتاريخها الطويل في مقارعة نظام الولي الفقيه الذي سرق الثورة الإيرانية من أصحابها .
فلا يخفى على أحد أن الذي الشعب الإيراني يعقد آماله على هذه العزلة الدولية التي سيعيشها نظام قمعي إجرامي اضطهده منذ عام 1979 ، يتطلع اليوم الى خطوة اخرى من المملكة تتمثل بالسعي الفعلي لإسقاط النظام الإيراني ، وإسقاطه لن يتحقق ما لم يكن هناك دعم عربي ودولي للمعارضة الإيرانية .
ومن المؤسف والمحزن أن المملكة العربية السعودية طيلة العقود الماضية لم تفكر بجدية في دعم المقاومة الإيرانية ومد يد العون لمجاهدي خلق بصفتهم العدو الأزلي لنظام الولي الفقيه وبصفتهم أيضا البديل الديمقراطي لهذا النظام المتهرئ المنبوذ داخل إيران وخارجها.
إن منظمة مجاهدي خلق المعارضة تضم في صفوفها النخبة الوطنية الإيرانية المثقفة التي أخذت على عاتقها النضال لتحرير الشعب الإيراني من سطوة الملالي ، وهي بالنسبة للشعب الإيراني الأمل الوحيد في الخلاص من زمن العبودية والقمع والإذلال ، وإذا قُدر لهؤلاء المجاهدين الى سدة الحكم في إيران بشكل شرعي من خلال انتخابات نزيهة شفافة فمن المؤكد أنهم سيجعلون من إيران (التي يلعنها العالم صباحاً ومساءاً بسبب نظامها الإرهابي) بوابة للسلم والاستقرار في المنطقة وجسراً للعلاقات الطيبة بين الشعوب التي طالما تجرعت سموم الفتنة التي يبثها المعممون وعبيد الخامنئي .
ومن هنا فإن الخطوة التالية التي يتوجب على المملكة العربية السعودية أن تُقدم عليها لدوافع وطنية وأخلاقية وإنسانية تجاه شعوب المنطقة ومن بينها الشعب الإيراني المقموع الذي يُكن كل المحبة والتقدير لجيرانه ، هي دعم المقاومة الإيرانية بشتى الوسائل ، فمجاهدو خلق كانوا ومازالوا العدو الأول لنظام الملالي ، وأي دعم سعودي لمجاهدي خلق سيكون بمثابة الضربة القاضية لحكومة طهران ونظامها الفاشي وبداية النهاية للكابوس الذي تشهده المنطقة بسبب إرهاب ذوي العمائم ورعاة الإرهاب وصانعي الموت والدمار ، ويكفي أن دعم مجاهدي خلق سيكون الثأر الحقيقي لكل الضحايا الذين قضوا تحت عجلة الموت الخامنئية .