23 ديسمبر، 2024 6:17 م

الخطر على الأبواب العراقية

الخطر على الأبواب العراقية

مشكلة العراق إنه إبتلى بساسة لا ينظرون الاّ مصالحهم وتوسيع حدود منافعهم ولا يبنون مشتركات وطنهم , يقفز بعضهم على بعض ولا يمد يده للأخرين كي يعبرون معه , يتحالفون مع الشيطان وبالنتيجة يطيح بهم , تجارب السنوات السابقة أوضحت إن الأرهاب لم يستهدف طائفة بعينها قدر مشروعه التوسعي لهدم النظام السياسي وأشعال الفوضى كي يرتع  في ارض الحرام من الصراع , أكثر المناطق شراسة كانت مناطق الانبار والمدن الغربية , سرعان ما كشفت الأهالي مناقضة الشعارات وزيفها للأفعال ونتائجها , والقوى المتطرفة كانت واضحة النوايا حتى ثأرت العشائر بوجههم حينما هدّد السلم الاهلي ومناصفة الأرزاق بالأتاوات ومنعت الحلاقة وأجبر الشيوخ على تزويج ( المجاهدين ) , أصبح الأرهاب يعشعش ويستوطن الشوارع ويرهب الأطفال ويتدرب بالعلن , التنظيمات المسلحة تشرف عليها كتل وأحزاب سياسية وبدعم أقليمي دولي لتصفية الخصوم ومن يتعارض مع مصالحها او يكشف ملفات الفساد , استهدف المسلحون  شيوخ العشائر وقوى الامن وسياسين وأئمة جوامع معتدلين , دعم الجهات السياسية والمسؤولين الكبار للأجندات الخارجية جعل من القوات الأمنية مخترقة وتنفذ عدد من الأهداف الأمنية النوعية .
القاعدة ومسميات أخرى ومجاميع مسلحة في العراق صنيعة جهات سياسية في الأنبار والمناطق الغربية , أما جبهة الولاء والنصرة ظهرت كقوة معارضة في سوريا ,  القوات العراقية كانت تلاقي الصعوبات في مواجهة الهجمات وحماية المسلحين , محافظة الأنبار تمتلك حدود واسعة مع سوريا واليوم بدأت سيطرة الجيش الحر على المنافذ الحدودية بشكل كامل , جبهة الولاء والنصرة هي جهة غير واضحة المعالم والأهداف وترفع شعار ( لا تبقوا لأهل هذا البيت باقية ) تقتل الأطفال والنساء وتمثل بالأجساد وتمنع التدخين في سوريا , في الاّونة الاخيرة قامت بمبايعة زعيم القاعدة أيمن الظواهري  ولكنها تعلن إن لا علاقة لها( بدولة العراق الاسلامية ) , جبهة الولاء والنصرة تبحث عن طرق تغذية من فسح المجال لها والدخول للعراق لأيجاد منابع لتمويل العمليات الأجرامية في سوريا , وهذه القوى من إعلان ان جزء من أمتدادها للعراق وأعلان ( الدولة الأسلامية في العراق والشام ) , مدن الرمادي ( الرطبة , حديثة , كبيسة , القائم , عنة ) تشهد أوضاع أمنية غير مستقرة وإنقسام وصراع بين القوى المسلحة وأتحاد القاعدة والنصرة الغرض منه أيجاد قاعدة جماهيرية واسعة وإدخال عناصر لا توجد لها ملفات لدى الأجهزة الأمنية وترويح للمقاتلين بعد فتاوي نكاح الجهاد , هذه القوى تعتبر نفسها التشكيل الأقوى لذلك ستدخل مرحلة الصراع مع الجيش الحر الاكثر أعتدالاً ويكون ملاذ القوى المتطرفة بذلك في العراق , التقارير تشير الى وجود شاحنات أسلحة لتلك المجموعات من خلال تركيا او شمال لبنان وتورط قطر وليبيا وتركيا والسعودية في تمويل وتسهيل العبور .
التصدي للأرهاب مسؤولية جماعية سواء كان الفرد في داخل الحكومة أو خارجها او كان معارض او متظاهر لمطالب , الصراع بين القوى السياسية في العراق التي أصبحت واضحة المعالم للأهداف السياسية , والأغلب يعتبر إنها منافسة وصلت الى معركة على المواقع , بينما يمزق الأرهاب الأبرياء في الأزقة والشوارع وتسلب الحرية من المجاهدين الحقيقين على طريق الحرية  والكادحين ويفقد الامن والحرية والمساواة والعدالة الأجتماعية , المجتمع يبحث عن ساسة يرسمون خارطة لوطنهم بوطنية ويتركون سياسة الخصام والمزايدات والمساومات على حساب فقدان وطن كامل , ومن يعتبرون أنفسهم قادة وممثلين لجهات شعبية عليهم قيادة الدولة لتعزيز المشتركات والمطالبة التي تبدأ بالأكثر محرومية بعيد عن الأنانية ..