23 ديسمبر، 2024 5:09 م

الخطر الجاثم والدعم اللازم

الخطر الجاثم والدعم اللازم

-1-
من الأخطار القاتلة التي ارتكبها “بريمر” حَلُّه الجيش العراقي والقوات المسلحة العراقية كلّها ، وهي خطوة حمقاء جرّت الويلات على البلاد والعباد ، ذلك أن أية دولة في العالم لاتستغني عن وجود قوات مسلحة جاهزة للدفاع عن الأرض والعرض وبسط النظام والأمن في ربوع البلاد .
وقد عَمَدَ الاحتلال بعد سقوط الصنم في نيسان 2003 الى جعل الحدود العراقية، مفتوحة أمام شذّاذ الآفاق من الارهابيين والتكفيريين وأمام عصابات التفجير والتفخيخ، والالتذاذ بدماء الأبرياء من العراقيين، الأمر الذي أدخل العراق في انتكاسة أمنيّة رهيبة ،عَصفت ببُنْيتِه التحتية، ومؤسساته الرسميّة، وعاثت فساداً في البلاد والعباد .
وكانت الفترة الممتدة ما بين 2006 – 2007 من أصعب الفترات، شدةً وحدةً وفتكاً، حتى اذا ما اندلع القتال في سوريا، وقويت شوكة الارهابيين، انتقلت الشرارة من سوريا الى العراق ، وانتشر خوارج العصر في العديد من المدن والمحافظات العراقية، وحين لُوحِق الإرهابيون في الصحراء الغربية انسحبت جموعهم ثانية الى الأنبار والفلوجة وتغلغلوا هنا وهناك، وتدرّعوا بالمواطنين العراقيين العزّل، الذين لم يستطيعوا دفعهم وطردهم ، الأمر الذي أوجب الكثير من التريث في مواجه الجيش العراقس الباسل لهم خشية الإضرار بالمواطنين العراقيين .
وهنا لابُدَّ ان نحيي موقف العشائر العراقية، التي أخذت على عاتقها مهمات الملاحقة لتلك العصابات الإجرامية ، ومهمات تطهير الأرض العراقية من دنس المجرمين الارهابيين .
ووقف العراقيون جميعاً ، بعربهم وكردهم وتركمانهم ، وبشيعتهم وسنتهم وبمسيحييهم وايزيديهم وصابئتهم وكل تلوانيهم الدينية والقومية والسياسية وراء الجيش العراقي الباسل وهو يخوض ملاحم البطولة، مع زمر التحجر والتخلف والعداء للوطن والمواطنين، باستثناء بعض المتصيدين في الماء العكر الذين دافوا السم بالعسل ، وارتدت عليهم تلك المواقف، باسوء المردودات على كل الصُعد والمستويات.
ان تلاحم الشعب العراقي مع جيشه الباسل، ووقوفه الى جانبه مسانداً ومعاضداً ومشجعاً للمضي الى نهاية الشوط لحسم المعركة، هو أول مقتضيات الواجب الوطني .
ان الارهابيين لن يرحموا أحداً ، ولن يتوقفوا أبداً عن تنفيذ خططهم المسعورة، التي لاتعرف الاّ قطع الرؤوس ، واقتراف أبشع الانتهاكات، بحق الانسان العراقي أيا كان دينه ومذهبه وقوميته ومساره السياسي .
انهم يريدون ان يعيدونا الى ظلمات القرون الوسطى .
إنّهم يقتلون (الحلاّق)، ويجهزون على من يمارس الألعاب الرياضية دون هوادة ولا رحمة ..!!
كل ذلك لفرط جهلهم ، وعميق تخلفهم ..!!
وهكذا يفرضون بالحديد والنار ، والقتل والإبادة ما يريدون خلافاً لكل الشرائع والحضارات ….
وهكذا يتجلّى وجوب الدعم القويّ الأكيد الشديد ، للجيش العراقي الباسل، وللعشائر العراقية المجيدة، في هذه الصولة حتى تبزغ أنوار النصر وترّف رايات الخلاص من أعداء الله والوطن .
[email protected]