25 نوفمبر، 2024 11:30 م
Search
Close this search box.

الخطاب التأريخي

عادة ما يوصف الحدث بالتأريخي عندما يؤسس لمرحلة تأريحية معينة ويحدث نقلة تأريخية ،فيقال مثلا تأريخ العراق القديم او الوسيط او المعاصر ، وهكذا يجري الأمر في تأريخ الشرق الأوسط أو العالم حيث سقوط الأستانة أو الثورة الفرنسية او الثورة الصناعية أو دحر ألدين السياسي على يد الملكة اليزابث وأنطلاق الدولة المدنية الديمقراطية في بريطانيا لتتبعها أوربا
في العراق مثلا هناك تأسيس الدولة العراقية في عشرينات القرن الماضي وبدء تأريخ العراق المعاصر وهناك نهاية العراق كدولة في العام في 9 نيسان 2003 الذي كان أول سقوط دولة في التأريخ اراد بعض من لا مواطنيها ان يعدوه عيدا وطنيا للدولة التي سقطت ولا زالت
الخطابات التأريخية ينبغي ان يشملها الوصف نفسه مثل خطاب السويس المصري وخطاب التأميم العراقي وغير ذلك القليل لأن المراحل التأريخية تأخذ زمنا وهكذا الخطابات
على الرغم من هذه الحقائق والبديهيات نجد ان وعاض السلاطين وبعض التابعين يصرون على استخدام وصف (التأريخي) على كل خطبة يلقيها السيد عزت الدوري ناسين او متناسين ان الخطابات التأريخية لا ينسخ احدها الاخر وينبغي ان تكون مواقفها المطروحة غير متناقضة فيما بينها على الاقل ولا تؤذ من هم تابعين او مؤمنين او منتسبين لسبب او لأخر الى مجموعة الخطيب
الامثلة على ذلك كثيرة فخطبة عام الحسم وخطبة عام الكنس اضرت بالبعثيين قبل غيرهم لأنها اعطتهم املا خادعا حيث تلا عام الحسم اعوام واعوام دون اقتراب من الحسم ،والخطب المسيئة للنظام في سوريا ووصفهم بالمجوس والصفويين والنصيرية رغم ان المباديء لا تقبل مطلقا هذه الهجمات على نظام عاش على ارضه اكثر من مليون بعثي لم يسلم احدا منهم للحكومة العراقية …المباديء لا تقبل والتقية لا تقبل والمصلحة البعثية ترفض مما يقودنا للتفكير وقد نكون مخطئين ان الامر حصل لارضاء جهة معينة قامت لوحدها بشن ( 11 ) الف طلعة جوية على الشعب العراقي وبناه التحتية وجيشه
اهناك الكثير والكثير من ذلك وكان اخرها ان يقوم السيد الدوري بتحية تنظيم الدولة الاسلامية علنا ويطل ممثل الحزب الذي لا يوجد في نظامه الداخلي ( ممثل دائم ) وهكذا كل الاحزاب السيئة والجيدة في العالم ..اقول يطل الممثل ولا ينفي هذا او يبرره مما يعطي للموقف بعدا رسميا…مما اثار استغراب الصديق قبل العدو..ومما حدا بي الى نشر مقال في حينه عنوانه (بين البعث وداعش) اوضحت فيه الهوة الكبيرة بين فكر البعث وداعش فضلا عن اوجه التقارب الفكري بين فكر داعش وافكار الاحزاب الاسلامية الشيعية والسنية.ليس في العراق فقط بل في العالم اجمع.فجل افكار تلك الاحزاب تتعلق بالخلافة والولاية الاسلاميتان
تجدر الاشارة هنا الى ان كل قوى ما بعد 2003 الدولية والاقليمية والمحلية فرحت بشدة بعد ان اعطاها السيد الدوري اعترافا بعلاقة البعث بالتنظيمات المتشددة رغم ان امريكا بكل زيفها لم تتمكن من اثبات اية علاقة رغم ان جريمتها في الحرب على العراق استندت الى حجتين فقط ظهر زيفهما ومنها علاقة النظام السابق بالقاعدة
اسألكم بربكم اليس في هذا الاعلان ما يعطي الاسناد للحكومة العراقية او السورية او السعودية ويعطيها الحجة لملاحقة البعثيين الابرياء من داعش …وألا يحق لنا التساؤل الى متى يبقى البعثيين يدفعون فواتير اخطاء قيادتهم الفردية
ما الذي حصل بعد ذلك؟؟؟ داعش اعتقل ثلث القيادة البعثية ومجموعة من ضباط الجيش السابق الذين دفعوا وما زالو اخطاء الفردية …وبعدها وباقل من ثلاثة ارباع السنة نطل مرة اخرى لنلغي ما قلناه تماما ونقول ان البعث يختلف عن داعش فكرا وعقيدة وسلوكا ..اهذه هي الخطب التاريخية يا وعاظ السلاطين

أحدث المقالات

أحدث المقالات