18 نوفمبر، 2024 10:39 ص
Search
Close this search box.

الخطاب الإنتخابي .. ضرورات احترام وعي الناخب

الخطاب الإنتخابي .. ضرورات احترام وعي الناخب

تعرض العراقيون إلى حصار اقتصادي مقيت عبر الحقبة السابقة، كماعانوا قبل ذلك بمدة طويلة من حصار أشد وطأةً عليهم، مارسه النظام السابق، ألا وهو الحصار الفكري، إن لم نقل الإرهاب الفكري، لقد كنا نعاني من الحصول على أحدث الإصدارات لمفكرين، وكتاب عراقيين، وعرب بسبب منعها من التداول في المكتبات، وعبر طرق ملتوية وبصورة سرية، وبوساطة عدد من الكتبيين، كنا نحصل عليها مستنسخة، ومازلت احتفظ بعدد منها، وعند ظهور “الستلايت” كان العراق في مقدمة الدول التي حرمت استخدام هذه المنظومة حماية للأخلاق العامة!، وكانت العقوبة ثلاثية، مصادرة المنظومة، وغرامة ربع مليون دينار، وحجز ستة أشهر في الأمن العامة، أتذكر في تلك الحقبة المظلمة حين  قبض على أحد معارفي، وهو ميسور الحال لإمتلاكه منظومة “ستلايت” وقبل اقتياده الى مديرية الأمن، سأله آمر المفرزة المكلفة بالقبض عليه، ألا تعلم أن امتلاكك لهذه المنظومة ممنوع ويعاقب عليه القانون؟!،فأجابه الرجل وهو يعلم أن عقوبته لاتتعدى ماذكر مسبقاً(البقلاوة ممنوعة ايضاً فلماذا تأكلها)،في اشارة منه الى قرار بمنع الحلويات، كونها تستهلك مادة السكر،هذا الحصار الفكري ومع مارفقه من حصار اقتصادي أدى إلى تدني مستوى وعي العراقي.
نتيجة لإنفتاح العراق علي العالم الخارجي بعد عام2003 عبر الفضائيات و”النت” ومواقع التواصل الاجتماعي، تصاعد مستوى وعي المواطن، فالعراقي في 2013 ليس هو عراقي 2003 وماقبلها في مستوى وعيه وتفكيره على الرغم من محاولات مصادرة تفكيره.
في بيان له عتب السيد مقتدى الصدر على المواطن لخذلانه القيادات الدينية والوطنية، ومن حقه أن يعتب، ولكن الخلل ليس في المواطن، وإنما بمن أدار حملته الأنتخابية من بعض نواب كتلة الأحرار عندما اساءوا التقدير، وخاطبوا الناخبين بعقلية مواطن عام2003 وماقبلها، وليس بعقلية مواطن عام2013 معتمدين على إرث عائلة آل الصدر التاريخي، وكذلك تسليط الضوء اعلامياً على ملفات فساد مكشوفة، تم انتقاءها بعناية ضد بعض خصومهم السياسيين، عادين ذلك دعاية انتخابية بأقل التكاليف عبر تسقيط الآخر، فتراهم صباحاً ومساءً يتأبطون ملفاتهم في مؤتمرات صحفية ولقاءات فضائية، حتى أصبحت وجوههم مألوفة أكثر من مراسلي الصحف، والقنوات الفضائية .
محاربة الفساد واجب على كل عراقي، ومن يجرد سيفه لمحاربة هذا الوحش الذي يفتك بالعراق عليه أن يجرده على الجميع، ويبدأ بنفسه فلا يعقل، أن تكون جميع وزارات الدولة العراقية فاسدة عدا وزارات التيار الصدري الذي لم يتطرق إليها هؤلاء النواب، أنا لا أعلم ان كانت وزارات التيار الصدري عليها شبهة فساد أم لا، ولكن الذي اعرفه ومنطقياً أن منتسبي هذه الوزارات هم نتاج المجتمع نفسه الذي انتج منتسبي الوزارات الأخرى، إلا إذا كانوا ملائكة أو اقوام هبطوا علينا من كوكب العفة، والنزاهة، والشرف، لقد توسعت مدارك المواطن، واصبح يعي الصراع السياسي المحموم على السلطة، فهو غير معنٍ الآن بملفات الفساد، واستخدامها سياسياً بقدر ماهو معنٍ بمن يقدم له الخدمات ورغيف الخبر، إن من يراهن على سذاجة العراقيين من جميع الأحزاب والتيارات والكتل عليه، ان يعيد حساباته ويحترم وعي الناخب، فألشعب واعِ .

أحدث المقالات