ما زال البعض من سياسيونا يجهلون طريقة المخاطبات السياسية والأسلوب الأمثل في حل القضايا الوطنية , حيث تميزت خطاباتهم الرنانة على حد كبير بالمذهبية وشحن الجماهير بهذا الوتر الحساس المسخ تصاحبها التشنجات والانفعالات , لأنها الطريقة او الوسيلة الوحيدة لكسب عواطف الجماهير وتسويق بضاعتهم الخاسرة التالفة في أسواق الطائفيين الجهلة , التي لم تجني للشعب العراقي غير الويلات والفواجع والنكبات, بالوقت الذي يحتاج الشعب العراقي اليوم إلى الوحدة والتكاتف وأعلى درجات المواطنة بالوئام والتسامح والمحبة .. أدرك الشعب العراقي من التجارب المريرة الماضية في الاقتتال الطائفي والتهجير ألقصري حجم الماسي وخطورة العودة إليها وللعب بالنار وزيادة المعاناة والأحزان وحفر القبور.. الخطابات والشعارات الطائفية المرفوعة من قبل بعض المتظاهرين المتطفلين والسياسيين ورجال الدين في تظاهرات الرمادي والموصل وصلاح الدين وسامراء وديالى سوف تعزز من دور تنظيم القاعدة والمجرمون ومن هم تحت رايتهم السوداء بارتكابها العمليات الإجرامية وتنفيذ حكم الموت بحق أبناء العراق .. وما حدث في الأسابيع الماضية من تفجيرات لبيوت الله في ( الحسينيات والمساجد) وقتل الأبرياء العزل , كانت نتيجة الخطابات الشهوانية المسمومة التي أطلقها ذوي العقول المتعصبة الجاهلة التي لا تعرف لغة الحب والسلام ،أصوات مشحونة بالكراهية والحقد والبغيضة, راح ضحيتها العديد من العراقيون الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يقيمون الصلاة في معابد الله ,فإلى أين تسير بنا هذه الخطابات الببغاوية المتسترة بأسم الدين مستغلين عقول الجهلة والحاقدين لتمرير خطاباتهم الجوفاء الخالية من الحس الوطني ورفعة الشرف والضمير والوجدان .. سيبقى مسلسل هذه الجرائم والتفجيرات والاغتيالات والقتل مستمرة دون هوادة ,إذا لم تكن الخطابات السياسية والدينية بعيدة عن الشحن المذهبي التي أوصلت البلاد إلى قمة الاحتقان, التي لا ترتقي إلى عناصر الوحدة والتلاحم والمحبة.. على الشعب العراقي ان يعي على حجم المؤامرات التي تحاك من حوله من الداخل والخارج بزجه بصراعات طائفية وانقسامات مناطقية هدفها الاقتتال وزرع الفتنة والكراهية بين أبناء دجلة والفرات .. ما بقيه إلا ان نقول شعبنا اليوم بحاجة للولاء للوطن وزرع روح الإخاء والتسامح والمحبة ومعاملة الأخر بالحسنى وبالكلمة الطيبة واحترام رأي الآخرين ونبذ كل ما هو سيء ينادي بالطائفية العرجاء وصوته يشبه نهيق الحمير …
[email protected]