أغلب المنظمات الإنسانية هدفها هو لخدمة الإنسانية ويأتي بالمرتبة الأولى الإنسان، وتنقسم المنظمات الإنسانية الى.. مساعدة الأرامل، الأيتام، العنف ضد المرأة، الأطفال، الفقراء والمحتاجين الخ ، وكثير من المنظمات في العالم لها دور وإختصاص لخدمة الإنسانية والدفاع عن حقوق الإنسان، وايضاً يوجد منظمات خاصة للعناية بالحيوانات وأيضاً تحمل مسميات كثيرة ولها أهداف ومبادئ تسير عليها المنظمة، وكل منظمة لها تنظيم داخلي وشعار وأهداف ومبادئ لعمل المنظمة مع التسلسل الوظيفي داخل كل جمعية أو منظمة.
عندما كُنت سابقاً موظف في الهلال الأحمر العراقي، ناقشت مسألة العدالة في توزيع المساعدات ولإنَ أحد اهدافها العدالة إذاً لا بد يتحقق هذا الجانب، كانت مناقشتي.. كيف أمنح مساعدة لشخصين أو شخص نفس المساعدة العينية لعشرة أشخاص؟ والأعتماد على البطاقة التموينية ونفس الوقت أيضاً إذا وُجدتْ منحه مالية، إذاً هُنا لم تتحقق العدالة في آلية التوزيع وناقشت المسؤول الأعلى ولم أصل لحل، أخبرني هو يجب عليه أعتماد الآليه في التوزيع على البطاقة التمونية وبذلك أصبح خلل في عملية التوزيع ولم تتحقق العدالة وتعتبر منتهكة.
هذا الخطأ الفادح الذي تقع به أغلب الجمعيات والمنظمات الإنسانية لا يؤخذ في الحسبان عدد أفراد العائلة، وكذلك بعد دراسة وأبحاث وجدت حتى المنظمات الدولية والجمعيات الخيريه تعتمد هذه الآليه لتوزيع المساعدات العينية على العائلة بغض النظر على عدد أفراد العائلة، أي واحد يساوي عشرة والمساعدة نفسها بالحجم والعدد، وحتى المساعدة المالية نفس الشيء للشخص وللعشرة عدم الأعتماد على عدد افراد العائلة.
أحد مقترحاتي الذي تم الموافقة عليها بعد دورة الخياطة للأرامل قدمت مقترح عدم الأكتفاء بالدورة وإنما إنشاء مشروع معمل خياطة تقودة خريجي الدورة ويتم تمويله ذاتيا بعد توفير المكان واجهزة الخياطة والقماش بعدها يصبح تمويلاً ذاتياً، وبذلك حققنا هدفين رفد السوق ببضاعه محلية مع استغلال الخبرة النسائية للأرامل في مجال الخياطة، ورغم الموافقة من المركز الرئيسي أنصدمنا لعدم وجود مكان شاغر من المحافظة وحتى الدوائر الأخرى لم تتعاون معنا، وممكن كان هذا المشروع ينجح نجاح كبير، وبذلك تتكون شجاعة وإعطاء حافز عند الموظف بإقتراح مشاريع إنتاجية للشباب نساءاً ورجالاً من الملابس والزراعة والحلاقة والتجميل الخ من الدورات الكثيرة الذي كانت تدعمها جمعية الهلال الأحمر العراقي.
العمل الإنساني ضمير حي وإدخال السرور في قلوب الفقراء والمحتاجين، ويجب علينا بناء آليه لتحقيق العدالة الذي يعتبر هدف من أهداف الرئيسية للأعمال الخيرية، ونتعامل بعدم التحيز بين طبقات المجتمع الاخرى لتحقيق مبدأ العدالة، مع الأسف أيضا تتخلل تلك المنظمات والأعمال الخيرية بعض الواسطة والتحيز لبعض الفئات الأخرى وهذه ليس لها سوى ضمير الموظف للوقوف بجد والتعامل إنسانياً مع كل عائلة حسب الحاجة الماسة رغم إنها لا تغطي أحتياج العائلة تماماً، لكن يمنحها حافز الأمل وإدخال البسمة في داخل العائلة الذي تعاني من ظروف معيشيه سيئه.
عاتق رفاهية العائلة لا يقع على مسؤولية المنظمات الإنسانية بل هذا من واجبات الحكومة، المنظمات الإنسانية واجبها الدعم النفسي ومساندة العائلة معنوياً وبعض المساعدات المتوفرة، رغم الخلل او الخطأ الفادح في آليه التوزيع الذي ذكرناها اعلاه،
لكن رغم المساوئ القليله لكنها تعد أفضل من بعض المؤسسات الحكومية الذي تتخللها الواسطة والمحسوبية المطلقة كما حدث في توزيع بيوت واطئة الكلفة على العراقيين، الذي تم توزيعها على الموالين للأحزاب أو الميليشيات او بعض المساومات الذي لا نحب نذكرها هُنا.
بعض الجمعيات الإنسانية بقت محافظة على مبادئها وأهدافها، والبعض الآخر أستغلت في العملية الإنتخابية وخرجت من مضمون الهدف الانساني، أستفادت من التمويل والدعم من الحزب أو الناخب على أساس الأستفادة وأستغلال الدعم لصالح الجمعية والمنظمة، وهذا مخالف للعمل الإنساني ومبادئ وأهداف الجمعية الإنسانية، انا قلت البعض وليس الكل وهدفنا الأساسي الأخطاء الذي تقع بها المنظمات الإنسانية وخاصة آلية توزيع المساعدات الإنسانية الفرد يساوي العائلة بغض النظر على عدد العائلة، أتمنى من هذه المنظمات ان تكون عادلة بالتوزيع على أساس الأفراد وليس على اساس البطاقة التموينية، حتى تتحقق العدالة مادام هدفها نبيل وإنساني.