19 ديسمبر، 2024 7:38 م

الخطأ الستراتيجي للإستجابة لوقف اطلاق النار ( السودان )

الخطأ الستراتيجي للإستجابة لوقف اطلاق النار ( السودان )

 إذ وردت في الفضاء الإعلامي خلال ال 24 ساعة الماضية دعواتٌ شتّى كالوقف الفوري للقتال , وقف اطلاق النار , والتهدئة .! والتي هي كلمة فضفاضة لا مكان لها في الإعراب ” ولا حتى عند الأعراب ! ” وكأنها تعني لغوياً وغير لغوياً بإدامة اطلاق النار بشكلٍ نسبي ومتقطّع وما الى ذلك من الإشتقاقات المتشققة .!

  دعوة الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش لوقف العمليات الحربية بين الطرفين المتنازعين في السودان , فهي بلا شكّ تنطلق من مسؤولية أممية وذات اعتباراتٍ انسانيةٍ ايضاً , حفاظاً على ارواح المدنيين في السودان على الأقل , وكذلك الدعوات الأخريات من موسكو ولندن وواشنطن في هذا الشأن ” مهما كان لذلك حساباتٌ اخرى مفترضة ” فهي مسؤولية دولية لابدّ ان تتناسب مع مكانة هذه الدول على الصعيد العالمي , والأمر مسحوب على الجامعة العربية في ذات الشأن , وكذلك للإتصالات الثنائية التي تجريها الخارجية السعودية مع القيادة السودانية وقيادة ” الدعم السريع ” , والتي لم تُؤتِ اُكُلُها بعد , بل تكاد استحالة ذلك .!

< اين بيت القصيد > : –

هل هو مخفٍ عن هذه الأوساط الدولية في الدعوة لإيقاف العمليات الحربية .!؟ , وهو مخفٍ عن عموم الرأي العام .!

دونما ايّ اجابةٍ بِ < نعم او لا > والتي يصعب مزجهما معاً .! , لكنّما الواقع فإنّ ايّ تبنٍّ او التزامٍ مفترض لوقف اطلاق النار بين القوتين السودانيتين المتقاتلتين , فإنّه يعني إضفاء الشرعية للإبقاء على قوات ” الدعم السريع للجنرال الوهمي حميدتي ” في مواقعها المنتزعة من السيادة السودانية الرسمية , ومن ثَمَّ احالتها الى حالةٍ معلّقة للحوار والمفاوضات العقيمة التي لا تُنجب .! , وهو بالتالي ما سترفضه القيادة العامة للجيش السوداني كلياً وجذرياً < وربما احزابٌ سياسيةٌ سودانية اخريات , مهما تقاطعت او لم تتقاطع مع حكومة الجنرالات الركن او العسكر > , وهذا ما سيقود الى ادامة القتال والمعارك , وفق الإمكانيات المتاحة للقيادة السودانية , وهو ما قد يفتح الدرب او الدروب لدولٍ اخرى في عرضٍ مجانيٍ لتقديم السلاح والأموال لهذا الطرف او الآخر , ولعلّ هذا ما يكمنُ ككمينٍ في إحداث القلاقل في بعض اجزاء الجسد العربي هنا وهناك .!

   إنّ الدَعَوات الدولية والإقليمية نحو او بإتجاه وقف اطلاق النار , فإنها تختلف عن الدعوة لذلك في العمليات الحربية بين دولتين او اكثر , وبينَ عمليات الإقتتال الداخلي داخل دولةٍ واحدة كالسودان او سواها .! وخصوصاً اذا ما كانت تلك الدولة عربية .!    

أحدث المقالات

أحدث المقالات