23 ديسمبر، 2024 4:30 ص

الخصمان في بدر والطف ويوم الظهور والمحشر

الخصمان في بدر والطف ويوم الظهور والمحشر

القران واهل بيت النبوة عليهم السلام لا يفترقان وعدم الافتراق هو بكل ما تعنيه الكلمة من تفسير وتشريع وعلوم قرانية .

جانبان مهمان نتطرق اليهما وهما ان قول المعصوم هو من صميم القران وانه القران الناطق بكل ما تحمل الكلمة من معان والجانب الاخر والذي يعتبر من الدراسات التي اخذت حيزا واسعا من الدراسة والاراء الا وهي الايات المحكمة والمتشابه

اطراف البحث هم الامام علي عليه السلام والحسين عليه السلام والاية الكريمة (هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ {الحج/19}) والحديث النبوي علي قسيم الجنة والنار.

الاراء كثيرة بخصوص الايات المحكمة والمتشابه ومن له قدرة على التمييز والتفسير نحن الامامية نرى ان الامام المعصوم هو من له القدرة على ذلك وبالرغم من كثرة الاراء فاننا سنعد دراسة خاصة حول راي معين بخصوص المتشابه من الايات وما يثبت راي هذا المقال وهذه الاية ( هذان خصمان…)

الاية الكريمة نزلت يوم بدر وقد خصت الذين تبارزوا يوم ‏ ‏بدر ‏ ‏حمزة ‏ ‏وعلي ‏ ‏وعبيدة ‏ ‏أو ‏ ‏أبو عبيدة بن الحارث ‏من المسلمين ‏وشيبة بن ربيعة ‏ ‏وعتبة بن ربيعة ‏ ‏والوليد بن عتبة من المشركين ( صحيح البخاري- المغازي – قتل أبي جهل- رقم الحديث : ( 3670 ).

طالما ان الاية جاءت لتفسير وتاكيد حدث تاريخي فكيف لنا ان نستفاد منها مستقبلا ؟ الاستفادة جاءت على لسان الامام الحسين عليه السلام عندما سؤل عن تفسير الاية نفسها فبماذا فسرها ؟ عن الصدوق : حدثنا أبو محمد عمار بن الحسين الأسروشني ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثني علي بن محمد بن عصمة ، قال : حدثنا أحمد بن محمد الطبري بمكة ، قال : حدثنا أبو الحسن بن أبي شجاع البجلي ، عن جعفر بن عبد الله الحنفي ، عن يحيى ابن هاشم ، عن محمد بن جابر ، عن صدقة بن سعيد ، عن النضر بن مالك قال : قلت للحسين بن علي بن أبي طالب : يا أبا عبد الله ! حدثني عن قول الله عزوجل : ( هذان خصمان اختصموا في ربهم ) .

قال : نحن وبنو أمية اختصمنا في الله عز وجل ، قلنا ، صدق الله ، وقالوا : كذب الله . فنحن وإياهم الخصمان يوم القيامة .

اذن كل من يخاصم علي عليه السلام والائمة المعصومين من ذريته تنطبق عليه الاية الكريمة ويكونون مصداقا لتفسيرها وخصوصا الشطر الثاني من الاية (فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ) فالحسين عليه السلام لم يفسر الاية بناء على سبب نزولها بل عممها على زمانه وزمان من بعده وهي تنطبق على الذين يعادون الامام المهدي (عج) ، كما وان تفسير الامام الحسين عليه السلام جاء ليكون طرفي واقعة الطف هم مصداق للاية الكريمة .

الجانب الاخر والمهم جدا الا وهو الربط بين هذه الاية وحديث علي قسيم الجنة والنار روى ابن المغازلي الشافعي 67/ 97،عن علي عليه السلام،أنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه و آله:«إنك قسيم النار، و إنك تقرع باب الجنة،و تدخلها بغير حساب»، وما ورد في صحيح البخاري – المغازي – قتل أبي جهل- رقم الحديث : ( 3669 )عن تفسير الاية اعلاه ما نصه ” حدثني ‏ ‏محمد بن عبد الله الرقاشي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏معتمر ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏أبي ‏ ‏يقول حدثنا ‏ ‏أبو مجلز ‏ ‏عن ‏ ‏قيس بن عباد ‏ ‏عن ‏ ‏علي بن أبي طالب ‏ ‏( ر ) ‏‏أنه قال ‏ ‏أنا أول من ‏ ‏يجثو ‏ ‏بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة”.

اذن الامام علي عليه السلام اول من يجثو امام الله عز وجل للخصومة وحسب ما وردت مصادر التاريخ ان يوم الحساب هو يوم الفصل والحكم لله عز وجل حيث ان في هذا اليوم يحكم الله ولا يسمع النزاع وتكون الارجل والايدي والجوارح هي الشاهدة على البشر وتعرض اعمالهم عليهم ومن ثم القصاص فكون الامام علي عليه السلام هو اول من يجثو للخصومة بات بحكم المؤكد ان خصومه هم من يقادون للنار وسيقول للنار هذا لك وهذا لي كما ورد في الاحاديث اعلاه .

وكل خصم لامير المؤمنين عليه السلام يقاد للنار هذا دليل على عصمة الامام عليه السلام وان كل تصرفاته واقواله خالية من الخطأ والزلل ويستحق هذا بحث موسع .

ومن تفسير الامام الحسين عليه السلام لهذه الاية نبقى بامس الحاجة لمن يفسر لنا القران اليوم او غدا.

للمعلومة في المجلد الثالث من البداية والنهاية، يقول أن هذه الآية {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا ‏فِي رَبِّهِمْ} نزلت في حمزة وصاحبه،‏‎ ‎وعتبة وصاحبه يوم برزوا في بدر، لاحظوا حمزة وصاحبه ولم يقل وصاحبيه حتى وان كان خطأ فلماذا لم يذكر من هم صاحبيه حتى تكون اوثق وادق في نقل المعلومة ام انه يجهل من هم ؟