متى يدرك البعض ان الدين هو جزء من الحياة وليست الحياة جزءا من الدين …… والاديان جميعها السماوية والوضعية تسعى لمنح الانسان بعض المهارات ليصبح عنصر خير محبا لاخيه الانسان ساعيا للسلم واشاعة التسامح وعمل الخير ….. حرا كريما عزيزا .
ان من نعتقد انهم السلف الصالح … نقلوا الينا شيئا لم يكن موجودا لا في زمن النبي محمد (ص) ولا في زمن الخلفاء الراشدين (رض) من بعده ….. كيف ….؟؟؟
بعد انقضاء فترة الخلفاء الراشدين … حيث صوروا لنا هؤلاء السلف …..تلك الفترات اللاحقة بانها حكما اسلاميا اسطوريا وعلى ان الدولة الاسلامية سواء كانت الاموية ومن بعدها العباسية والدولة العثمانية كانت رمزا للتطور والازدهار والعدل والفتوحات ….. وانها العصور الذهبية التي شهدت تطور العلوم والطب والرياضيات والفلك ………وكانوا على الدوام يغذون الحنين لتلك الفترات العظيمة ويمجدونها ويهيأون المسلمين نفسيا للتوق اليها والعودة الى الماضي العتيد والتليد ….. ويستشهدون بقول الخليفة ابو جعفر المنصور وهو يخاطب السحاب …من انه اينما ينزل مطره … فأن خراجه عائد له …..ولم يتكلموا عن المستقبل ابدا ….وانما كانوا ينظرون للمستقبل من خلال العودة الى الماضي العريق والعودة لمنهج السلف ؟؟؟؟
وهكذا مارسوا على الاجيال …منهج تفكير وصوبوا الانظار نحو ماضي محدد بعينه حيث هم يعتقدون …. في حين الحقيقة ان تلك الفترة لم تكن جميعها كذلك وبهذه الصورة الوردية ….فلقد قرأنا ان الابن يقتل اباه من اجل الملك والاخ يقتل اخاه والعم يتامر على ابن اخيه لينزعه ملكه ….. وعصور من المؤامرات والقتل والغدر احيانا بالسيف واحيانا بالسم ….واحيانا يقتلون من الافراط في الجماع ….حيث الجواري الحسان والغلمان الذين تعج بهم قصورهم وضياعهم ….. فكثرت الثورات والفتن التي كانت تحصد الاف البشر ….. لنصحوا بعد 1400 سنة ….على من يبرر لداعش الان وقبلهم القاعدة كل اعمال القتل والذبح …. على انه العودة للسلف الصالح ……
….مع صيحات الله اكبر الهستيرية …………وكأن هؤلاء يذبحون ويجلدون ويسحلون بارادة الرب ومباركته ….ورضاه عنهم …… وانهم يستعيدون افعال السلف في محاربة المخالف لهم ….. لدرجة انهم قدسوا بعض السلف اكثر من النبي محمد (ص) …..وكأن هؤلاء منزلين ليكونوا حكما على ايمان البشر … وهم القدوة الصالحة…حتى انهم قليلا جدا ما يذكرون الخلفاء الراشدين واصحاب الرسول ليغرقوا في صفات بعض السلف الذين اتوا فيما بعد …… ليمنحوهم القداسة والنبوغ والعصمة …. وهم لا يسألون عن كل الغث المذكور بكتبهم …..ناسين ان الله فقط هو الذي لا يسأل عما يفعل ………… فلا يسمحون لمناقشة فكر هؤلاء ونقدهم والكشف عن العفن الذي يملأ كتبهم والذي يسيء الى الاسلام المحمدي والذي وصف بارقى وافصح بلاغة حينما قال الامام علي …الانسان صنفان …. اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق ….
وان هؤلاء كانوا سببا في تخلف امتنا عن التواصل مع الشعوب الاخرى التي حققت كل هذا التقدم العلمي والتقني والانساني ….فلا سبيل للخلاص الا بغربلة كل موروثنا الاسلامي …. والا فأن موروثنا الاسلامي والذي ياتينا من مثل هؤلاء السلف صفحات اخرى قد تكون اكثر همجية من داعش …كما ان مناهجنا التعليمية يجب ان تغير وان تكتب بطريقة اخرى يعلوا فيها صوت التسامح والمحبة والسلام …وتكرس دراسة العلوم التطبيقية وتشجع على البحث والابتكارولا يعطى الدين هذه المساحة الكبيرة لدرجة اننا نشهد الهرولة باتجاه زيادة اعداد رجال الدين …. كون رجل الدين لا يحتاج بعد تخرجه الى وساطة ليتعين وانما سيجد نفسه قد ارتقى اجتماعيا واقتصاديا دون ان يسهم في اجراء بحث علمي او اكتشاف ما …. وهكذا فنحن نجتر مشاكلنا ولا نحلها ونتجاوزها …….. في حين المطلوب هو العودة الى دين محمد الذي لم يكن غليظا ولم يكن سفاحا ولم يقطع روؤس المختلف معه …بل قال لهم اذهبوا فانتم طلقاء .. ولم يكفر اهل الكتاب والموحدين …. ؟؟؟؟؟