الرهان الأول والأخير لدى الدولة واحزابها المتنفّذة وكذلك لدى مفوضية الأنتخابات ” غير المستقلّة , إذ أعضاؤها هم أعضاءٌ في احزاب السلطة ” . يكمن هذا الرهان الواقعي في استحالة إعادة الإنتخابات مهما حصل او يحصل من خروقاتٍ او حتى أشدّ منها , وبالتالي سوف تظهر نتيجة الأنتخابات في الوقت المحدد لها مسبقاً , ولربما تغدو هي النتيجة المطلوبة او المرغوبة .
ثُمَّ , ماذا لو هطلت الأمطار بغزارة وبكثافة طوال او معظم يوم امس منذ ساعة بدء الإنتخابات او قبلها , فكم من الأعداد الغفيرة من المواطنين ستمتنع عن الخروج الى المراكز الأنتخابية وخصوصاً العوائل التي لا تمتلك عجلاتٍ شخصيّة , وبالتالي فأنّ نتائج الأنتخابات ستعتمد على القلّة القليلة التي تمكّنت من الوصول الى تلك المراكز , فهل تضحى الأنتخابات بهذا الشكل .!
ثُمّ ايضاً , فأنّ المسافة بين مواقع المراكز الأنتخابية وبين منازل مئات الآلف المؤلفة من العوائل والمواطنين تبعد بمسافةٍ بين 10 -15 كيلومتراً , فهل مثل هذه المسافة مناسبة لكبار السّن والمرضى للسير على الأقدام .! ولماذا لمْ توفّر الدولة حافلات ومركبات نقل خاصة تتحركّ ذهاباً وإياباً بين المراكز وبين نقاطٍ محددة في الأحياء والمناطق السكنيّة , أمْ يراد بعكس ذلك أن تقلّ نسبة المشاركين في التصويت الى حدٍّ ادنى .! , والى ذلك فعلامَ لم يعلن رئيس الوزراء بالسماح بحركة المركبات والعجلات إلاّ في منتصف يوم الأنتخابات وليس من الصباح .! هل نسيَ ذلك , ولماذا لم يُذكّره أحدٌ بذلك .!
هنالك تساؤلٌ آخر يتّسم بأبهامٍ او اكثر منه , وهذا التساؤل يتعلق بالتزامن والتناغم في تعطّل او تعطيل اجهزة العدّ والفرز والأجهزة الألكترونية الأخرى في 5 محافظاتٍ في آنٍ واحد .! فهل كانت تلك الأجهزة على موعدٍ غرامي – انتخابي .!