24 ديسمبر، 2024 5:05 م

من الجميل أن ترى الناسَ متعاطفة فيما بينها اذا المّ بها ظرف أو طرأت عليها مصيبة. ومن الواجبات الإنسانية العابرة للدين والعرق والزمان والمكان دفع الضرر عن الناس ولو بكلمة ومواساتهم اذا لمْ يَكُ لدفع الضرر من سبيل.

و من الجميل أيضاً قول الحق ووصف الأمور بأوصافها بغير تهويل ولا تبديل فهذا دليل مروءة و مدعاة للفخر. ولكن هل وصف الأشياء والافعال سهل ؟ لا تتسرع بالاجابة !

تخيل أنني اعمى – اسم الله عليه – وطلبت منك وصف سيدة المطبخ العراقي ، الطماطة ، أتوقع ان تبدأ بالقول انها فاكهة – الطماطم فاكهة وليست خضاراً – الأعمى يعرف الفاكهة فهي تؤكل ، ثم تقول انها مدورة ناعمة ولا مشكلة للأعمى فهو يعرف ما المدور وما الناعم . احيانا لينة واحيانا اكثر قساوة ولا مشكلة في ذلك أيضا .

ثم تزيد لونها احمر وهنا ارتبك! فماذا هو اللون وما هو الأحمر فأنا لا ارى شيئا في ظلمتي السرمدية فترد بان هذه الظلمة هي السواد وهو لون وهناك ألوان اخرى كالأحمر الذي هو لون الطماطة .

زدني قليلا يا صديقي ! هو كلون الدم ، ومن جرح سابق سببه احد (استكانات ) الشاي ابو الهيل فاني اعرف ملمس الدم واعرف طعمه.

زدني قليلا يا صديقي ! يستخدم اللون الأحمر نظرا لطول موجته في إشارات المرور – قف . وفِي مصارعة الثيران لتحفيز المشاهدين لا الثور المسكين الذي لا يرى اللون الأحمر لإصابته بعمى الألوان .

زدني قليلا يا صديقي ! كان اصحاب خيم الدعارة في مكة قبل الاسلام يشدون على خيمهم ألوية – جمع لواء اي علم – حمراء. وهو يشكل الجزء الأعظم من علم الاتحاد السوفيتي السابق والصين حاليا.

وأتوقف الان لاستوعب ما الأحمر ، دم ووقوف وثيران هائجة وثورات شيوعية راح ضحيتها ملايين البشر الذين لا يؤبه لهم في يومنا هذا وأزيد على الأحمر اقترانه بالدعارة .

أتتوقعني أن أحب اللون الأحمر ؟

الأحمر هو لون زهرة وخد طفلة وشفتا حبيبة .

وصفك يا صديقي للأحمر على براءته قادني لهذا الاستنتاج الشنيع.

المنطق هو سيد العلوم ، فلا يؤخذ بعلم من لا منطق له كما قال الغزالي رحمه الله وجمهرة من العلماء . وإعمال العقل في الخبر كما قال ابن خلدون هو فريضة على طالب كل حقيقة .

وبعد هذه المقدمة الطويلة أدخل صلب الموضوع : اذا سرق سارق فحاكمه ولا تحاكم دينه واذا قتل قاتل فحاكمه ولا تحاكم دينه فلكل مجموعة بشريه خرافا ضالّه هي عبء عليها قبل ان تكون عبئا على غيرها .

يذكرني أنصاف المتعلمين والسائحين بفلك المستغربين والمسبحين بالمحبة الغربية التي كانت حتى الماضي القريب تقطع يد الطفل في الكونغو اذا لم يقدر والده ان يقدم لهم كمية جيدة من المطاط تحت حكم ليوبولد الثاني ملك بلجيكا قبل ١٠٠ عام تقريبا ، بالمتطرفين أنفسهم الذين فهموا الدين من مؤخرته فهم وجهان لعملة واحده هي الجهل والجريمة .