23 ديسمبر، 2024 2:44 م

الخدمة الجهادية .. وغرائب العملية السياسية !

الخدمة الجهادية .. وغرائب العملية السياسية !

منذ عشر سنوات ومنذ بدأ العملية السياسية كما يحلو لسياسوا العراق تسميتها ونحن نرى العجيبة تلو العجيبة بدءا وفي اغرب ممارسات نظام سياسي يعيش العراق في نظام اتحادي و لدينا اقليم في الشمال منفصل تقريبا عن العراق فلديه وزراء ورئيس وبرلمان ويمنع  قوات الجيش العراقي من الدخول في اراضيه ويمنع العراقيين من السكن فيه إلا بعد حصولهم على اقامة وبعد ان يضمنهم كفيل بينما لا يمنع أي شخص من الاقليم بالإقامة بأي جزء من العراق ,
ونرى في عجيبة اخرى ان يرشح السادة النواب في قائمة معينة وبعد دخولهم البرلمان بأصوات غيرهم او بأصوات القائمة.  ينصرفون عنها ويحلو لهم التنقل الى قائمة اخرى او الجلوس في البرلمان كنواب مستقلين وخذوا مثلا النائبة صفية السهيل ففي الدورة الاولى دخلت وانضوت تحت جناح القائمة العراقية وبعد جلوسها في البرلمان انشقت وأصبحت مستقلة لتدخل في الدورة اللاحقة مع دولة القانون ولتستقل مرة اخرى ,وكذلك النائب عزة الشابندر ولكنه لم يستقل فلازال بدولة القانون بعد ان طلق العراقية .والأمثلة كثيرة من النائب عالية نصيف الى اخرين فكيف يحتفظ نائب بمقعد اخذه بأصوات غيره ولا يفقده بعد ان ينشق عن الذي ادخله البرلمان,
 اما العجيبة الاخرى فهي عجيبة من نوع خاص وهي خروج رئيس وزرائنا بين الحين والحين ليشكو لنا تدهور الوضع الامني او انعدام الخدمات او ان نوابه لم يطلعوه على الحقيقة وكأن الشعب مسئول عن توفير الامن له وتوفير الخدمات ,ومن ضمن عجائبه مثلا ان تتولى السيدة مريم الريس مهمة مستشار ولتتعدد الاستشارة فمن مستشارة اعلامية لمستشارة قانونية لمستشارة للشؤون الخارجية لمستشارة رئيس الوزراء لشؤون وزارة العدل  قد تكون السيدة ( مع احترامي لكل من ورد ذكره في المقالة من الناحية الشخصية ) قد تكون عبقرية  زمانها ونحن لانعرف
في عجيبة اخرى نشاهد السيدة حنان الفتلاوي تشدنا بحرصها على الدفاع و(لا يهم حقا ام باطلا )عن قائمتها وزعيمها  في حين تتغير تضاريس وجهها عند ذكر الطرف الاخر في العملية السياسية بينما تتفاخر بان الشيخ خميس الخنجر قد اكرمها واستقبلها في عمان ,
واخرى وهي تسابق نواب التيار الصدري في فضح وكشف اخطاء رئيس الوزراء وقائمته وفي اخر اختبار وليس الاول وعندما طرح موضوع سحب الثقة عن السيد نوري المالكي رموا الكرة خارجا واصطفوا معه وأنقذوه في اللحظة الاخيرة
واخرى سيادة المدعي العام العراقي يسمع كما نسمع نحن الشعب عن اخر السرقات وآخر الاتهامات التي تعج وتتسابق الفضائيات في الكشف عنها وعن ابطالها وهو نائم في العسل لا يحرك ساكنا ,في حين ان من ابرز واجباته تلقف أي اتهام يرد في وسائل الاعلام والشكاوى المباشرة يخضعها للتحقيق القضائي ومتابعة اجراءات قانونية تبين الحق من الباطل
وفي اخرى نسمع عن مناطق متنازع عليها وهي في بلد واحد وكأننا في بلدان متجاورة ونتنازع على اراضي مشتركة وهذا اصطلاح غريب ابتكره العاملون من اجل تجزئة العراق والتسابق لضم اجزاء من اراضيه الى مختلف التسميات التي لم نسمع بها .
وأخرى .. نرى مجاميع ارهابية تصول وتجول في الشارع العام وصحراء المنطقة الغربية وتنفذ عملياتها الاجرامية  دون رادع وبكل حرية دون خوف من قوات تلك المنطقة او من قوات الجيش
ونرى النائب احمد العلواني يستغل الظروف ويهدد ويتوعد بحرب شعواء مجيش الجيوش بعد ان حول هو وغيره التظاهرات في المنطقة الغربية من مطالبات بحقوق مشروعة الى مطالبات سياسية اذهبت حق الناس البسطاء مع تحفظنا على دور الحكومة وتأخرها في ما ذهبت اليه في حل وتنفيذ مطالب الناس المشروعة
اما تصريحات النواب والقادة السياسيين فحدث ولا حرج فمن كل الجوانب ومن كل الفئات  يشطح سياسي هنا وهناك فمن يصف الشعب بانه بقايا شعب لمن يصف الشعب بالبائس ويخاف ان (يديح) هو وعائلته الى النائب الذي يقول انا عليا وهؤلاء ابنائي الحسن والحسين دون حتى ان يقول بلا تشبيه  كمن يقارن الثرى بالثريا ويتباهى بفاتورة هاتف ابنه وكيف انه دفع اربع ملايين دينار بينما هو وغيره يعرفون ان غالبية الشعب تأن تحت الفقر والجوع والسوء بكل امور الحياة وفي حين لاتكفي السيدة كريمة الجواري 15 مليون دينار وتقضي عليها في 15 يوم أي بواقع مليون في اليوم يعوض الشهيد في العمليات الارهابية ب 2.5 مليون هذا ان استلمها اهل الشهيد .
ونرى كل السادة والسيدات( فطاحل السياسة وخبرائها) وعندما يودون الحديث ويجب ان تذكر كلمة سنة او شيعة  نراهم يقولون( انا لا احب ان اتكلم بهذا الاسلوب ولكني مضطر لان اقول كذا وكذا ) مع علمهم هم قبل غيرهم بانهم من زرع  شعارات وممارسات الطائفية والعرقية ومن كل طيف ولون وابتلى بها الشعب المسكين وانهم طائفيون بمعنى الكلمة وكل يغني على ليلاه وحتى انهم ليس فقط ينتصرون لطائفتهم وانما لاحزابهم داخل الطائفة او القومية الواحدة (عذرا من القراء فانا لا احب الكتابة  بهذه الكلمات ) ولكني اضطررت !.
هذا وغيره كثير واخيرا التفاف وتحايل على قانون التقاعد وإضافة فقرات وميزات للسادة السياسيين وعلى رأسها (الخدمة الجهادية )وهذا ما سأتناوله بالتفصيل
عندما خرج شباب العراق وشيبه نساءه ورجاله بتظاهرات في كل ارجاء العراق للمطالبة بإلغاء تقاعد كل من الرئاسات الثلاثة وملحقاتها , وبعد ان كان قانون التقاعد يغفو في ادراج رئيس الوزراء استيقظ فجأة وخرج للنور بعد اضافة فقرات اليه لا يمكننا القول سوى انها التفاف وتحايل على مطالب الناس وعلى الحق والعدالة , ففي تفاصيل هذا القانون  و من اول تصريح لرئيس الوزراء برز عنوان احتساب الخدمة الممتازة للسادة جميعا المشمولين بمطالبة الشعب بإلغاء تقاعدهم” بالفترة الممتازة أي مضاعفة الخدمة “وبحسبة بسيطة يتبين ان معظم السادة اللذين اتعبونا برؤيتهم” وبطلتهم البهية” سينالون التقاعد بعد ان تضاعف الخدمة لان معظمهم ستكون الخدمة بعد المضاعفة اكثر من خمسة عشر عام وهذا هو المطلوب لكي يستفيدوا من القانون , وشنفت اسماعنا بعبارة “الخدمة الجهادية “وهي كلمة حق اريد بها باطل كما انها عباءة تتسع لآلاف السياسيين وليس الشعب للانضواء تحتها , فمن سيحدد نوع هذه الخدمة ومدتها وهل هي حكرا عليكم دون الشعب المجاهد الذي عاني من الذين قبلكم ومنكم ,
وانا وغيري يعلم ان الجهاد في سبيل الوطن هو تضحية والتضحية بمعناها انها مجردة عن الانتفاع ,
ولنفرض انكم تريدون مقابل لجهادكم اليس المقابل هو ان يرفل شعبكم ووطنكم بالخير والرفاه وهل تعتقدون انكم حققتم ما جاهدتم من اجله ألا تتركوا للشعب ان يدلي بدلوه  فهو من يقرر الثواب والعقاب ولنفرض انكم جاهدتم وحققتم المراد وهو طبعا الخير لشعبكم الم تكفيكم الامتيازات والموارد المالية الخرافية التي نعمتم بها  ونعني (الموارد المالية ) فلم نقل الرواتب فقط لان معظمكم قد اثرى واصبح من ذوي المليارات ( فالملايين اصبحت قديمة ) واغتنى وامتلك الفلل والعمارات والله اعلم ماذا ايضا,
وهل سيستفاد من الشعب من جاهد مثلكم ام ان الجهاد حكرا على من كان من احزابكم ومعارفكم ونحن نسمع عن اناس كانوا في احزابكم فقدوا العديد من اهلهم بإعدامات وسجون ولم يشملهم أي شي من امتيازاتكم ,وكيف ستحسبون مدة الخدمة الجهادية هل من يوم ولدتكم امهاتكم ام من يوم انتسبتم الى احزابكم ام من يوم هجرتكم الى دول العالم وهل سيشمل كل من غادر الوطن بسبب من سبقكم  ام بسببكم , (سمعت مرة عن زوج وزوجته هاجروا الى خارج العراق ويريدون ان يستفيدوا من امتيازات المهجرين )وعندما سال احدهم السيدة ومن أي منطقة هجرت بزمن الطائفية والتهجير البغيض اجابت الم اهجر من العراق ؟ اسئلة كثيرة والتباسات اكثر في هذه الفقرة , لايمكن ان نقول عنها وعن غيرها من فقرات ملغومة في قانون التقاعد الجديد الا انها لف ودوران على ارادة الشعب وجره الى متاهات لا تصب الا في صالحكم ولمنفعتكم ولكن هذه المرة لن تحققوا ألاعيبكم فالشعب قد صحا ولن يسمح لكم باخذ اكثر مما تستحقون ولن تقرروا انتم ما تستحقون فالشعب سيقرر وكما اتى بكم يستطيع ان يرجعكم الى حيث كنتم ولكن لا تزعلوا( تستطيعون ان تضيفوا فترة اقصاءكم عن السياسة بفقرة جديدة في القانون وهي الفصل التعسفي لان طردكم من العملية السياسية ليس برغبتكم ), اتقوا الله في هذا الشعب المظلوم فكفى وهل كتب علينا ان نخلص من ظلم لنقع باخر , لقد طفح الكيل وهذه المرة لن يشفع لكم تشدقكم بالدين والمذهب والعرق والولاء الخارجي ( وانا اعني الكل ) فكلكم استغليتم حب الناس وطيبة الشعب ولكن ليس الى الابد , فالشباب ذخيرة الوطن سيتظاهرون ويتظاهرون الى ان تمتثلوا انتم لإرادتهم وليس العكس !