تعد الخدمة الالزامية في الجيش العراقي السابق والجيوش الاخرى التي تاخذ بهذا النظام واحدة من اهم النظم العسكرية القائمة على الاعداد المستمر ولكافة شرائح المجتمعات ليكون ابناء هذا المجتمع مستعدين من الناحية العسكرية والمعنوية للتصدي لاي عدوان يقع على البلد او اي طارئ غير محسوب يواجهه، ولقد كانت الاجيال المتعاقبة حتى عام 2003 تعد نفسها للخضوع للخدمة الالزامية ،وقد كانت هذه الخدمة تشمل جميع الشباب ممن بلغ الثامنة عشر من العمر ، ولما كانت هذه الخدمة طويلة وقاسية يتم ايدائها في اية بقعة من العراق ،فان الشباب يثابر ويدرس بجد لتجاوز مسالة الخدمة الطويلة ، حيث كانت فترة خدمة حامل الشهادة الجامعية  اقل من مدة حامل الشهادة الاعدادية ، اما حامل شهادة الماجستير والدكتوراه فهم عادة غير خاضعين لهذه الخدمة الا في حالات نادرة ، وقد كانت كلية الاحتياط تخضع حملة الشهادة الجامعية الاولية لتدريب مدته ستة.
اشهر يتخرج بعدها الطالب برتبة ملازم ثان احتياط، وبهذا النظام تم اخضاع جميع الشباب من الذكور للتدريب على السلاح والصبر ومعرفة جغرافية الوطن السوقية العسكرية ، كما وان الجندي اثناء خدمته في الجيش يتم تعويده على الانضباط واحترام الاعلى والتقييد الصارم بمواعيد الافطار والتدريب والدروس النظرية وغيرها من انشطة القوات المسلحة ، مما يترك اثاره العملية على المنتسب يستفيد منها طيلة حياته العملية ، كما وان الجيش ونتيجة لاتباعه التنظيم الهدفي وهو تنظيم اداري يقوم على تهيئة كافة الوسائل لتحقيق الهدف ، فان لوزارة الدفاع مديريات متخصصة بالتموين والنقل والمخابز العسكرية ومعامل خياطة ملابس القوات المسلحة ، والعينة والميرة ،لذلك فقد كان الجندي خلال خدمته يتعلم في هذه المديريات.
كثير من الحرف التي تجعله مواطنا صالحا منتجا وله حرفة يفيد بها الناس مثل الخباز البراد وهي الفيتر واللحام ومنهم الكهربائي او السباك والخياط  وسائق السيارة وسائق الدراجة البخارية ، ويمكن ان يتحول الى شرطي منضبط وغيرها من الحرف العملية . هذا وللجندي راتب محدد اضافة الى اكله وشربه وملبسه في الجيش ، كما وان الجيش هو حارس الوطن فان الجندي يتنقل مع وحدته العسكرية في كافة ارجاء الوطن وان الخدمة الالزامية هي خدمة موحدة تحت راية الجيش لجميع ابناء الشعب الواحد لان الجيش هو جيش واحد ، لذا ترى ابن البصرة يخدم في السليمانية تبعا لوحدته وابن بغداد يخدم في الممارة وابن الناصرية يخدم في بغداد ، عليه ومما تقدم فان الاخذ بنظام الخدمة الالزامية سيكون عامل توحيد الوطن ومدرسة صالحة للاجيال …