18 ديسمبر، 2024 11:56 م

صار أمامي ويداي مشغولتان ، فأزحته عن طريقي بقدمي ، صَبَرَ على ما فعلت ، بعد برهة قفزت الى ذهني مقاربة ليست غريبة ولكن ما توقعتها تصل بهذه السرعة … ما هذه الخشونة وقلة الإحترام في التعامل ؟ أتُزيح ( كتاباً ) بقدمك ؟ !!! … لو كانت ( ِكسرة خُبزٍ ) أتفعل بها ما فعلته بالكتاب ؟ لالا أبداً … نعمة الله كيف أزيحها بقدمي … ألم يكن الكتاب أكبر النِعم ؟ هذا صحيح ولكن ما تربينا على إحترامه وما علّمونا عظمته … لي معه ذكريات غير محبذه لنفسي ، حيث كان الكتاب الأول الذي تعرفت عليه ، ( الكتاب المدرسي ) ، يُشكّل مصدر خوف وتردد وقلق ، فهو القرين ( للعقوبة ) وبحضرته تُجلد يداي وهو السميع لبكائي ، أوراقه بائسة ، صوره أحياناً مخيفة أو تخدش البصر بسوء الشكل والطباعة .
هذا إضافة الى قلة فرص التعارف مع الكتاب … فللقدور والصحون في بيوتنا مكان ، وللثلاجة وغسالة الملابس مكان ، حتى الأحذية لها مكان … ويبقى الكتاب خارج وعينا ، يبقى يبحث عن خزانة جميلة تضمه بحنان ، كالتي تحفظ الأكواب والقوارير… متى نمنح الكتاب فرصة للعيش معنا ، متى نمنحه مكان .
مع إحترامي و تقديري للذين إحتضنوا الكتاب ورفعوه ، وجعلوا لَه ألف مكان ومكان .
أرفق صورة تحكي لنا بعض الحكاية :
حين يُطرد الكتاب ، ينام في الشوارع كالمشرَّد تدوسه الأقدام … لا نستغرب إذن إن تَسيّد الجهلُ وصارت له حظوة ومقام .