18 ديسمبر، 2024 9:09 م

ان ما يحدث في لبنان من وضع معيشي سيء وظروف الحياة من ناحية ارتفاع الدولار والمواد الغذائية ومعاناة شعبها لعدم القدرة على توفير مستلزمات الحياة المعيشية، اضافة إلى صمت الحكومة المخزي تجاه شعب يموت جوعاً ويعيش في ظلام دامس بعيد عن كل قيم الإنسانية، علماً شعب لبنان الشعب الوحيد في العالم الذي يشتري الماء من السيارات الجوالة وتحرم الحكومة على شعبها ضخ الماء الحكومي لسكانها ، شعب لبنان يمتلك حكومة مجموعة من اللصوص الذي يتاجرون على حساب شعب يعيش على حافة تحت الفقر المدقع، وفي ظل هذه الظروف الذي يعانيها شعب لبنان تتهيأ احزاب الفتنة لإجراء الانتخابات بدون احساس بالمسؤولية لمأساة شعبها.

دخل الفرد اللبناني شهرياُ لأي عائلة بين مليونين إلى ستة ملايين أي بين 100 دولار إلى 250 دولار لا تستطيع سد معيشة العائلة لأول عشرة ايام من كل شهر، لذا تجد مهنة التسول انتشرت بشكل كبير، والاحتيال مع تجارة المخدرات والادوية وغيرها منتشرة داخل المجتمع اللبناني، حتى السواح تجدهم عرضة لعمليات النصب والاحتيال والسرقات بشكل كبير، طبعاُ لا يختلف الوضع في لبنان عن العراق وسوريا وايران واليمن جميعهم يعانون ما يعانيه شعب لبنان ، لكن لبنان حكومتها تجاوزت كل المبادئ والقيم وكشفت انيابها بإذلال شعبها وسرقته في وضح النهار، الخبز اهم من الولاء والطاعة، والجوع يقتل كل ولاء وعندما تجوع البطون تموت الولاءات للغير، حتى الانتخابات سوف تفشل في ظل هذا الجوع الذي يعانيه شعب لبنان، في الشارع اللبناني اصبح شتم القيادات الدينية والسياسية علناً والذي كان سابقاً من المحرمات وتعتبر جريمة تؤدي إلى موت الشخص الذي يتعدى على هذه القيادات.

الحكم الطائفي في لبنان واضح وملموس وتستغل قيادات الطوائف هذا التناحر بين اطياف المجتمع اللبناني لكسب انجازات كثيرة تجاه نفس الطائفة من ناحية الولاء والطاعة مجبوراً، المستفيد الوحيد قائد الطائفة، واتباعه والمقلدين ليس لهم منفذ غير الطاعة رغم مأساة الحياة من جوع وذل وفقر مدقع لكن مجبوراً للولاء والطاعة حتى لا تتجاوز عليهم الطائفة الضد الاخرى، هذا ما زرعه القيادات في نفس الشعب اللبناني، لذا تجد الكراهية بين اطياف طوائف لبنان بشكل كبير، الوضع في لبنان من اسوء إلى اسوء، ومن قراءتي للوضع اللبناني لا يوجد مخرج لتحسين وضع الشعب اللبناني المتدهور اقتصادياً، وسياسيها لا يفقهون شيء لأعاده لبنان لسابق وضعة، طريق لبنان الذي يمر في ايران غير معبد ومليء بالحفر الذي انهكت شعبها فقر وذل وعوز مادي ووصل الحال لكثرة المتسولين في كل مناطق لبنان.

الخبز المتوفر في كل انحاء العالم تجده مفقود في لبنان وبأسعار باهظة الثمن لا تكفي ربطة الخبز فرد او فردين، والطائفة الشيعية جميع خطاباتها حروب وتحرير ومقاومة اسرائيل، متناسين فقر الطائفة وذلها وفقرائه يتسولون لشحذ رغيف خبز او يبحثون في حاوية النفايات لإيجاد ما يسد حاجتهم من الغذاء، لم يتحقق لا تحرير فلسطين ولم يكونوا اوفياء لبلادهم وشعبهم سوى تنفيذ اجندات واوامر ايران. وكذلك الطائفة السنية ليس بعيدة عن طائفة الضد من الشيعة أيضاً تنفذ اجندات دول اخرى مع التمويل المالي الكبير على حساب شعب مغلوب على امره من فقر وذل، وكذلك الطوائف الاخرى اي لا يوجد احد من قيادات الطوائف نظيف داخلياً ويمتلك حس انساني وضمير حي للوقوف مع شعبة.

أتى رمضان ولم يؤتي معه الخير بل الإسلاميون تجدهم اول من يرفع الاسعار ليزيدوا كاهل هذه الامة التي تعيش على البدع والخرافة، أتى رمضان ليفطر فقراء المسلمين على ضوء الشموع لأمة الأسلام الذي تدعي العدل ونصرة الفقراء، كيف تأتمن للذي لم يستطيع يؤمن الخير والرفاهية لشعبة؟ أتى رمضان لتصوم عواهر السياسة القذرة تقربًا للرب المفقود ليكفروا عن سيئاتهم طول السنة فأين رمضان من إسلام يذبح الأنسان ويتوضأ في دمه تقرباً ويأكل قوت الفقراء لإله ليس له وجود.