23 ديسمبر، 2024 6:36 م

الخامنئي وأبوبکر البغدادي

الخامنئي وأبوبکر البغدادي

عندما إضطر الخميني في عام 1988 مضطرا على الموافقة على وقف إطلاق النار و إنهاء حرب الثمانية أعوام مع العراق، أعلن بأن موافقته کان بمثابة تجرعه لکأس السم، فإنه لم يلبث طويلا حيث توفي في عام 1989 ، ومعاودة إستخدام مصطلح کأس السم مع خليفته”خامنئي”، على أثر المفاوضات النووية التي مورست ضغوط کبيرة على النظام الايراني و خصوصا بعد أن تجاوز الاتفاق النووي المعلن بين إيران و الدول الکبرى خطوطه الحمر التي أعلنها، فإن هناك من ينتظر إعادة نفس السيناريو الذي جرى للخميني مع خامنئي لکن بفارق أن الاخير لايمتلك کاريزما کالتي کان الاول يمتلکها، خصوصا وإن العقوبات قد تم تمديدها لعشرة أعوام ضد هذا النظام ولايزال مشبوها من جانب المجتمع الدولي.

الاتفاق النووي الذي يرى العديد من المختصون بالشأن الايراني، إنه أشبه بوضع إيران تحت وصاية دولية لمدة تزيد على خمسة عشر عاما، والذي يصفونه أيضا بأنه بداية دخول النظام الايراني في نفق مظلم طويل، يبذل النظام کل مابوسعه من أجل التغطية على جوانب الضعف و التنازلات في هذا الاتفاق وينبري خامنئي بنفسه من أجل الدفاع عن نفسه قبل النظام، ذلك لأن النظام برمته يمکن إختصاره في شخصه، والتغطية تعتمد خصوصا عندما نعيد للأذهان ماکان قد أکده على نقطتين بعد أربعة أيام من الاتفاق وهما:

النقطة الاولى ـ إستمرار النهج الاستبدادي القمعي في الداخل بمعنى إستمرار مصادرة حقوق الانسان و المرأة في إيران.

النقطة الثانية ـ إستمرار تصدير التطرف الديني لبلدان المنطقة مع التأکيد على مضاعفته.

مانريد قوله و التأکيد عليه هنا، هو أن التطرف الديني الذي يعبث بأمن و إستقرار المنطقة و يشوه العقول و النفوس و يفسد التعايش السلمي بين مکونات الشعب الواحد، يجب إعتباره أيضا سما زعافا يصيب من يأخذ به و يجعله نهجا له، وهو تماما کالغازات السامة، ذلك إن من يٶمن بالتطرف الديني فمعنى ذلك إنه يعتبر کل من لايکون مثله بمثابة عدو له و بالتالي فهو هدف مباح و بإمکانه القضاء عليه، تماما کما کان الحال في القرون الوسطى في اوربا أيام سطوة الکنيسة و سيطرتها على الشعوب و النظم الملکية، وإن مايفعله تنظيم داعش و جفش و أحرار الشام و جيش الاسلام و الميليشيات الشيعية، هو نفس ماکان المتطرفون في القرون الوسطى يفعلونه في أوربا.

سم التطرف الديني و الذي يصر خامنئي على مضاعفته لشعوب المنطقة، يجب إعتباره أيضا جريمة ضد الانسانية لأن مايتسبب عنه کارثي و دموي، وان مايحدث الان في العراق و سوريا و لبنان و اليمن وماينتظر أيضا حدوثه في مناطق أخرى، لايجب أبدا إعتبارها جريمة ضد مجهول وان خامنئي عندما يصرح جهارى بتأکيده على تصدير سم التطرف الديني فإنه ليس هنالك من فرق بينه و بين زعيم داعش أبوبکر البغدادي ويجب أن تتم معاملته وفق نفس الاعتبار.

 [email protected]