واقفا في الطابور … وأي طابور ؟
ذلك الذي ينتظر فيه دوره حتى ياخذ ما تجود به ادارة المخيم, يلفح وجهه غبار الاسى , وتكاد قدماه لا تحملانه, ليس لفرط الجوع, بل لفرط خيبات الامل المتلاحقة التي احنت ظهره, وخارت قواه من الهم فهو كظيم.. ومع ذلك يقف ابو سجى مصابرا , بانتظار ان يتقدم به الطابور خطوة الى الامام…..اهلا بكم في مخيم الخازر.
تسارعت الاحداث في العراق على نحو خير مسبوق في الاشهر القليلة الماضية, فزلزال الموصل ترك وراءه هزات ارتدادية خلفت نتائج لم تكن في الحسبان, ولعل العنوان الذي يختصر ذلك المشهد هو ازمة النازحين.
يعد مخيم الخازر بمثابة عاصمة النزوح في العراق ففيه ما يربو على خمسة الاف نازح بعد ان دفع هول الصدمة المئات من العوائل الى التوجه صوب اقليم كردستان, ولو تجولت بين جنباته فانك سوف تحار من اين تبدأ قصة الاحزان .
فالنازحين يعانون ظروفا إنسانية صعبة، في مخيم يفتقر إلى ابسط وسائل العيش, من غذاء ودواء ومستلزمات صحية, وادوات الطبخ والمحروقات, مع وجبة يتيمة قد لاتسد الرمق.
اما العجزة وذوو الاحتياجات الخاصة فهؤلاء لهم قصة اخرى, ربما اكثر شجنا, كما ان بيئة المخيم تبدو كارثية ، تفتقر إلى أدنى حدود التنظيم والانضباط ، إذ يتمركز في هضبة قاحلة، وتتعرض لعواصف ترابية تميل معها الخيم ذات اليمين وذات الشمال, ولان كثرة الهموم ينسي بعضها بعضا, فان تكدس النفايات لم تعد من اولويات سكان المخيم, حالها حال الافاعي والعقارب التي صار سمها اقل مضاضة من ظلم ذوي القربى, وبعض الظلم نسيان.
وقد يطول بنا المقام لو اردنا ان نسرد في تفاصيل المعاناة, يقول ابو سجى ان الجوع والبرد وحتى الطوابير, لا تعني شيئا امام امتهان الكرامة , منوها ببعض تصرفات حرس المخيم, وهو اكثر ما يدمي القلب :
لمثل هذا يذوب القلب من كمد ….. ان كان في القلب اسلام وايمان
ورغم حجم الماساة فان ثمة ضوء دائما في نهاية النفق, ربما جزء منها تلك المساعدات الاغاثية التي تنهض بها المؤسسات المختلفة ، وجزء آخر بتبني رئاسة البرلمان خطة بالاتفاق مع إقليم كردستان لإقامة مخيم نموذجي ، أو توفير كرفانات كمدارس مؤقتة لتعليم التلاميذ .
وقبل كل ذلك والجهود التي يبذلها أهل المروءة بتحسين المستوى الإنساني والمعيشي يعطي دفعة للتفاؤل, ومن يدري فلربما لا تمر سوى أشهر قصيرة, ولن يضطر ابو سجى للبحث عمّن ياتي له بدواء الضغط, لانه سيشتريه بنفسه من الصيدلية بعد ادائه لصلاة الجمعة في جامع النبي يونس, وما ذلك على الله بعزيز.
(الخازر) معاناة وطن
واقفا في الطابور … وأي طابور ؟
ذلك الذي ينتظر فيه دوره حتى ياخذ ما تجود به ادارة المخيم, يلفح وجهه غبار الاسى , وتكاد قدماه لا تحملانه, ليس لفرط الجوع, بل لفرط خيبات الامل المتلاحقة التي احنت ظهره, وخارت قواه من الهم فهو كظيم.. ومع ذلك يقف ابو سجى مصابرا , بانتظار ان يتقدم به الطابور خطوة الى الامام…..اهلا بكم في مخيم الخازر.
تسارعت الاحداث في العراق على نحو خير مسبوق في الاشهر القليلة الماضية, فزلزال الموصل ترك وراءه هزات ارتدادية خلفت نتائج لم تكن في الحسبان, ولعل العنوان الذي يختصر ذلك المشهد هو ازمة النازحين.
يعد مخيم الخازر بمثابة عاصمة النزوح في العراق ففيه ما يربو على خمسة الاف نازح بعد ان دفع هول الصدمة المئات من العوائل الى التوجه صوب اقليم كردستان, ولو تجولت بين جنباته فانك سوف تحار من اين تبدأ قصة الاحزان .
فالنازحين يعانون ظروفا إنسانية صعبة، في مخيم يفتقر إلى ابسط وسائل العيش, من غذاء ودواء ومستلزمات صحية, وادوات الطبخ والمحروقات, مع وجبة يتيمة قد لاتسد الرمق.
اما العجزة وذوو الاحتياجات الخاصة فهؤلاء لهم قصة اخرى, ربما اكثر شجنا, كما ان بيئة المخيم تبدو كارثية ، تفتقر إلى أدنى حدود التنظيم والانضباط ، إذ يتمركز في هضبة قاحلة، وتتعرض لعواصف ترابية تميل معها الخيم ذات اليمين وذات الشمال, ولان كثرة الهموم ينسي بعضها بعضا, فان تكدس النفايات لم تعد من اولويات سكان المخيم, حالها حال الافاعي والعقارب التي صار سمها اقل مضاضة من ظلم ذوي القربى, وبعض الظلم نسيان.
وقد يطول بنا المقام لو اردنا ان نسرد في تفاصيل المعاناة, يقول ابو سجى ان الجوع والبرد وحتى الطوابير, لا تعني شيئا امام امتهان الكرامة , منوها ببعض تصرفات حرس المخيم, وهو اكثر ما يدمي القلب :
لمثل هذا يذوب القلب من كمد ….. ان كان في القلب اسلام وايمان
ورغم حجم الماساة فان ثمة ضوء دائما في نهاية النفق, ربما جزء منها تلك المساعدات الاغاثية التي تنهض بها المؤسسات المختلفة ، وجزء آخر بتبني رئاسة البرلمان خطة بالاتفاق مع إقليم كردستان لإقامة مخيم نموذجي ، أو توفير كرفانات كمدارس مؤقتة لتعليم التلاميذ .
وقبل كل ذلك والجهود التي يبذلها أهل المروءة بتحسين المستوى الإنساني والمعيشي يعطي دفعة للتفاؤل, ومن يدري فلربما لا تمر سوى أشهر قصيرة, ولن يضطر ابو سجى للبحث عمّن ياتي له بدواء الضغط, لانه سيشتريه بنفسه من الصيدلية بعد ادائه لصلاة الجمعة في جامع النبي يونس, وما ذلك على الله بعزيز.