18 ديسمبر، 2024 4:19 م

الحکومة الفتية والطريق المسدود!

الحکومة الفتية والطريق المسدود!

قبل تنصيب ابراهيم رئيسي في منصب رئيس الجمهورية، جرت حملة إعلامية غير عادية لصالحه قادها المرشد الاعلى للنظام بنفسه والتي بدأها بالتبشير بما سماه”الحکومة الاسلامية الفتية” في إشارة واضحة للتابعين والمنقادين له بصورة عمياء، ومن إن هذه الحکومة ستکون بالمستوى المناسب الذي يٶهلها لکي تقوم بالتصدي ومعالجة کافة مشاکل وأزمات البلاد، ويومها حينما کان روحاني في منصب الرئاسة وکانت الاوضاع على أسوأ ماتکون والشعب مستاء من تلك الاوضاع ويواصل إحتجاجاته، واليوم وبعد أکثر من 4 أشهر على تولي”الحکومة الاسلامية الفتية” لخامنئي، فإنه يمکن القول بأن الاوضاع الحالية وفي ظل هذه الحکومة أسوأ بکثير من تلك التي کانت خلال عهد روحاني کما إن الشعب مستاء وغاضب من النظام أکثر فأکثر بل وحتى إن حدوث إنتفاضتي إصفهان والمعلمين خلال فترة قياسية من بعد تنصيب رئيسي أکبر دليل على ماقد آلت إليه الامور والاوضاع في ظل حکومة خامنئي الفتية!
حکومة خامنئي الفتية بقيادة رئيسي وبعد قرابة 4 أشهر على توليها الحکم، وبعد کل الشعارات والتصريحات المتشددة والمبالغة في عنتريتها ولاسيما تلك التي کانت ترفض إجراء المحادثات مع الولايات المتحدة بصورة مباشرة، فإن تصريح وزير الخارجية، أمير عبداللهيان، بشأن التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة يعتبر بمثابة إعلان واضح للتملص من الشعارات والمواقف السابقة والسعي من أجل مرحلة جديدة تمهد للإنبطاح أمام أمريکا، وهذا الانبطاح يأتي لأن النظام واثق تماما بإستحالة أن يرضى عنه الشعب الايراني أو يصرف النظر عن جرائمه ومجازره التي إرتکبها، ولذلك فإنه کعادته دائما وعندما تدور به الدوائر وتسوء فيه الاوضاع والامور فإنه يهرع الى الخارج ليقدم التنازلات تلو التنازلات أمام من کان يطلق بالامس الشعارات المعادية ضدهم.
حکومة رئيسي وعندما ننظر الى الاوضاع الداخلية لإيران على مختلف الاصعدة وکذلك الى الاوضاع الخارجية، فإننا نجد أن رقبة هذه الحکومة بين الشفرتين الحادتين للأوضاع الداخلية والخارجية، کما إن هذا النظام يواجه أيضا الشعب الغاضب والرافض له کما يواجه کذلك البديل السياسي المتمثل في المقاومة الايرانية والذي أثبتت الاوضاع والتطورات من إنه يشکل رقما صعبا في المعادلة الايرانية وبشکل خاص بعد أن أثبت دوره وحضوره وتأثيره على الصعيدين الداخلي والخارجي حتى صار يعتد به، وخلاصة القول فإن حکومة خامنئي الفتية التي يقودها رئيسي، تقف أمام منعطف بالغ الخطورة بحيث يمکن القول بأنها تقف أمام طريق مسدود!