قَصيدَتي الغَزليَّة المُتَخَيلة هذه، والثَريّةُ بأحاسيسٍ مُرهَفَةٍ وَبَليغَةٍ ومَتَفَرِدة، كُنتُ قَد نَظمتُها في عام 1996 ونُشرتُها في ذات العام في صحيفةٍ ليبيّةٍ محليةٍ قليلة الإنتشار، أُعيدُ لَها اليوم ذكراها مِن جَديد.
1
قَبلَ أن يُشرق هَوانا
لَم نَكُن إلا يَتامى في مَحطاتِ الخَديعَة
نَتَوَسَل سَنَوات المُرّ
تَهدينا الحَنانا..
قَبلَ أن يأتي هَوانا
لَم نَكُن إلا مَلاكين بِدُنيا مِن خَريف
تُدمِنُ الوُدّ المُزَيَّف والمُخيف
بألأكاذيبِ السَريعة والمُريعة..
قَبلَ أن يُولَد هَوانا
لَم نَكُن إلا غَريبَين
ضائِعَين، نُفَتِشُ عَن كِلَينا..
وَبِلِحَظَةِ مُستَحيل
وَبِلِحَظَةٍ مِن عِجاب
صارَ فَوز العِشق يَملأُ كُل دُنيانا اليَباب
قَد تدَفَقَ حُبنا مِثل نَبعٍ مِن سَراب
فَتَعاهَدنا على أن نَخسَرَ العُمر جَميعَه
غَير إنّا لانَبيعه.
2
إنّنا نَحيا نَشوَة حُبٍ طاهِرٍ دونَ مَثيل
كعَطاءِ مِن عُلُوٍّ قد أتى
أو كأُسْطُورَة سَتُروى لِجيلٍ بَعدَ جيل
فَفَرشنا لِجناحَيهِ مُروجَاً
وحَدائق ورَبيع في كُلِ أبعادِ المَدى
وَأحَلنا الليل شَمساً تَطرِدُ الوَحشَة
بِعُرسِ لِلهَوى
لِيًحَلِق في رَبيعَه..
وَجَعَلنا قَسوَةِ الصَبرِ الذي طَوَّقَنا
وَالزَمانُ المُنسَكِب مِن عُمرِنا
للآَلىء مِن فَرح، وعُهودٍ لِبِشاراتٍ وَديعَة.
3
قَد تَعاهَدنا لِنَمضي لِجَزيرَةِ حُبنا
حَتى لَو كُنا حُفاةً وَجِياع
نَشربُ الحُب كَما يَشربنا
نَتَوَحّد، نَتَشَكّل مَركَباً مُبحِر
الى دُنيا جَديدة وَبَعيدَة
بِفؤادَين لَهُما العِشقُ شِراع
فأكتَفَينا بِهَوانا، إنّهُ أغلى وَديعة
ذَرْوَةُ المُتعة هَوانا
لَسنا نَحتاجَ الى أيّ مَتَاع.
وبَنَينا مِثل أطفالٍ صِغارٍ بَيتنا
سَقفهُ أغصان وَرد، وَسَماء
وَبِسورٍ مِن قَصائد و وفاء
إنَها أقوى قِلاع
كَيفَ يأتي الحًزنُ ياحًبي إذن
لِشَواطِئ جَنّة الحُب المَنيعة!